14 مارس، 2024 5:33 ص
Search
Close this search box.

ملحقية ثقافية أم ادارة شؤون الطلبة ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

اطلعت قبل فترة على كتاب جميل جدا باللغة الروسية يضم مئات من قصائد الهايكو اليابانية المعاصرة مع تعريف وجيز و متكامل بالشعراء الذين كتبوها , وقد قامت الملحقية الثقافية اليابانية في سفارة اليابان بموسكو باصداره وتوزيعه في روسيا. وعندما زرت مرة سفارة سلطنة عمان في موسكو لاحظت عدة كتب انيقة وفخمة بالروسية عن مسقط وعمان تحتوي على صور جميلة جدا لتلك السلطنة وشرح تفصيلي بالروسية حول تلك المناظر الرائعة , وعندما سألت الموظف هناك عن كيفية الحصول عليها أخبرني انها معدّة لكل من يزور سفارتنا, وانهم يقدموها بكل امتنان لكل من يرغب بأخذها . وتكرر هذا الموقف معي عندما كنت في سفارة جمهورية الجبل الاسود في موسكو قبل فترة , وهي دولة صغيرة وليست غنية بمواردها , ويبلغ عدد سكانها أكثر من نصف مليون نسمة ليس الا , ووجدت هناك عدة كتب بالروسية جميلة وفخمة جدا حول معالم مدنها وثقافتها . لكني لا استطيع قول ذلك – ومع الاسف الشديد – بالنسبة لسفارتنا في موسكو , اذ اني لم أجد فيها اي كتاب حول العراق لا بالروسية او باي لغة اخرى طيلة مراجعاتي لها . واذكر مرة ( قبل عدة سنوات ) ان اتصل احد المستشرقين الروس بي هاتفيا وقال لي انه قابل الملحق الثقافي العراقي و طلب دعما بشأن كتاب أعده هذا المستشرق حول الادب في العراق , ويتضمن قصصا مترجمة من العربية الى الروسية لمجموعة من الادباء العراقيين , وكان طلبه ينحصر بشراء مجموعة من النسخ ليس الا تشجيعا لدار النشر التي أصدرت الكتاب, لكن الملحق الثقافي أخبره ( كما قال لي هذا المستشرق ) ان ذلك لا يدخل ضمن واجباته , وقد سألني المستشرق هل صحيح انه لا يدخل ضمن واجبات الملحقية الثقافية مساندة كتب تصدر بلغة ذلك البلد الذي تعمل به تلك الملحقية الثقافة عن ثقافة بلدها ؟ وقد حاولت طبعا أن أخفف من وقع ذلك , وقلت لهذا المستشرق ( في محاولة من قبلي لايجاد تبرير ما لذلك الموقف ) ان الملحقية الثقافية على ما يبدو لا تمتلك الحق الاداري بالصرف على تلك الابواب نتيجة الوضع الصعب الذي يمر به البلد في الوقت الحاضر, ولكني في اعماقي تذكرت حادثة شخصية مرّت بي , اذ التقيت مرة بالملحق الثقافي الفرنسي في بغداد في عام 1972 , ولا زلت اتذكر اسمه لحد الان , وهو المسيو لوزغاردي , وكانت بيدي جريدة الجمهورية , حيث نشرت صفحة (آفاق) المشهورة في تلك الجريدة مقالة مترجمة لي عن الكاتبة الفرنسية فرنسواز ساغان مع صورة جميلة لاحدى رواياتها , وقد أهديت نسخة الجريدة تلك له للذكرى , وتحدثت معه لدقائق قليلة ليس الا حول ساغان والمقالة المترجمة عنها , وتقبل الملحق الفرنسي تلك الهدية بكل امتنان , وجاء في اليوم التالي خصيصا اليّ ليقدم لي هدية هي عبارة عن كتاب فخم حول حضارة فرنسا مع رباط عنق فرنسي جميل , وشكرني شكرا جزيلا لاني ( اساهم بشكل فعّال في نشر الثقافة الفرنسية خارج فرنسا وفي عملية تعريف القارئ العراقي بها !!!).
الملحقية الثقافية – تسمية كبيرة و رنّانة جدا , وقد توارثنا هذه التسمية منذ عهود تأسيس الدولة العراقية الحديثة , ولكنها في الواقع لا ترتبط بالثقافة لا من قريب ولا من بعيد, وانما هي كانت شعبة ادارية بحتة في وزارة المعارف ( هل تذكرون هذه التسمية الجميلة؟) تتابع دراسة الطلبة العراقيين في ذلك البلد الاجنبي او ذاك ليس الا , وبعض الاحيان حتى لا تتابعهم اصلا , بل ترسل البريد الى بغداد وتستلم البريد من بغداد وتوزعه , اي انها مركز ارسال و توزيع الرسائل البريدية والالكترونية . واعتقد , انه آن الاوان الآن ان نعيد بنية هذه المؤسسة المهمة في مجال العلاقات الدولية , وأن نجعلها تعكس وجه العراق الحضاري امام العالم ولو حسب سياسة الخطوات البطيئة في البداية , أليس كذلك يا سيداتي وسادتي الكرام في وزارة الثقافة والسياحة والآثار والتعليم العالي والبحث العلمي والتربية والخارجية ووو ؟؟؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب