12 أبريل، 2024 12:40 م
Search
Close this search box.

ملياراتنا السبعة… من عبعوب الى العلاق

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ اعلان محافظ البنك المركزي “السيد” علي العلاق تلفت سبعة مليارات دينار في خزينة مصرف الرافدين بسبب “الامطار”، وذاكرتي تستعيد بين لحظة واخرى تصريحات امين بغداد السابق نعيم عبعوب عن “الصخرة” التي منعت تصريف مياه الامطار، مما جعلت بغداد تتحول الى “بندقية” لكنها على طراز مياه “الصرف الصحي” وليست مدينة البندقية في إيطاليا التي يقصدها الباحثون عن “المتعة” وتغيير الإجواء.
نعيم عبعوب الذي نشر قبل ايام على صفحته في الفيسبوك، صورة مع نجله في النمسا بعد ان خسرته بغداد التي تحولت بفضل “مشاريعه الجبارة” الى اسوء مدينة في العالم من حيث الخدمات، في حين مازال العراقيون يتذكرون حديثه عن مدينة دبي ووصفها “بالزرق ورق”، وكيف تغنت فتيات طهران “بوسامته”، واليوم يحاول السيد العلاق اعادة نفس “سيناريو” الاستغفال “لعباد الله” لكن بطريقة اكثر سخرية، حين ما ادعى بان مياه الامطار تسللت لخزينة مصرف الرافدين وأتلفت المليارات السبعة، وتناسى ان يخبرنا كيف تمكنت الامطار من تجاوز جدران الفولاذ التي تحيط بخزنة المصرف من الاعلى والأسفل والجدران الأربعة، وبسمك يصل الى 40سم، وهو مايجعل وصول المياه الى داخل الخزنة بحاجة الى “معجزة ربانية” تتجاوز الخيال.
لكن مايثير الاستغراب ياسادة.. هو تبرير ادارة البنك المركزي لتلف تلك المبالغ، بعد ان خرج علينا مدير الدائرة الادارية في البنك خلال مؤتمر صحفي، ليبلغنا انما حصل هو “قضاء وقدر” وليس إهمالا متعمدا، ياسيدي المدير هل تعلم ان وصول شخصيات كسيدك علي العلاق وبعض “الساسة والنواب” الى مناصب يتحكمون من خلالها بحياة المواطنين وأرزاقهم هو “القضاء والقدر” وليس تعرض مليارات الدنانير للغرق بهذه الطريقة التي ستكون بابا جديدا “للفساد” والحصول على الاموال بعد ان استخدمت جميع “الحيل” منذ العام 2003 وحتى الان، بسبب غياب “الرقيب” وفتح الباب امام الفاسدين والسراق للنجاة بفعلتهم والهروب من البلاد.
ومع استمرار كوميديا البنك المركزي ومحاولات الهروب من المسؤولية، أضيف فصلا آخرا لمسرحية السياسة “الهزلية” متمثلا بتخصيص ثلاثة ملايين دينار كبدل ايجار لاعضاء مجلس النواب، في وقت يعيش الملايين من العراقيين ببيوت من الصفيح وأماكن لاتصلح للسكن لعدم قدرتهم على تحمل نفقات ايجار منزل يتناسب مع حياة الانسان وظروف المعيشة الطبيعية، وفي حين يبحث السيد النائب عن ايجار منزل بثلاثة ملايين دينار شهريا ليكون مناسبا “لمكانته الاجتماعية”، تترك عوائل الشهداء والفقراء في العشوائيات ومن دون حقوق او مخصصات يضعها البرلمان “المنتخب” ليحفظ كرامتهم، وبدلاً من الاعتذار عن “حجم تلك السرقات والعمل على تشريع قوانين تخدم الطبقة السياسية، يخبرنا المتحدث باسم رئيس مجلس النواب “بنبرة غضب”، بان مبلغ الثلاثة ملايين لا يكفي وجبة طعام واحدة لسيادة النائب، ويطالبنا “بالابتعاد عن الاساءة للمؤسسة التشريعية”.
الخلاصة… ان البلاد التي تغرق فيها الاموال وتطفوا في أنهارها الأسماك ويصبح اكبر مهربي الدولار عضوا في لجنة نزاهتها بحاجة الى “ثورة” ضمير وطنية يقودها عقلاء القوم لتصحيح الأخطاء وانهاء مرحلة فساد “أكلت الأخضر واليابس” وجعلت من صخرة عبعوب وامطار العلاق حجة “لإفلات الفاسدين من العقاب”… اخيرا… السؤال الذي لابد منه متى سينتهي حكم العوائل “الفاسدة”؟..

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب