21 ديسمبر، 2024 5:34 م

ملامح مسبقة للإنسحاب الأسرائيلي من لبنان

ملامح مسبقة للإنسحاب الأسرائيلي من لبنان

حين تكون المبادرة الأولية عبر اطلاق تصريحاتٍ من قادةٍ في الجيش الإسرائيلي حول التهيّؤ لسحب قواتهم من الجنوب اللبناني , وبالأحرى من الشريط الحدودي لجنوب لبنان ” وقبل الإدلاء بمثل ذلك من ساسة تل ابيب ورئيس وزرائهم ” فأقل ما يعنيه ذلك أنّ المسألة غدت تلامس حافات الحسم , كما من المؤكّد انْ لولا حصول اولئك القادة على معلوماتٍ دقيقة من مكتب نتنياهو والمخابرات حول النيّة والإضطرار لهذا الأنسحاب < الذي قد يصعب على البعض استيعابه كهزيمة عسكرية .! وسنتطرّق في ادناه لذلك > .! , انما قبل ذلك فهنالك توجّه دولي – امريكي وبموافقة اسرائيلية بحتة لإنهاء ملف الحرب في لبنان ( الذي ارهق الجيش الأسرائيلي وارهق داخل اسرائيل في عمليات القصف الصاروخي لمنشآتٍ عسكريةٍ عدّة وما يسببه ذلك من قتلى ومصابين ) , وهذا التوجّه وحيثياته المطلوبة يستند على الحصول على معلوماتٍ مؤكدة او شبه مؤكدة عن موافقاتٍ من قيادة حزب الله بالتخلي عمّا يطلق عليه ” وحدة الساحات ” , وبتعبيرٍ آخرٍ عن قطع الربط والأرتباط بمسألة غزة , وبدا يترآى في الأفق الأرضي القريب أنّ حزب الله تلقى توجّهات وتوجيهاتٍ من الجانب الأيراني للقبول وتنفيذ وقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل ووقف اطلاق النار بالكامل ” خصوصاً بعد الضربة الأسرائيلية على ايران ” وما تتطلّبه الدبلوماسية من تكتيكٍ ستراتيجي بهذا الشأن , وسيّما أنّ الحزب لا يمتلك القُدُرات السياسية واللوجستية لإدامة الحرب ذاتيّاً .!

دونما ريب فإنّ بلوغ اومحاولة بلوغ تنفيذ قرار وقف اطلاق النار يتطلّب اجراءات واعتبارات أمنيّة وسياسية  وفنيّة من كلا الجانب الحكومي اللبناني وما يسبق ذلك بما يتعلّق بحزب الله , وبتفاصيلٍ وجزئيات تتعلّق بإعادة انتشار قوات ومقاتلي الحزب ” خلف او بالقرب من النهر الليطاني ” وتأكيداتٍ مشددة بعدم اجتيازه مرّة اخرى .! وبمراقبةٍ دولية وبقواتٍ دوليّة .. لكنما كلّ هذه المتطلبات اللواتي لابدّ منها من كلتا الزاويتين الفنيّة والأمنية فإنّها تأتي بالدرجة الثانية .! او اللاحقة لإضطرار تل ابيب للإستجابة العجلى والضرورية ” لهم ” لإيقاف الحرب في لبنان , حيث الدرجة الأولى والحجر الأساس ” الدسّاس ! ” في ذلك وبما ينقسم الى قسمين يُكمّل احدهما الآخر , حيث اوّلهما عجزٌ كامل ومطلق للجيش الأسرائيلي من اختراق وخرق والتوغلّ بعمقٍ لا يتجاوز 3 كيلومترات ” او نحو ذلك ” من الشريط الحدودي بين لبنان واسرائيل ” وليس على طول امتداد الحدود! ” طوال هذه الأسابيع الماضية وبعد تحشيدهم لخمس فرقٍ عسكرية وبعدما اوحوا واشاروا لإجتياح لبنان ” عبر الإعلام ” وخصوصا  عبر الحدود الشرقية للبنان مع سوريا ” منطقة المصنع الحدودية ” وما حولها وما بقربها , وذلك جرّاء ما اصطدموا به من المقاومة الناريّة المكثفة لمقاتلي الحزب وبمساعدة طبوغرافيا المنطقة وشدة تحصينات مواقع المقاومة , وما تسببّه من خسائرٍ فادحة لجنود العدوالمكشوفة صدورهم أمام النيران اللبنانية , وكان ذلك من خطأ تقدير هيأة الأركان الأسرائيلية ونتنياهو ايضا .

  أمّا القسم الآخر الذي يصدّع ويُؤرّق جنرالات اسرائيل قبل او مع ” دماغ ” نتنياهو – وهو ضابط سابق برتبة مقدّم في الجيش الأسرائيلي – فيكمن في عجزٍ مطلق لتكنولوجيا التجسس والتصوير والإستطلاع الجوي الأمريكي – الأسرائيلي لكشف مواقع ومنصّات الصواريخ التي تنطلق وتدكّ الأهداف المستهدفة والمختارة في العمق الأسرائيلي , والذي من المثير زيادة ومضاعفة اعداد رشقات هذه الصواريخ , كلما ارتفعت اعداد الغارات الجوية الأسرائيلية على بلداتٍ وقرى لبنانية ” لا علاقة لها بالحرب ” كمحاولةٍ انتقاميةٍ يهودية او صهيونية للتعويض عن عدم القدرة على حفظ ماءِ وجهٍ انسكب وازيح ” اذا ماكان له من وجود ولو بقَطراتٍ ما ” .!