كتبت بمعية زملائي الصحفيين وفي مختلف وسائل الأعلام العراقية المكتوبة والمقروئة والمسموعة الافا مؤلفة من التقارير والتحقيقات والمقالات التي تتحدث عن معاناة الطفولة في العراق وعلى مدار 14 عاما ..انا شخصيا واعوذ بالله من كلمة انا، كتبت عن لوكيميا الأطفال “سرطان الدم ” عن فقر دم الأطفال ( طفل عراقي واحد من اصل كل ثمانية اطفال يموت بسبب فقر الدم الحاد ) ..كتبت عن سوء التغذية الحاد الذي يصيب الأطفال وانوه الى ان الشبع لايعني عدم الأصابة بسوء التغذية بقدر تنوعه ، اذ ان طفل يفطر ويتغدى ويتعشى – فلافل – سيصاب حتما بسوء تغذية وان اصابته ساندويتشات – الحمص المقلي – بالتخمة ، وذكرت ان ” طفلا عراقيا واحدا من اصل كل خمسة اطفال مصاب بسوء التغذية “، اليونيسيف وسفرائه “صم بكم فهم لايعقلون ” .
كتبت عن ظاهرة التقزم التي استشرت بسبب التلوث البيئي والجيني بين اطفال العراق …عن النكاف ..حبة بغداد …التشوه الخلقي بسبب اليورانيوم المنضب …الثلاسيميا … اغتصاب الأطفال من كلا الجنسين …تجارة الأعضاء والبشر وضحاياها من الأطفال …التسول بالأطفال … اختطاف الأطفال …تشرد الأطفال …نزوح الأطفال … عمالة الأطفال ..تسرب الأطفال المدرسي … المنغول او متلازمة داون التي ارتفعت حالات الأصابة بها بين الأطفال …التوحد الذي انتشر بين الأطفال …العوق الذهني والبدني الذي ارتفعت معدلاته بين اطفال العراق … ضرب الأطفال المبرح الى درجة الأعاقة او التشويه … الأيتام في العراق ..وووو، فلم اسمع اليونيسيف ولا سفرائه قد رف لهم جفن ، بأستنثاء الفنان ، هاشم سلمان، وللأمانة فقد احتفى الرجل بالأيتام والمحرومين وادخل السعادة على قلوبهم مرارا وتكرارا سواء داخل دور الأيتام او خارجها .
لأتفاجأ بأن اليونسيف مهتم جدا بأصوات الأطفال الغنائية على حساب آهاتهم وصرخاتهم وعذاباتهم وامراضهم وتشردهم وجوعهم وبؤسهم اليومي ..حريص على اكتشاف مطرب ومطربة منذ نعومة اظافرهم ليضافوا الى بقية الشلة ..شلة ” مش هاتبطل افلام مش هاتبطل تمثيل ..عموما قريب جدا هاعرف اردلك الجميل …هاكتبلك افلام مكتبتهاش بسهولة وعشان خاطر العشرة هاديك دور البطولة ” اغنية لبائع اللبلبي المتقاعد ، سعد الصغير..انه صغير فعلا ولن يكبر ابدا !!.
ثم اتفاجأ مرة اخرى بأن ميسي وهو احد سفراء اليونيسيف ايضا ” يبحث عن طفل صغيريدعى “هومين ” ارتدى بدلة من النايلون تحمل الرقم 10 الذي يحمله البرغوث في العراق وتحديدا في محافظة دهوك لأنقاذه من الفقر بعد نشر صوره على الفيس بوك – مع انه ترجع الى العام 2014 – ودعوته للعب في الكامب نو ..بل وعلمت ان عشرات الأغنياء العرب يبحثون عن عاشق ميسي لأنقاذه ايضا !!!! فيما لم يتطوع ميسي المتهرب من الضرائب للتبرع يتبعه اثرياء العرب لطفل عراقي او عربي سابقا برغم ما يردهم من انباء عن مأساتهم الا ان – دريس عشرة – له مفعول السحر المصحوب بالرياء الأعلامي وعلى اعلى المستويات …آتشوووو !!
الى كل هؤلاء اقول ، ان ” أعداد الأيتام المحرومين في العراق خمسة ملايين يتيم ” ربما لايجدون حتى من يخيط لهم – كيس زبالة – بدلة لرونالدو او ميسي للفت الأنظار اليهم، ايتام بحاجة الى انقاذ فوري يسكن معظهم في خيام النازحين والعشوائيات ومنازل الصفيح والمزابل واضيف انا لا أثق بمنظمة اليونيسيف واشك بنواياها انها تتلاعب بالمشاعر الأنسانية وتخلطها بشكل عجيب لغاية ما وتركز على صوت طفل واحد جميل تسلط عليه الأضواء لأختزال مأساة الملايين من الأطفال القابعين خلفها صاغرين وعلى ضفاف دول اللجوء غارقين وفي خيام النازحين جائعين .اودعناكم اغاتي