من المفارقات التي ظلت عالقة في الذاكرة أنه وفي بطولة الخليج العربي التاسعة والتي أقيمت في بغداد عام 1979 والتي فاز به العراق ، أن (اللاعب القطري الشهير منصور مفتاح) ، كان ينظر الى ملعب الشعب الدولي الذي أقيمت عليه كل مباريات البطولة بأنبهار وتعجب شديد! ويلتقط الصور هنا وهناك وهو على أديم الملعب ويقول متى يصبح في بلادي ملعبا مثل هذا!؟ ، وبعد 43 عاما تحققت أمنية اللاعب القطري! وبدلا من أن يكون في قطر ملعبا مثل ملعب الشعب الدولي العراقي كما كان يحلم ويتمنى اللاعب ( منصور مفتاح) ،بنيت في بلاده 8 ملاعب دولية كبرى ، بل وأحتضنت بلاده بطولة كاس العالم لعام 2022! 0 أن 43 عاما ليس عمرا طويلا في تاريخ الشعوب والحكومات التي تريد أن تبني بلدانها وأوطانها ، وها هي دولة قطرتحتضن بطولة كأس العالم لكرة القدم للفترة من 20/11/2022 ولغاية 18/12/2022 ، ويعد ذلك حدثا فريدا لأنه ولأول مرة منذ بداية أقامة أول بطولة لكأس العالم لكرة القدم عام 1930 ، لم تحظ المنطقة العربية ولا أية دولة عربية بشرف أقامة هذه البطولة 0 ومنذ أعلان الفيفا ( الأتحاد الدولي لكرة القدم) في 2/12/2010 عن فوز قطرلأستضافة كاس العالم بنسختها الحالية 2022 ، أستنفرت قطرنفسها وعلى أعلى المستويات وبدأت بالعمل ليل نهار ، متحدية الكثير من الصعاب التي واجهتها خلال 12 عام من العمل الدؤوب ، وخاصةتحدي جائحة كورونا! ، ومضت قدما في سبيل أنجاح ما خططت له ،وفعلا جاء حفل الأفتتاح مبهرا رائعا ومعبرا في كل شيء 0 وكانت قطر على مستوى التحدي والرهان ، عندما قالت وعلى لسان شيوخها وأمرائها ومسؤوليها أن نسخة البطولة هذه ستكون فريدة ومميزةوستبقى عالقة بالأذهان ، وبالفعل أجمع كل من شاهد حفل الأفتتاح ،حيث يشاهد البطولة قرابة 5 مليار شخص بالعالم! ، وكل من حضر الى قطر بأنه شاهد العالم كله وشاهد العجب في هذه الدولة الصغيرة التي لا تتجاوز مساحتها 12 ألف كيلومتر مربع وعدد سكانها لا يتجاوز ال3 مليون غالبيتهم مجنسين!0 فكانت الملاعب والفنادق والمواصلات والأنفاق والميترو والحدائق والساحات على أحدث طرازهندسي ومعماري وبذوق جميل وراقي ، حيث راهنت قطر على جعل نسخة البطولة نموذجية ومثالية في كل شيء وتحقق لها ما أرادت ، وخاصة بعد أن حضر البطولة عدد من الرؤوساء العرب ممن وجهت لهم الدعوات0 أما العراق فأصابه ما أصابه خلال 43 عاما من الويلات والمآسي ودار به دولاب الزمن ليضعه في المؤخرة وفي ذيل القائمة لكل ما هو فاشل ومتخلف على مستوى المنطقة وعلى مستوى العالم ، ولا ندري أن كان ما وصل أليه العراق من هذا الحال البائس هل هو بسبب التاريخ الوطني المشرف والمباديء والقيم الوطنية التي ألتزم وآمن بها كل من حكموه على طول تاريخه الحديث من حكومات ملكيةالى جمهورية وعدم عمالتهم لأمريكا وبريطانيا ودول الغرب؟؟ ، أم بسبب حماقتهم وتهورهم وسوء تقديرهم للاحداث وقرائتهم للمستقبلبشكل صحيح وعاقل؟؟ ، أخيرا نقول لا يمكن لعجلة الزمن أن تدور الى الوراء والذي وقع وحدث وصار راح وذهب الى لا رجعة! ، وظل العراقوأهله يرددون بأنين مسكون بالألم والحسره على ما ضاع وما فات وهم يندبون حظهم العاثر في هذه الدنيا ( مو مسكين اللي عاش بغربة ، ولا مسكين التيه دربه ، بس مسكين الظل محتار ، وخله الناس البعده تغلبه!) ، ولله الأمر من قبل ومن بعد0