23 ديسمبر، 2024 12:19 ص

ملف الجرائم الايرانية ضد العراق

ملف الجرائم الايرانية ضد العراق

ليس هناك من جدال او خلاف بشأن إن الاوضاع قد تدنت الى أبعد حد بعد الاحتلال الامريکي للعراق وإن هذه الاوضاع إزدادت سوءا و وصلت الى مستويات غير مسبوقة لم يشهدها العراق في تأريخه الحدث بعد أن فرض نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية نفوذه و هيمنته على البلاد بواسطـة الاحزاب و الجماعات و الشخصيات العميلة و المأجورة له، کما إنه ليس هناك من شك بأن جرائم و مجازر واسعة النطاق قد تم إرتکابها بحق مختلف شرائح الشعب العراقي بما فيهم الشيعة خلال فترة النفوذ الايراني و التي لازالت مستمرة على قدم و ساق، ولاغرو من إن لطهران يد طولى و دور رئيسي في أغلب تلك الجرائم و المجازر، خصوصا وإنه ليس بإمکان أحد إنکار دور الخبيث و القذر جدا في إذکاء نار الفتنة الطائفية في العراق.
حادثة تفجير مرقدي الامامين العسکريين في سامراء، والتي أکد الجنرال جورج کيسي، قائد القوات الامريکية السابق في العراق من إن عملاء النظام الايراني قد قاموا بذلك، بمثابة دليل دامغ يصفع ليس حملة عمائم الشر و السوء في إيران وانما حتى عملائهم و مرتزقتهم في العراق، خصوصا وإن الجرائم و الانتهاکات و المجازر الواسعة التي حدثت بعد جريمة التفجير تلك، فإن مسٶوليتها قانونيا و أخلاقيا و قبل کل ذلك شرعيا تقع على عاتق قادة النظام الايراني الذين يبدو إنهم لم يرتووا من دماء الشعب الايراني و قتلهم بالجملة و صاروا يسعون من أجل توسيع دائرة القتل و الدمار لتشمل ليس العراق فقط وانما کل دولة أخرى يمتد إليه طاعون النفوذ الايراني.
التدخلات السافرة واسعة النطاق لطهران في مختلف الشٶون سواء سياسية أم إقتصادية أم قضائية و غيرها، صارت أکثر من واضحة للعيان والذي يثيڕ السخرية و الاستهزاء إن هذه التدخلات قد فاقت تدخلات بريطانيا أيام الانتداب، وإلا ماذا يعني أن يتم تبرئة سياسي فاسد من مئات التهم الموجهة له من جانب السلطات العراقية(يرحمها الله تعالى) لمجرد قيامه بزيارة لعاصمة الشر و الدجل طهران و تقديمه ولاء الطاعة لعمائم الشر و السوء فيها؟ أليس مثير للإشمئزاز تسابق الساسة السنة قبل الشيعة الى طهران لتقديم ولاء البيعة(العمالة المفرطة)لهذا النظام؟
ساسة العراق وفي الوقت الذي کان حري بهم أن يبادروا لحملة وطنية من أجل إجبار إيران على إحترام سيادة و إستقلال العراق و محاسبتها على کل ماقد ألحقته من أضرار بالشعب العراقي، فإنهم يبارکون جرائمها و يجعلون من أنفسهم مجرد ظهور بائسة تحمل عار النفوذ الايراني في العراق و تبارکه، والذي يدعو للحسرة و الاسف إنه وفي الوقت الذي تقوم فيه زعيمة المقاومة الايرانية، مريم رجوي، بقيادة حرکة مقاضاة ضد النظام عن مجزرة صيف 1988، التي تم خلالها بإعدام 30 ألف سجين سياسي بفتوى غريبة من نوعه للمرشد السابق للنظام، ويتفاعل الشعب الايراني مع هذه الحرکة و يبارکها بخلق حراك شعبي بنفس السياق، فإن الساسة العراقيين يتسابقون في ماراثون العمالة بإتجاه طهران، رغم إن العراق بأحوج مايکون لفتح ملف الجرائم و المجازر التي إرتکبها النظام الايراني بحق الشعب العراقي و السعي لمطاردته عبر المحاکم الدولية، لکننا نقول البرکة کل البرکة في الاحزاب و الشخصيات الوطنية التي سوف تعمل مابوسعها من أجل إنجاز هکذا مهمة وطنية ملحة.