هناك أکثر من سبب و دافع يقود الى المطالبة بتوفير حمايةإقليمية ـ دولية لملفين في العراق من تهديدات و أخطار قادمة من طهران ضدهما، هذا الملفان هما: ملف المحافظات ذات الاغلبية السنية، و ملف سکان مخيم ليبرتي.
المکون السني في العراق، وبسبب من التحريضات و التدخلات القادمة من إيران، يهدده الکثير من المخاطر و يواجه ظروف و اوضاع صعبة و بالغة التعقيد، وان هذا المکون يتحمل مسؤولية مواجهة تهديدين کبيرين يحدقان بالسلام و الامن و الاستقرار في العراق، و التهديدان هنا:
ـ تنظيم القاعدة و مايتشعب منه من تنظيمات اخرى متطرفة
ـ التنظيمات الشيعية المشبوهة المتطرفة التي لاتنتمي للواقع العراقي بصلة و التي تسعى الى إستهداف المکون السني لغايات و أهداف مشبوهة تأتي على رأسها تهيأة الاجواء لمواجهات طائفية لايعلم إلا الله سبحانه عقباها.
اليوم، ومن خلال الهجوم(الملفت للنظر)للمالکي على الانبار و الذي ترى اوساطا عديدة بأنه مقدمة لإستهداف محافظات أخرى ذات أغلبية سنية، تبدو أجواء العراق أکثر من ملبدة بغيوم من داکنة، وترى أطرافا و اوساطا متباينة إحتمال إندلاع مواجهات طائفية واسعة النطاق من جراء إحتقان الاوضاع مالم يتم تدارك الامور بقدرة قادر.
الملف الاخر الذي يجب حمايته أيضا من طهران، هو ملف مخيم ليبرتي الذي يواجه أخطارا کبيرة محدقة بثلاثة آلاف إيراني معارض مقيمون فيه هم لاجئون سياسيون محميون بموجب القانون الدولي، وإلقاء نظرة على تأريخ هذا المخيم منذ نقل سکان معسکر أشرف من معسکرهم الواسع جدا و الذي کان محميا و أمينا من مختلف النواحي، الى مخيم ليبرتي الضيق و المحدود و المفتقر للخدمات الاساسية و البنى التحتية بالشکل المناسب ناهيك عن انه و بعد أن تم نقل 17500 خرسانة کونکريتية کانت سابقا تکفل الحماية للجنود الامريکيين المقيمين فيه قبل الانسحاب الامريکي، صار أشبه بساحة مکشوفة أمام الذين يتربصون شرا بسکانه، ولعل وقوع 4 هجمات صاروخية و خلال العام المنصرم و نجم عن مقتل 6 و جرح قرابة 200 آخرين، ومن دون أن يتم أي تحقيق شاف عن تلك الهجمات و تحديد الذين قاموا به او کانوا من خلفه، يثبت بأن هذا المخيم أشبه مايکون بالمسلخ الذي تذبح في الشياه وان هذا عار على الانسانية مثلما هو غير لائق بالعراق بلد الحضارات و صاحب العدات و التقاليد النبيلة في إکرام الضيف و الغريب، ومن هنا، فإنه من الضروري أن يکون هناك تدخل دولي من أجل حامية هذين الملفين من شرور طهران، وان الملف الاول”أي ملف المکون السني في العراق”، لابد أن يبادر المجتمع الدولي من أجل توفير الحماية اللازمة له و عدم السماح بشن هجمات ظالمة و باطلة ضده بدعاوي باطلة، أما ملف مخيم ليبرتي، فإنه و بعد کل المآسي التي جرت بحقه و عدم تمکن حکومة المالکي من تقديم الحامية اللازمة له، فإن قد آن الاوانمن أجل العمل على إحالة هذا الملف الى مجلس الامن الدولي لأنه الوحيد الذي بإمکانه لوي الذراع القادمة من خلف الحدود!
[email protected]