كلنا سمع او قرأ عن قصة عمر بن سعد الذي قاد معركة كربلاء ضد الامام الحسين عليه السلام وكيف ان الحكم الاموي بقيادة يزيد بن معاوية اغراه بملك الري وجورجان في مقابل القضاء على حركة الحسين عليه السلام وسفك دمه وبفتوى شريح القاضي مرجع الكوفيين الذي افتى بان الحسين بحركته هذه قد خرج على امام زمانه وعلى هذا الاساس قاد بن سعد المعركة الدامية في كربلاء ليأتي براس الحسين بن علي عليهما السلام ويضعه بين يدي يزيد و كانت العاقبة المشينة لابن سعد اذ لم يحصل على مبتغاه ولم يحقق حلمه الذي ارقّه وافلس من ملك الري الى الابد ولم يجني الا خزي الدنيا وعذاب الاخرة ( بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا ) فاطر 40 واليوم يعيد التاريخ نفسه وبنفس الخط التاريخي الطبيعي وتشابه الجريمة وبنفس الميدان والمسرح الكربلائي ولكن بتغير الشخصيات بطبيعة الحال , وبفتوى ودعم وتحريض المؤسسة الدينية في النجف اعد نوري المالكي هجوما واسع النطاق ضد مرجعية السيد الصرخي الحسني للقضاء على حركته الاصلاحية والعلمية المعتدلة وايقاف دفق المحاضرات الرصينة في التاريخ والعقائد والاصول وفيوضات الكرم والاخلاق والولاء للعراق والتي بدأت تستقطب الشباب العراقي في الوسط والجنوب فشكلت خطرا على المشروع الايراني التوسعي وعلى المؤسسة الدينية المترهلة الفاسدة في النجف فتم التحشيد لتلك الهجمة النهائية الماحقة في مقابل حصول المالكي على التأييد والدعم للولاية الثالثة التي كانت في حينها مثار جدل كبير بين المكونات السياسية وخشية المالكي من ان تفلت من قبضته لاسيما ان مجريات الاحداث تسير في غير صالحه بعد سقوط الموصل امام الدواعش فكان سقوطها القشة التي قصمت ظهر البعير فلا احد من الحلف الايراني كان يتوقع ان تهب الريح بما لا تشتهي سفنهم فتسارع الاحداث ارعب المالكي واتباعه وخصوصا بعد ان سلم الموصل للدواعش الذين كان عددهم لا يتجاوز العشرات بأوامر ايرانية على امل استعادتها بعد ذلك بفترة قصيرة وكان الهدف من اخراج الموصل من المعادلة من قبل المخطط الايراني هو نقل الحرب السورية الى العراق وتوسيعها وتدويلها لتخفيف الضغط عن حليفهم بشار الاسد ومن ثم تشكيل الحشد بفتوى السيستاني وبدعم لوجستي ايراني يتم تحرير الموصل والزحف نحو الاراضي السورية للقضاء على المعارضة هناك وفي النهاية كان المخطط ان تتحول بغداد عاصمة للإمبراطورية الفارسية كل ذلك تم التخطيط له في الاجتماع الذي عقد في استطنبول قبيل سقوط الموصل بيومين وبحضور المسؤولين من ايران وتركيا والولايات المتحدة الامريكية وتم اعطاء ايران الضوء الاخضر من قبل الامريكان لتنفيذ الخطة وكما فعلوا مع صدام في حرب الكويت فعلوها ايضا مع
الايرانيين وغدروا بهم ليتركوهم يواجهون المأزق العراقي وحدهم وسارعت امريكا الى التدخل وشكلت تحالفا دوليا على عجل للحؤول دون نجاح المخطط الايراني واوقعوا الإيرانيين وحلفائهم في ورطة ومقتل واستنزاف لازالوا يدورون في دوامته لا يعرفون الخروج منه ولا يهتدون الى ذلك سبيلا, وعودا على بدء تم الهجوم على براني المرجع الصرخي وتم تحديد ساعة الصفر في ليلة الثاني من تموز عام 2014الموافق لليلة الثالث من رمضان ليرتكب المالكي واعوانه والمليشيات مجزرة مهولة لن تنساها الضمائر الانسانية مدى الدهر وشكلت تلك المجزرة تحولا كبيرا في الابعاد الدينية والاجتماعية والسياسية وكشفت عن الوجه البشع للمتسترين بالدين والمتشدقين بأكذوبة الديمقراطية ووضعت مصداقية الاعلام على المحك اذ اظهرت ان الاعلام كان مسيسا تماما الا من النزر النادر وكانت تلك الجريمة كاشفة لكل الجرائم كونها وقعت على ابرياء مقهورين مظلومين في شهر الصوم فاحرقوا وسحلوا وعذبوا وقتلوا وافطروهم على مادة ( التيزاب ) تصب في اجوافهم وهتكت حرمات بيوتهم ونسف منزل مرجعهم بالطائرات واعتقل المئات منهم لا لذنب اقترفوه سوى اشباعا لرغبات ونزوات وغرائز المالكي واسياده والتاريخ سجل ايضا هذه المرة مشيئة الله تعالى في افلاس المالكي وخيبته وخسرانه المبين كما حصل لسلفه عمر بن سعد وهو اليوم تحوم حوله الشبهات وتجمع عنه الملفات لتقديمه الى المحاكمة جراء ما اقترفت يداه ولكن بالمقابل ما هي الثمرة والنتيجة التي حصل عليها الصرخي ومقلدوه واتباعه حيث يقول سماحته في كلام له بعد حصول المجزرة .. ( لكن ماذا حصل ؟؟! نحن بقينا … نحن ارتقينا … ارتقينا بشهدائنا ارتقينا بدمائهم ارتقينا بأرواحهم , ونحن رفعنا , نحن سكّنا في صدور المحبين , في صدور العراقيين , من أعزائنا من أبنائنا في الرمادي في ديالى في بغداد في الموصل في صلاح الدين في كركوك , في السليمانية , في اربيل , في دهوك , في البصرة , في المحافظات الوسطى والجنوبية , سكنا في قلوبهم , في قلوب الشرفاء في قلوب العراقيين , في قلوب من يحب الأمن والأمان , في قلوب من يحب الاخلاق , في قلوب من يحب الاسلام ويحب نبي الاسلام صاحب الخلق العظيم ….) وفي المقابل كان مصير الثعلب الماكر الخزي والعار على حد تعبير سماحته بقوله ( ” وانتم لكم الخزي والعار , ولو اعطينا اضعاف , لو اعطينا مئات الاضعاف ما اعطينا من شهداء الان في أي فترة لا نتوقع ان نصل او نرتقي الى ما نحن فيه , بالرغم من حجم التضحيات وعظم التضحيات التي قدمت , بالرغم ما فقدنا من اعزاء , لكن هذا هو خط التضحية وخط الفداء , شاء الله لا ما شاء الناس , اين صار ؟؟!! صار في مزبلة التاريخ صار في خزي وعار وانا الان نحن لسنا طلاب منصب ولسنا سراق أموال، نحن نبحث عن الأمن والأمان لكل العراقيين, لكل أبناء الشعب العراقي, نحن نبحث عن وحدة العراق, نحن نبحث
عن تاريخ العراق, نحن نسعى أن نرجع العراق إلى ما كان عليه, إلى الطيبة العراقية, إلى الفطرة العراقية, إلى الإلفة العراقية, إلى المحبة العراقية بين أبناء الشعب العراقي… الحياة التي كنا نعيشها نتمنى أن يعيشها الأبناء, نتمنى أن يعيشها أبناؤنا, نسعى إلى هذا… نسال الله تعالى أن نوفق لهذا الأمر “) ..