18 نوفمبر، 2024 1:02 ص
Search
Close this search box.

ملكة على عرش الأحزان!

ملكة على عرش الأحزان!

زينة ألله كما يعني إسمها (زينب)، المولودة المباركة، بعد أخويها الحسن والحسين (عليهم السلام)، لخير أم هي سيدة نساء العالمين، من الأولين والأخرين، ولوالد هو نفس رسول الله (عليهما السلام)، ألا وهما علي وفاطمة نور على نور، إنها العالمة غير المعلمة، الفاهمة غير المفهمة، أم المصائب والأحزان، وعقيلة الطالبين، الحوراء زينب، فما أدراك ما زينب؟.
الدمعة في العين، والحسرة في القلب، فإن كانت المصائب لا تواجه إلا بالصبر، لتخفف وطأة الرزايا، ففي مدرسة الإباء نشهد سيدة عظيمة، يتوسل الزمن بصبرها، ليستعين على حزنه وألمه، فقد قامت الوزيرة المتربعة، على عرش الحزن الشجاع، بدق مضاجع الفساد والإلحاد في بلاط امية، فإنتزعت منه الحق الحصري للخلود الأبدي.
لا إستقرار ولا أمان في مسيرة، ملؤها السياط والشجون، والحوراء تقود البيت العلوي، لرحلة الصمود، بشخوص كتبت عليهم الشهادة، كرامة من الخالق، لأنهم بيت الإمامة، والرسالة والعدالة، فباتت واقعة كربلاء، نشيد الجهاد ضد الطغاة، وأصبحت القرابين الطاهرة، كعبة الأحرار يؤمها الناس من كل فج عميق، فجميعنا يهتف يا لثارات الحسين!.      
إن أنصار البيت الأموي مثلهم، (كمثل العنكبوت إتخذت بيتاً، وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت، لو كانوا يعلمون) ولقد صدق الرحمن بوصفهم، لأنهم شاركوا الطاغية يزيد، وتابعوا وشايعوا على قتل، إبن بنت النبي (عليه وعلى أله الصلاة والسلام)، فأنبرت عقيلة بني هاشم، لتدك ببلاغتها الفاطمية العلوية، معاقل الكفر بمعول الإصلاح والشجاعة.
القيادة الناجحة، هي منهج ومهارة وعمل، تهدف الى التأثير بالأخرين، في الإتجاه المطلوب، فالهدف الذي نهضت به الحوراء، في قضية الإمام الحسين (عليهما السلام)، هدف عالمي مفاده، أن الأحرار كتبوا بدمائهم الطاهرة، اسطورة إنتصار الدم على السيف، وقصة العشق الحسيني، التي لا تنطفئ حرارتها، فهي وزيرة إعلام خالدة مثل واقعة الطف.
تكوين إلهي عجيب، وعقل عبقرين وقلب مؤمن، بقضية العبرة والعبرة، المستوحاة من الواقعة الكونية الأليمة، في كربلاء الحسين (عليه السلام)، فأمست السيدة الصابرة، تحثنا على الإستذكار والإستحضار، لمنهج أل البيت الأطهار، كما أن الثقة بالله ثمن لكل غال، وسلم الى كل عال، فأولئك السابقون المقربون، في جنات النعيم والعاقبة للمتقين.
لقد رحلت ام المصائب (عليها السلام) عن عالم الدنيا، لكنها تركت إرثاً كبيراً، يربط بين العقل والفضائل، والصبر على البلاء، وبين التصدي للطغاة، وعدم الإنجرار وراء الملذات، والمكاسب الدنيوية، فلا بد من حياة حرة، يمتلك امرها الأحرار، بعيداً عن التسلط والظلم، فسلام عليها بوم ولدت، ويوم ماتت ويوم تبعث حية.

أحدث المقالات