23 ديسمبر، 2024 5:11 ص

في كل مرة تعمد الولايات المتحدة الأمريكية ان تحول دون قطف الثمار، فمن يتابع الاعمال التي تقوم بها قوى الاحتلال منذ بدايات تواجدها على أرض العراق، يعرف ان الولايات المتحدة الأمريكية هي شريك متغطرس متعند محتال ويسير بنهج معروف انا ومن بعدي الطوفان(يعني لو هل مركب لو ما اركب) فهي تتعمد أحداث الفوضى عندما تكون النتائج غير مرضية لها.
ومن خلال المتابعة الإعلامية للأحداث، فإنها تحصل على ما تريد مرة من خلال أدواتها، ومرة من خلال الردود المنفعلة والاعلام الانفعالي الذي طالما عمل على مطاردة الاحداث، وتوجيه الشارع نحو الغاية الأمريكية بعلم او دون علم.
فبدل أن يركز الاعلام غير المنحاز على الغاية التي تسعى لها القوى السياسية العراقية (والتي بدورها لم تبلور رؤيا معينة) وأظهارها بشكل لائق، او تسليط الضوء على الأهداف والمطالب التي تريدها الولايات المتحدة، ومن هم في دائرتها من الحكومة القادمة، تظل القوى السياسية العراقية في دائرة الانشغال والتحديات التي تضعها القوة الغاشمة، فتخسر بذلك مرتين، مرة بانشغالها و مرة بفتح ملفات الاتهام والفساد لتسقيط بعضهم البعض. ومن خبر الامريكان يعلم انهم لا دين لهم ولا وعد، إلا في ما أجبروا عليه، لأنهم لا يفهمون غير هذا المنطق. فهل كان يتوقع الاخوة في العملية السياسية مثل هذه النتائج على أقل الاحتمالات، نعم فيهم الكثير ممن يعرف جيدا ماذا يعني العراق وأهميته للولايات المتحدة الأمريكية وأهمية بقائها على رأس السلطة. ان مؤتمر بغداد لقادة دول الجوار كان مقدمة لذلك، بقدوم أشخاص بهذه الحجوم وبهذا الشكل الواضح بتأكيد سوف يتزاحم مع الاخرين ليجد مساحة يعمل بها، ولا يستطيع العمل دون غطاء شرعي ومسوغ قانوني، وهنا يأتي دور نتائج الانتخابات.
فما هو المطلوب من اخوتنا في العملية السياسية؟ الابتعاد عن المهاترات والتقسيط وتوحيد الخطوط العامة في التعامل مع الجهات المزاحمة في ساحة العمل، ومعرفة نقاط التقاطع والاختلاف مع القوة التي سوف تعمل نيابة عن الامريكان في المنطقة وحجم الأموال، و طرق التصرف فيها، وما هي المناطق المتوقع العمل فيها؟ فعلى أغلب الظن تكون المناطق الجنوبية وذلك لدق المسمار الأخير في نعش الهلال الشيعي حسب رؤيتهم. فكما عمدت الولايات المتحدة على محاولة إزاحة المكون الشيعي من هرم السلطة، من خلال أحداث تشرين بنسبة لا يستهان بها، فتكون قد هيأت بذلك من خلال تمزيق القاعدة الجماهيرية وإنهاك الاقتصاد، وإضعاف دخل الفرد وعلمها المسبق بعزوف الجماهير عن الانتخابات، ووجود التهم الجاهزة للأحزاب الحاكمة تكون قد أطبقت على الواقع. و من المتوقع لجوء الجميع الى قبة النجف الاشرف. و نتمنى ان تكون القوى العراقية لديها ما تقدمه لحل إشكال مثل هذا.