استمتعت كثيرا وأنا أتابع افتتاح ملعب السيخ جابر في دولة الكويت الشقيقة والحبيبة بما تم عرضه من تقارير ولقطات فنية وجماهيرية متميزة للملعب وللحضور الجماهيري الكبير والمنوع والاستثنائي وهو يحتضن مباراة من العيار الثقيل تجمع منتخب الدولة المحتفلة مع منتخب نجوم العالم.
المباراة والاحتفالية أريد بها إدخال الفرح والسرور على قلب الشعب الكويتي كما طلب أمير البلاد وهذا المنهج يعبر عن أبوة الأمير واهتمامه بتفاصيل الحياة والشباب والمستقبل وخلق روح من المودة والمحبة واستثمار انجازات البلاد في تعزيز العلاقة بين الشعب وقيادته.
الاحتفالية حالة استثنائية وتأتي في وقت تخضع فيه رياضة كرة القدم إلى عقوبات دولية ومنع للنشاطات والمشاركات الدولية الا انه افتتاح الملعب بدد كل أحزان وغضب الكويتيين وهم يتألمون على عدم مشاركة منتخبهم الوطني في التصفيات المزدوجة وخسارتهم لكاس الاتحاد الأسيوي الذي كان سيكون من حصة احد الأندية الكويتية لا محال.
افتتاحية الملعب كانت موفقة في فخامة الحضور وفي بساطة البرامج والفقرات والتوقيت وفي اختيار النجوم الذين لعبوا ضد منتخب الكويت لأنهم ماركة عالمية متميزة كالبرتغالي لويس فيكو والبرازيليين رونالدينهو وروبرتو كارلوس والايطالي دل بيرو وأسماء أخرى متميزة،وجميع هؤلاء لم يكن ليحضروا لولا القيمة الاعتبارية للاحتفالية ولولا حنكة أصحاب الاختيار وقدرتهم على الإقناع والتأثير.
الملعب أو الدرة الزرقاء كما يخيل إلي لم يخرج في ألوانه وتصميمه عن ثوابت دولة الكويت وألوانها المحببة فجاء التوافق بين ما يردده الكويتيين وأنشودتهم الأسطورية “”العب يا الزرك يكويت ..العب بالساحة يكويت ..شوف الزرك يكويت “”وبين تحفة معمارية تعكس بألوانها أمجاد الأزرق وحاضره ومستقبله.
على مسافة ليست بعيدة بنينا نحن العراقيون ملعبا جميلا في محافظة البصرة المحاذية والملاصقة للكويت بمائها وهوائها ونخلها وناسها أريد له ان يحتضن الأشقاء الخليجيين العرب في دورة خليجية ذهبت دون ان نحظى بشرف تنظيمها ،اما الملعب ورغم انه تحفة فنية ويحمل أرثا وعنوانا الا ان الفائدة الوحيدة التي خرج بها هي احتضانه لإحدى الحملات الانتخابية لكتلة سياسية معروفة وقبل موعد اكتماله ومن سوء طالع افتتاحه ان الفرق التي شاركت بافتتاحه تعرضت لعقوبات من الاتحاد الدولي بسبب خرق القوانين واللعب في العراق الممنوع من اللعب على أرضه.
الفرق كبير بين افتتاح ملعب الشيخ جابر في الكويت وبين افتتاح ملعب البصرة لان ملعب جابر لكل الكويتيين اما ملعب البصرة فكان لكتلة سياسية معينة ،أيضا ملعب جابر افتتح بعد اكتماله وملعب البصرة افتتح قبل موعده اكتماله ،ملعب جابر افتتح لإدخال الفرح والسرور في قلوب جميع الكويتيين وملعب البصرة افتتح لاغاضة الكثير من العراقيين،ملعب جابر افتتح ليكون صرحا ورمزا وملعب البصرة افتتح ليكون مسرحا لحملة انتخابية وصور غير واقعية ومهزلة للعقل البشري المحترم.
افتتح ملعب البصرة وطواه النسيان لان لعنة السياسة ظلمته ولا يعرف أحدا متى يكتمل وما هي أخبار أرضيته والفنادق والملاعب الجانبية وهل سيتم افتتاحه بطريقة محترمة تكون في زمن خال من الحملات الانتخابية ويحتضن فرق كبيرة لا تخضع للعقوبات.
لا نحتاج إلى ملاعب فقط بل نحتاج إلى أب يرعى الجميع ويبني جسرا من المحبة بينه وبين شعبه من خلال ما يحققه من انجازات تكون مصدر سعادة ورفاهية واستقلال وسلام وفرح للجميع.