19 ديسمبر، 2024 11:27 م

أنا الملكة..
أسكن في اعالي الجبل..
كقياصرة الروم…
أهزأ من زنوبيا…وكيلوباترا مصر…
البعض من أبناء قبيلتي..تطوروا كثيرا…
وواكبوا عصر التكنولوجيا الباردة…
ليستقروا في ثقوب الشجر…
ليقتربوا أكثر من المدنية
والبعض تعاقدوا مع الإنسان القديم…
ليمنحوه العسل..
المسمى بالغذاء الملكي…
مقابل
أن يمنحهم الدفء والرحيق…في بيوت الطين
وألواح الخشب…
أنا الملكة…
أخرج في غبش الفجر..
أشم رحيق الأزهار الملونة..
أزهار حمراء..
وأزهار صفراء..
وأزهار زرقاء..
العالم ملون…
ونقي…
قبل أن تطأه أقدام البشر…
أنا الملكة
الظهيرة أعود إلى خليتي…المتراصفة..
مع آلاف الخلايا كسبائك الذهب..
أنا قوية في استشعاري لأشعة البنفسج..
أرى خبايا الأشياء
وخطوط الطريق المتعرجة…
عيوني دقيقة في تمييز الألوان
سوى اللون الأحمر
يا إلهي..كم أكره اللون الأحمر..
والفساتين الحمراء…التي ترتديها زوجة الحاكم
في مدن الجوار…
أنا الملكة
لدي خمسة عيون…
اثنان على جانبي الرأس…
لرؤية الأشياء البعيدة…والأحلام الملونة
وثلاثة في أعلى الرأس…
أرى فيها عن قرب جنودي البواسل…
وعاملاتي اللواتي يمارسن الزنا…
مع ضباط الجيش السري
بعيدا عن أرصفة المملكة…
تحت أشعة الشمس الخافتة…
أنا الملكة
فنانة مميزة…حينما اشرب كؤوس الخمر
أستخدم لغة الرقص..
للحوار مع وزرائي…المخلصون…
وعاملاتي..
وجنودي البائسون…
الذين لم يقبضوا رواتبهم منذ أكثر من سبعة أشهر…
فاذا رقصت على خط مستقيم…فهذا يعني أن الأزهار باتجاه الشمس..
واذا رقصت عكس اتجاه الشمس..فإن الأزهار في الجهة المعاكسة للشمس..وهكذا دواليك…
أنا الملكة
أنتج العسل القاتم من رحيق أزهار القطن..

والعسل الفاتح اللون من أزهار البريسم…
والعسل ذو اللون العنبري..من أزهار النعناع العطري…
ذلك العسل الذي تكالبت عليه قوى الشر…والظلام…
من كافة أنحاء الأرض…
ليمنحوه لجنود الشمال..
وجنود الجنوب…
في معاركهم …وحفلاتهم الصاخبة..
يشفي جراحهم..ويطرد عنهم السعال..
والالتهابات الرئوية…
ذلك العسل الذي استخدمه كلكامش لعلاج مفاصله المصابة بالروماتيزم…نتيجة طول معاناته في الحرب ضد خمبابا…
واستخدمه قيس ليسحر فيه قلب ليلى….
التي رفضته استجابة لفسق القبيلة…
أنا الملكة…
الشعب…والجنود…
يركعوا لظلي..في الليل…والنهار…
وضباط الجيش السري…أدخلتهم..في دورات تدريبية..متطورة
ليحافظوا على ملكية العرش…
سلطاني الثروة…
وصولجاني البطش…
أقضي به على معاقل الثورة…
واشيد به كل يوم ألف معتقل سري..
أستخدم به المساحيق الكهربائية…
ولسعات…القرص…والعض…
وتقليم الأظافر…بطرق صوفية…
أنا الملكة…
انتخبني الشعب..
والجيش…
والعمال الكادحين في أرض السواد
من أجل لقمة الخبز
حتى الكهنة…
والأساقفة…
والأحبار…
منحوني …تبريكاتهم المقدسة…
فمنحتهم…نسبة مئوية في مصارف القمح
والنفط…
أنا الملكة…
فرعونة هذه الأرض…

لدي في قصري الخلوي عاملات نشيطة…
عاملات للطبخ…والنفخ…
وعاملات للغسل…والشطف…
وعاملات للغناء…والرقص…
وعاملات للسمسرة…والبيع…
وعاملات…من دول الغرب…
تفرز سائلا لبنيا…تغذيت منه أيام كنت في شرنقتي…ضعيفة وبائسة…
يسميه البعض بالغذاء الملكي….
ولدي أيضا عقارا بايلوجيا….
مركب من الكبريت والمغنسيوم…
ألسع فيه أعدائي…وأصدقائي…
لأمنحهم الخدر…والنشوة…..
لأبقى في مملكة العرش…
أنا الملكة…
أستلقي فوق سريري الرخامي…
وجنودي البواسل…
الذين استوردتهم من بلاد الترك
والروم..
والهند…
يحرسون عرشي…من هجمات الدبابير
والنمل…
كم أكره تلك الدبابير…
وكم أ كره النمل…
ذات مساء ….سوف أدعس جميع أعدائي..
تحت أقدامي…
أو ربما أحرقهم…في أنابيب النفط…
أنا الملكة…
النهرين…يجريان تحت أقدامي..
والنفط…يجري تحت أقدامي…
والسلطة…والثروة…خاتمان في أناملي…
سأبيد كل من يفكر بانتزاع سلطاني…
أنا الملكة…
تماثيلي…وأصنامي..
وصوري الملكية…
في الصحف…والمرايا..
تحكي …للتاريخ..
والمكان…والزمان…
صولاتي…وأقدامي…
أنا الملكة…
أيها الشعب..المجيد..
أيها..الخدم…والعبيد…
صلوا من أجلي…
لأمنحكم…الخبز..
والنفط…
وإلا….أدعسكم تحت أقدامي…
أنا الملكة…
يا لخصوبة السلطة…
ورحابة الكون…
أنا الملكة…

أحدث المقالات

أحدث المقالات