23 ديسمبر، 2024 10:13 ص

ملف الفضائح2.. حي النصر, الحي المنكوب

ملف الفضائح2.. حي النصر, الحي المنكوب

حي النصر الواقع شرق بغداد, ما أن تدخله تحس بأنك عبرت بوابة الزمن, وارتحلت للماضي البعيد, حيث القرون الوسطى, حيث الماء يباع, وتلال النفايات تحيط الحي, والفقر يحاصر الناس, مشاكل يومية لا تنتهي, منذ عهد صدام, والى عهود حكومات الديمقراطية, والمشكلة سببها أناس فاسدون, وساسة جبناء.
محنة ماء الشرب منذ عام 1996 ولليوم , بل هي في تضخم, شديد الخطورة, مع انه صرف على الحي المليارات, بشان تطويره منذ عام 2003, حيث تواجد مجلس بلدي غامض, وطبيب متنفذ, وكروبات يجمعها اللصوصية, وهكذا تم ابتلاع اموال صندوق التنمية, بالتعاون بين الامريكان وأشباه الرجال, وأموال المؤسسات الدولية, وتخصيصات الحكومة, لتنمو بدلها  طبقة من المنتفعين, تملك رؤوس أموال بالمليارات, وانشئات شركات مقاولات ضخمة بالمال السحت.
والسبب لا رقيب يتابع المال المصروف, ولا محاسب يحاسب اللصوص المحليين, مما جعل ليل الأهالي يطول.
في يوم 27/10/ 2013 قام محافظ بغداد, علي محسن التميمي, بزيارة حي النصر, بمعية عضو مجلس محافظة بغداد جسومة رحيم, واطلعوا على مشاكل حي النصر, خصوصا أن جسومة هي من سكنه حي النصر, فتكون بحسب المنطق اقرب لمشاكل الحي, فشدد المحافظ على أكمال أعمال المنفذة, من قبل المقاولين, التي تخص شبكة المجاري, والإيعاز  بصيانة الطرق, وتعديلها, وإصلاح الأنابيب المتكسرة, التي تسبب بانقطاع الماء.
لكن للان في عام 2015, والأنابيب متكسرة, والشوارع تشابه شوارع التسعينات أيام الطاغوت صدام, والمشاريع الخاصة بشبكة المجاري, لم تنفذ لليوم, أي أن كلام المحافظ ووعوده في عالم 2013 لم تتحقق!
فما هي أسباب, أن لا ينفذ كلام المحافظ, ومنذ سنتين, مع أن بيته قريب جدا على حي النصر, فهل تغيب عنه معاناة اهل الحي, وهم يشترون يوميا الماء, من بعض الاستغلاليين , بل الأدهى أن الأهالي يشترون الماء, من تناكر الأمانة نفسها, فهل أن المفسدون اكبر شاننا من السيد المحافظ, مما يجعلهم غير مكترثين بتوجيهاته.
الأغرب هو هذا الخبر الطازج, ان أمانة بغداد, باشرت في حزيران من عام 2015, بنصب مجمع ماء جديد, في منطقة حي النصر, لإنهاء معاناة الأهالي من شحة الماء, ولا نعلم متى سيتحقق هذا الخبر, هكذا نعيش في عالم النسيان, فبعد 12 عام يتنبه المسئولون الأذكياء جدا, في أمانة بغداد, بان  حي النصر يعاني من شحة الماء, لبعدها عن المشاريع المنجزة, أي جنون هذا! الذي تعيشه دوائرنا الحكومية, 12 عام والناس تعاني, ولا احد يهتم بمعاناتهم, فقط يأخذون وعود ولا شيء غيرها.
الأحزاب السياسية, والتي تتمتع بشعبية واسعة هناك, وهي يمكن ان تؤثر في حل مشاكل الناس, عبر منظومة علاقاتها, في كل مؤسسات الدولة, لكن ما نلحظه, انه يزور كوادرها أطراف بغداد, فقط في أيام الانتخابات, وخصوصا حي النصر,ويطلقون الوعود, بإصلاح حال الحي, وملاحقة المفسدين, لكن المصيبة, ما أن تنتهي الانتخابات, حتى تختفي شخوص الأحزاب, وتتحول وعودها إلى سراب.
نفس هذه الأحزاب, لها أعضاء منتمين بالمئات, من سكنة الحي, لكن لأنهم فقراء, فلا تهتم هذه الأحزاب بمشاكلهم, فلو كانوا كانوا أغنياء, لاهتمت هذه الأحزاب بأعضائها, نقطة سوداء تؤشر على عالم السياسة الحالي.
هذه قصة حي النصر المنكوبة, يتساءل أهلها دوما, هل يمكن إن تشرق شمس العدل وينالوا حقوقهم, أم يستمر زمن العار؟