مع إطلالة العام الجديد يدخل ملعبنا الأثير ملعب الشعب الدولي عامه الثامن والخمسين منذ افتتاحه رسميا عام 1966 وتسلمه من شركة كولبليكان المنفذة له ولجميع أركان المجمع بعقد مبرم مع الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم، وظل هذا الصرح الرياضي هو الأكبر والأعظم في العراق وأمنية خالصة لجميع الرياضيين التواجد فيه، إذ شهد مستطيله الأخضر أوج نتائج الكرة العراقية وقصصها الخالدة واستضاف عشرات المنتخبات والأندية العالمية التي ابتدأت بنادي بنفيكا البرتغالي ونجمه العالمي اوزبيو، ومع فتراته الذهبية وتألقه لم يسلم الملعب من أتون السياسة أيام الحكم البائد وما خلفته تجمعات البعثيين وقائدهم الأوحد وصولا الى استخدامات متعددة الأغراض للتجمعات وغيرها أسهمت بخرابه وفقدان موجوداته، مع كل ذلك ظل ملعب الشعب أثيرا بمدرجاته الإسمنتية التي حشر بها الجمهور حشرا في المباريات الكبرى حتى أعيد تأهيل مقاعده وعدد من المرفقات، ولكنها عمليات جراحية خجولة لتأهيل الشيخوخة بأساليب شتى لا ترقى الى تجديده او إعادة البناء جزئيا على أقل تقدير وقد خضع لعشرات العمليات منذ استيزار الوزير الأسبق جاسم محمد جعفر وخلفه عبد الحسين عبطان واحمد رياض وعدنان درجال وصولا الى الافتتاح المرتقب الذي قيل عنه الكثير وتحدثت عنه الألسن على أنه مفاجأة من العيار الثقيل في عهد الوزير الحالي السيد احمد المبرقع، ويقينا أن الصرف في السابق وحاليا بمئات الملايين من الدولارات كانت كفيلة بهدمه وإعادة إنتاجه بأبهى صورة هو وغيره من الملاعب حيث قدرت كلف التأهيل بأنها تفوق كلفة البناء الجديد لمرات.
والى اللحظة لا نريد استيعاب أن المشكلة تكمن بإدارته فنيا فضلا عن الإدارة لمتخصصين يكون العمل لديهم مبرمجا مع ثقل مباريات الدوري وتحضير الأرضية في الشتاء والصيف على حد سواء عبر شركة متخصصة يتم التعاقد معها ليريح ويستريح من هموم الأغلاق والافتتاح ، لأن العملية الأخيرة للتأهيل التي وصفت بأنها الأكبر والأشد وقل ما شئت، ستظهره بعد الافتتاح بحلة جميلة زاهية وما هي إلا أيام ويبدأ العد التنازلي نحو اندثار الموجودات واصفرار النجيل والإضرار بالمقاعد لنبدأ مجددا بالبحث عن تمويل للتأهيل والتجديد وكأنك يا أبو زيد ما غزيت، أخوتي الكرام في وزارة الشباب والرياضة والاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم لديكم من عمل خارج العراق وفي دول الخليج ردحا من الزمن ويمتلك خبرة ودراية عن آلية صيانة الملاعب هناك وليس من المعيب استرجاع او استنساخ تجاربهم العملية في كون ملاعبهم زاهية ودائمة الخضرة والتألق أتمنى أن يتم العمل بهذه الآلية وليس بالنخوة وحشر المقولات والعجلة لإكمال الصرح الرياضي ليتم الاحتفاء به بحفلة باذخة وانتصار لا يشق له غبار.
همسة..
إعلانات هائلة ودعوات كبيرة للافتتاح الرسمي الجديد وجماهير رياضية كبيرة جدا ستحضر للملعب مع أن السعة قليلة نسبيا ولا تفي بالغرض لذلك لا نريد أن يعاد سيناريو افتتاح خليجي 25 في ملعب الشعب وتكون النتائج عكسية ولا تصب في مصلحة من عمل بجد واجتهد .