22 ديسمبر، 2024 11:49 م

لايزال ملف حقوق الانسان في إيران يشکل کعب ايخيل بالنسبة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ذلك إن مصادرة حريات الشعب الايراني والممارسات القمعية الجارية ضده منذ تأسيس هذا النظام، يعتبر واحدا من أهم الرکائز التي بني عليه النظام الى جانب تصديره للتطرف والارهاب وسعيه من أجل الحصول على أسلحة الدمار الشامل، ويمکن النظر إليه کحجر الزاوية للنظام حيث إذا تم المساس به وبصورة ملموسة فإن تأثير ذلك سيظهر بمنتهى الوضوح على النظام.
هذا النظام الذي يسعى من أجل تصوير نفسه کمناصر للشعوب المظلومة والمضطهدة وکمدافع فريد عنها، لکن طريقة واسلوب معاملته للشعب الايراني والممارسات القمعية التعسفية الجارية بحقه الى جانب دوره السلبي المشبوه في بلدان المنطقة ولاسيما في العراق وسوريا واليمن ولبنان، تکشف وتفضح کذب وزيف کل ذلك، خصوصا وإنه قد جعل من إيران بمثابة سجن للشعب الايراني کله ولاسيما من حيث سعيه الدٶوب لعزله عن العالم، وفرض قيم وأفکار لاتتفق مع روح هذا العصر.
دعوة أربعون منظمة حقوقية ومدنية، وقعت على بيان مشترك من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، إلى دعم مشروع قرار يدين تدهور أوضاع حقوق الانسان في إيران هذا القرار الذي تم تسليمه الى اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء الماضي 14 نوفمبر/تشرين الثاني، للتصويت عليه، يٶکد في جانب منه بأنه من الضروري أن يهتم المجتمع الدولي بشكل مستمر بمسألة ضمان وفاء إيران بالتزاماتها الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
هذا البيان الذي قدمته منظمة العفو الدولية و”هيومن رايتس ووتش”، وهما منظمتان دوليتان رئيسيتان لحقوق الإنسان، أن هذا القرار يجب أن يكون بمثابة رسالة قوية إلى القادة الإيرانيين، مفادها أن احترام حقوق الإنسان يجب أن يكون أولوية. يأتي في وقت تزداد فيه الضغوط المختلفة على هذا النظام ومن کل جانب، إذ کما هو معروف فإن هناك إحتجاجات داخلية مستمرة منذ 28 ديسمبر/کانون الاول2017، الى جانب العقوبات الامريکية والاوضاع الاقتصادية السيئة جدا حتى قبل العقوبات والنشاطات والفعاليات المتواصلة لمعاقل الانتفاضة في داخل إيران ضد النظام والتحرکات السياسية المتواصلة للمقاومة الايرانية على الصعيد الدولي، کل هذا يجعل من موقف النظام ووضعه ضعيفا، وإن إثارة هذا الملف وطرحه بهذا الشکل من شأنه أن يکون عاملا إيجابيا بالنسبة للشعب الايراني الذي يخوض نضالا مريرا من أجل الحرية والديمقراطية والتغيير، کما يجب أن لاننسى من إنه يأتي متزامنا مع المساعي المستمرة التي بذلتها زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، من أجل طرح هذا الملف والتعريف به على مختلف الاصعدة وهو سيکون له أيضا دوره في تقوية موقف المعارضة ضد النظام وإسناده من أجل التغيير في إيران.