تسعة أشهر، كفيلةٌ برسم ملامح الطفل في رحم أُمه، وحين تكتمل تِلك الملامح والبُنية الجسدية لذلك الطفل، يُصبح مستعدًا للولادة، حينها تشعرُ الأم بِطُلق الولادةِ والآم المخاض، ولكن ما يجعل الأمر مُثيرًا أكثر، هي تِلك النظرة التي تنطلق من روح الام قبل جسدها، لذلك المخلوق الذي كان يرقدُ في رحمها.
أنطوت صفحة الإنتخابات بكل ما لها وما عليها، لتشرق صفحة التوافقات المبدأية لتكوين التحالفات المُشكلةِ للحكومة، ولكن ما يثير الأمر أكثر، أستباق بعض الإعلاميين والمحللين للصورة غير الواضحة، كأنهم نسيوا مسألة ال9 أشهر، ليكون طُلقهم ومخاضهم سابقٌ لأوانه كثيرًا ليولدوا ملامح مشوهة لتحالفات غير مكتملة، ولا تليق كثيرًا حتى بمولود السبعة أشهر.
إنتخابات 2018، لا يوجد فيها فائز، ولكن يوجد فيها خاسر، الفائز هو من يحفظ أمانة أصوات الشعب ويترجمها لبرامج إنتخابية فاعلة.
و الخاسر هو من يتهاون بهذه الاصوات، ليستغلها في النفوذ السياسي والتعاطي غير السلمي مع السلطة.
من يهمه أمر حصول التزوير من عدمه!
بصراحة ما يجعلنا نؤمن بنزاهة ضمير الناخب العراقي، قبل نزاهة المفوضية في مدى مصداقية النتائج النهائية من عدمها،
هو أستبعادهم للشخصيات التي أثرت سلبًا على العملية السياسية طيلة الفترة السابقة سواءًا تشريعيًا أو تنفيذيًا، و أستبدالهم بشخصيات أكثر كفاءة في العمل السياسي، ولا ننسى أن الاوزان الجماهيرية قبل السياسية لكل توجه معروفة جدًا. نتمنى أن نرى برلمانًا يمثل حلقة وصل، ونرى من أول جلسة روح التعاون والإنسجام بين اعضائه، بكل مكوناته وانتماءاته، وأن يكونوا يدًا واحدة لخدمة العراق و شعبه، بعيدًا عن المصالح الشخصية والفئوية لكل برلماني أو كتلة.
أُبواب تشكيل التحالفات فتحت على مصراعيها, وستنتهي معها فترة ترقب المشهد السياسي للمرحلة القادمة, لنشهد أتجاه القوائم والتحالفات نحو المشهد البرلماني أو الفترة التحضيرية لتشكيل الحكومة, فتبدأ معها السلطة التشريعية بالتصويت على تقاسم السلطة التنفيذية للمناصب, المصحوبة أحيانًا ببرامج إنتخابية ووعودٍ بتقديم الخدمات.
كثرة التحالفات والائتلافات ما قبل الانتخابات، لم توصلنا الى أغلبية إنتخابية فاعلة لطرف دون اخر، ولو انها اعطيت الاغلبية للبيت الشيعي بما يقارب الـ(191) مقعد، ولكن الإغلبية البرلمانية يجب أن تكون مبنية على تحالف يجمع كل القوى المعتدلة من جميع المكونات لتشكيل الحكومة القادمة، وبنفس الوقت تحالف قوى معارضة يشمل جميع المكونات داخل البرلمان، ليكون هنالك طرفين في داخل الحكومة، التحالف التنفيذي القائد للحكومة، و التحالف البرلماني المعارض والمراقب لعملية سير الحكومة بالاتجاه الصحيح.
الأغلبية البرلمانية, كيف ستتحقق مع ما يقارب خمسة أطراف!
دوامة المفاوضات ان وصلت بنا لتحالف برلماني مُناسب, هل سيتمكن هذا التحالف من تحقيق العهود والبرامج الإنتخابية الملتزم بها تجاه الجمهور المُنتخب لهُ, خصوصًا أن كل طرف من هذهِ التحالفات كان له برنامج إنتخابي خاص بهِ؟
لا يوجد لدى جميع الأطراف “فيتو” أو خطوط حمراء، على أي توجه سياسي، من يتفق مع الكُتل الأخرى بالبرنامج الإنتخابي، سيكون مرحبًا بهِ في مسيرة التحالفات المنشودة، هذا الكلام هو تصريح من جميع الكتل و القوائم الفائزة، فلا يغركم حديث “السوشيال ميديا” ولا تستعجلوا إعلان التحالفات، فالقهوة تصبح الذ طعمًا كُلما تُركت على نارٍ هادئة اكثر، ولا ننسى أمرًا مُهمًا، كل الشخصيات السياسية تصرح للإعلام بما تود إيصاله للشارع العراقي فقط، و ليس ما يدور خلف الكواليس من أحداث واتفاقيات!
فلا تراهنوا كثيرًا على تلك التصريحات، لخلق وجهات نظر تربك الشارع المجتمعي وتبعده عن المرتكز الرئيسي.