يتزايد التواجد العسكري الأمريكي الخشن لكنه المبرقع بالتواجد الناعم وهو الذي يجري التركيز عليه في العراق خصوصاً والمنطقة عموماً. تُضخ بين آونة وأخرى أعداد من “المستشارين” العسكريين خاصة في كردستان والغرب العراقي. إضافة الى هذا تُحشد تجهيزات لوجستية أرضية تنفع القطعات البرية التي يصر الامريكيون على عزمهم بعدم ارسال أي منها الى العراق. قبل أيام شحنت أمريكا (31) ألف عربة مصفحة من أفغانستان الى الكويت.
يقتضي الأمر مراجعة سلسلة الأحداث وتبيّن مخطط التحرك العام لأمريكا في المنطقة وتفحّص إن كان هو في واقع الحال “إحتلالاً ناعماً” أم غير ذلك.
1- بسبب إنحياز أغلبية الشعب العراقي نحو النظام الديمقراطي وتماسك الجيش واعلان المالكي تشكيل الجيش الرديف وإعلان المرجعية الدعوة للجهاد الكفائي – فشلَ هجوم داعش الأصلي الذي خطط له حكام تركيا والسعودية وقطر والطغمويون(1) بموافقة أمريكا(2) والمتمثل بتوقع انهيار النظام العراقي بأكمله واحتلال داعش لكامل الاراضي العراقية لإحداث تغيير ديموغرافي بحملات واسعة من الابادة والتهجير الجماعيين وإعادة البعثيين للسلطة بمسمى آخر والعودة الى الصيغة التقليدية في الحكم وهي تبادل المصالح بين السيد والتابع. السيد يحمي التابع من الشعب والمخاطر الخارجية مقابل حصول السيد على النفط والقواعد العسكرية وتبديل العقيدة العسكرية للتابع باتجاه محاولة تدمير أية قوة إقليمية أو عالمية تقف بوجه مشاريع سيده الامبريالية.
لذا لجأ الأمريكيون الى الخطة البديلة.
2- من الخطأ التصور بأن داعش احتلت الموصل فجاء الأمريكيون لحماية العراق منها بطلب من الحكومة العراقية. الصحيح أنهم، وبواسطة عملائهم المذكورين، أرسلوا داعش ليعودوا الى العراق بذريعة حمايته وملاحقة داعش وكانت الحكومة العراقية مضطرة للإستعانة بالأمريكيين لأنهم لم يوفوا بالتزاماتهم التعاقدية كعدم تسليم الطائرات نوع ف – 16 مدفوعة الثمن والقادرة على حراسة الحدود، وكعدم تجهيز العراق بأسلحة نوعية ومعلومات استخباراتية(3) وعلى رأسها تحركات داعش بل على العكس فانهم زرعوا لنا داعش داخل سوريا قرب حدودنا حيث جمعوا قواها وسلحوها ودربوها هناك بانتظار ضوء أخضر بـ”نضج” الوضع العراقي بحساباتهم المرتكزة على تخطيطاتهم وتنفيذها على الأرض.
3- الخطة البديلة لأمريكا تمثلت باحتلال الموصل وتكريت والفلوجة وبعض كل من الأنبار وديالى والضغط باتجاه تغيير الحكومة على أمل تأجيج قتال شيعي – شيعي على مستوى الشارع وإضعاف حكومة الدكتور العبادي عن طريق الدفع باتجاه التصعيد الطائفي والابتزاز باستخدام التلكؤ في تجهيز السلاح والنشاط المتمايز لضرباتهم الجوية ضد داعش حيث لا يقدمون دعماً مؤثراً للجيش العراقي وما يقع تحت أمرته من قوات أمنية وشرطة ومتطوعي الحشد الشعبي وأبناء العشائر، ليصب كل ذلك في مجرى تشكيل ثلاثة جيوش على الوجه التالي:
a. الجيش الوطني وهو ضعيف ومخترق(4) وسيء التجهيز بتعمد أمريكي مخطط وبتنفيذ طغموي. شد الحشد الشعبي
من عزيمته لذا تصدى الأمريكيون(5) وعملاؤهم في المنطقة والطغمويون لهذا الحشد.
b. البيشمركة وهو جيش منضبط وتم وسيتم تدريبه وتسليحه من قبل امريكا وحلفائها. قالت أمريكا إن بغداد مهددة ولكنها كانت تدعو حلفائها الى مساعدة البيشمركة بالسلاح. قال الخبير الأمني والعسكري اللواء عبد الكريم خلف في فضائية الميادين بتأريخ 18/12/2014: قبل أن تصل قوات داعش وتشتبك مع البيشمركة يقوم الطيران الامريكي بضربها لإضعافها قبل حصول الاشتباك. وإذا ما أرادت قوات البيشمركة الهجوم على داعش، يقوم الطيران الأمريكي بالتمهيد بضرب الهدف قبل اشتباك البيشمركة مع قوات داعش. بينما كانت مساهمة طيران أمريكا ضعيفة جداً بالنسبة للجيش العراقي. مع هذا ادعى وزير الخارجية جون كيري بان طيران التحالف اشترك في تحرير (آمرلي) بينما يصر العراقيون ومنهم النائب السابق فوزي أكرم ترزي، الذي كان مشتركاً في معركة التحرير، على غياب الطيران الأمريكي تماماً إذ أرادوه جلب المعونة الغذائية لا أكثر ولم يظهر بتاتاً على عكس الطيران العراقي الذي شارك في القتال.
c. الحرس الوطني للمناطق الغربية والموصل وتسعى أمريكا لتمرير قانونه في البرلمان ليحل، بتآمر أمريكي طغموي، محل عشائر الجبور في ديالى وصلاح الدين والصحوات الوطنية الشريفة المؤازرة للدستور والديمقراطية والحكومة بقيادة الشيخ وسام الحردان، ومجالس أهل العراق بقيادة الشيخ حميد الهايس والحشد من عشائر البو نمر والعشائر
المتحالفة معها بقيادة الشيخ نعيم الكعود، وعشائر نينوى، وذلك ليشكل الأمريكيون جيشاً ثالثاً من العشائر المرتزقة المشبعة بالروح الطائفية وسيتم تسليحه وتدريبه بشكل جيد وانضباط عالٍ وتضم اليه العناصر العراقية من داعش بعد اعلان هزيمتهم رسمياً وتبديل زيهم الى زي الحرس الوطني بهدوء. من الجدير بالذكر أن هذه العشائر المتخاذلة والسياسيين المتخاذلين كرئيس مجلس محافظة الأنبار صباح الكرحوت والقيادات السياسية التي ورطت جماهير المناطق الغربية والشمالية وتسببت في تهجيرها وبهذلتها وهي القيادات التي ترتع في الفنادق الفخمة في أربيل وعمان – قد لفظتهم الجماهير المنكوبة. غير أن الأمريكيين أعادوا لهم الإعتبار بتشجيعهم على عقد مؤتمر أربيل الطغموي الطائفي الصرف.
4- النتائج المتوخاة من جانب أمريكا:
a. إقامة دولة كردية تمتد من ديالى حتى الداخل السوري (كوباني / عين العرب(.
b. ستواجه هذه القوات الكردية قوات الحرس الوطني على امتداد الف كيلومتر وهي المناطق المتنازع عليها.
c. سيهدد الامريكيون هذين الجيشين احدهما بالآخر إذا تمردا عليهم وسيدفعونهما قسراً الى التعاون لتحقيق ما يلي:
i. التعاون في اطاحة النظام السوري بعد أن تكون أمريكا قد دربت “المعارضة المعتدلة” ودمجت بعض داعش معها (بعد اعلان هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية رسمياً). وبما أن تقديرات وزارة الدفاع الأمريكية تشير الى أن عملية تدريب المعارضة السورية “المعتدلة” سيتطلب ثلاثة سنين، لذا فإنهم عارضوا خطة رئيس الوزراء الدكتور العبادي (وهي خطة التحالف الوطني) القاضية بتحرير الموصل في ربيع عام 2015 بينما يريدها الأمريكيون بعد ثلاث سنوات لتتطابق مع موعد الانتهاء من تدريب المعارضة السورية “المعتدلة” لإطاحة النظام(6) أي إنهم يريدون استخدام العراقيين للقيام بأعمالهم القذرة المتمثلة بتدمير الدولة والجيش السوري لخدمة المخطط الإمبريالي الصهيوني. وقد بان تحرّق اليمين الامريكي لهذا الهدف في أقوال السناتور الجمهوري جون ماكين التي أطلقها في المقابلة التي أجرتها معه فضائية (الحرة – عراق) بتأريخ 29/12/2014 وكان في زيارة لبغداد. أعتقد أن الأمريكيين سيحاولون إبعاد الجيش العراقي عن تحرير الموصل ومنح ذلك الشرف للبيشمركة والحرس الوطني بقيادة أثيل النجيفي، محافظ الموصل. سيكون الهدف واضحاً من وراء ذلك إذا علمنا أن السيد النجيفي أعلمَ مجلس محافظة نينوى بأن “المجاهدين” سيكونون في الموصل بعد عشرة أيام. وبالفعل، دخلت داعش الموصلَ بعد عشرة أيام(7)!!
ii. سيكون لكلا الجيشين عمق استراتيجي في تركيا والسعودية وقطر والاردن. تركيا الطامحة الى استعادة هيمنتها السياسية والاقتصادية على المنطقة واعادة “مجد” الامبراطورية العثمانية؛ والسعودية المرتعبة من آفاق ديمقراطية عراقية ناضجة وربيع عربي ناجز فأطلقت مشروعها الرامي الى اثارة الصراع الطائفي في المنطقة وتغذية الارهاب بالمال والسلاح في العراق وسوريا(8) واجهاض الثورات الأخرى؛ وقطر الداعمة للإرهابيين ومشروع الاخوان المسلمين في المنطقة؛ والأردن المغلوب على أمره.
iii. سيوظف جهد الجيشين لاختراق الداخل الإيراني وتأجيج الكرد والعرب والقوميات الأخرى لإثارة الفتن والإرهاب هناك ومحاولة اسقاط نظام الجمهورية الاسلامية الإيرانية التي اعتبرها السناتور جون ماكين، بحقد مصلحي واضح، رأس الارهاب في المنطقة وذلك في مقابلته آنفة الذكر.
iv. عندئذ ستحاصر وتسقط بغداد على يد الجيشين ربما بفرض استفتاء او انتخابات مزورة تعيد البعث للسلطة بمسمى آخر وذلك لوضع يد الشركات الاحتكارية، ومنها شركة أكسون موبيل(9)، على نفط الوسط والجنوب.
v. . ستتم تصفية القضية الفلسطينية ومن ثم إختراق الدول العربية الأخرى وضخ الإرهابيين إليها لمحاولة تفتيتها جغرافياً وبشرياً وتدمير البنى التحتية بدءاً
بمصر، مركز ثقل الأمة العربية، ثم الجزائر واليمن وليبيا وغيرها.
vi. وهكذا سيتم حصار روسيا والصين ومن بعدهما دول البريكس . الهدف ضخ عناصر اسلامية متطرفة لتخريب الاقتصاد بدءاً بروسيا ليصبح الاقتصاد غير قادر على تحمل اعباء التطوير المستمر للقدرات العسكرية الروسية ومن ثم الصينية مما يجعل امريكا والغرب الأقوى والوحيدين في العالم . وهكذا فستتم السيطرة الاقتصادية التامة على العالم وتتم معالجة الازمة الحادة والاخذة بمزيد من الحدة مع تقدم الزمن للنظام الرأسمالي المأزوم بطبيعته والذي بلغت ازمته مستوى رهيباً ينذر بسقوطه. وهذا هو العنصر الحاكم في صياغة الاستراتيجية العالمية للرأسمالية والتي تفضي الى إعادة فرض المشروع الامبريالي بأبشع صوره.
5- أكاد أكون واثقاً أن الشعوب المعنية وشعوب العالم عموماً ستحبط هذا المخطط الرهيب الذي بانت ملامحه تظهر للعيان. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): للإطلاع على “مفاتيح فهم وترقية الوضع العراقي” بمفرداته: “النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه” و “الطائفية” و “الوطنية” راجع أحد الروابط التالية رجاءً: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995 http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181
(2): إنتشرت في العالم تحليلات سياسية مفادها أن أمريكا تريد الانسحاب من منطقة الشرق الاوسط للتركيز على شرق آسيا حيث توجد فيها كتلة مالية ضخمة. أما الشرق الاوسط فأشارت التحليلات الى ايلاء مهمة ادارته الى “حلفاء” أمريكا المحليين على أن يتصرفوا تحت سقف المصالح الامريكية.
“فجأة” تحتل داعش مساحات غير قليلة من العراق وتهرع أمريكا لـ”انقاذ” العراق من داعش وتصمم على تدمير داعش “لأن الجميع حول العالم اصبح يرتعب من خطرها”. قال المحللون: عادت امريكا بقوة الى الشرق الاوسط!!
اعتقد أن هذه التحركات الامريكية تفسرها بيسر نظرية المؤامرة. أي أن أمريكا أرادت أن تتم في الشرق الاوسط، بدءاً بسوريا ثم العراق، أعمالٌ في أعلى درجات التدمير والقذارة والإجرام والانتهاك للقوانين الدولية ولكن ليس على أيديها المباشرة لخطورة الأمر. لذا أوكلت تلك المهمة الى تركيا والسعودية وقطر لتساعد داعش والنصرة على القيام بالمهمات القذرة، وهذه حكومات أضعف من أن تقف بوجه أمريكا أي التمرد عليها عندما يحين موعد قبض الاستحقاقات كما يحصل الآن بالنسبة لمواقف هذه الدول الثلاث من سوريا، وذلك لأن أمريكا ضمنت أن داعش وأخواتها في الارهاب ستدفع بهذه الدول الى الحضن الآمريكي لعدم قدرتها على صد داعش عن نفسها وهذا نتاج التصميم المختبري الأمريكي “الذكي” والمحكم لداعش والذي وضعته تلك الدول الثلاث موضع التطبيق العملي الأعمى دون التحسب لارتداداته المستقبلية عليها ودون الالتفات الى واقع الشعبين العراقي والسوري وواقع الشعوب العربية عموماً وواقع المنطقة والعالم وكلها ترفض هذه التحركات التآمرية الاجرامية.
النتيجة حصلت امريكا واسرائيل على تدمير البنية التحتية لسوريا وعلى بعض الأمل في العراق وهذا أقصى ما تستطيعان الحصول عليه في ظل ظروف المنطقة والعالم؛ ولم يحصل حكام تركيا والسعودية وقطر إلا على الخيبة وحقد واحتقار جماهير المنطقة بضمنها جماهيرهم وسيظهر المردود العملي في قادم الايام، إذ ربما ستُستبعد السعودية وقطر وغيرهما من جامعة عربية للدول الديمقراطية فقط.
يقول الباحث في مؤسّسة “بروكينغز” الاميركية “غريغوري غوس” المتخصّص بقضايا الشرق الاوسط وصاحب العلاقة الوثيقة بدوائر القرار الاميركية : “أنّ الإدارة الاميركية لن تُقدم على وساطة جديّة أو تدخّل فاعل في حروب الشرق الاوسط كونها تعتبر أنّ مصالحها الاستراتيجية في هذه المنطقة من العالم لا تزال غير مهدّدة ، وهي لا تمانع فكرةَ ترك الامور تأخذ مداها أكثر في اطار لعبة عض الاصابع الجارية طالما أنّ لا خطر مباشراً على هذه المصالح ، لاستنفاذ الطرفين كلّ قوتهما والاقتناع في نهاية المطاف بأنّ لا حلولَ سحرية او عسكرية ، وأنّ الحل الوحيد هو من خلال التفاوض السياسي وإنجاز التسوية وفق “نظرة واقعية””
والحليم تكفيه اشارات هذا المقتبس.
(3): قال الدكتور مايكل نايت، الخبير في أحد معاهد البحوث الأمنية بأن أمريكا سلمت العراق للإرهاب عند خروجها بسبب سحب جميع معداتها الامنية وحجبت المعلومات الاستخباراتية عن الحكومة العراقية إذ كانت أمريكا تراقب جميع شوارع العراق عبر مناطيد المراقبة والتجسس. (فضائية الحرة – عراق / برنامج “الطبعة الاخيرة”).
(4): قال الحاكم المدني (بول بريمر) في مقابلة مع فضائية الميادين بتاريخ 17/11/2013:
“أعدنا 80% من ضباط الجيش السابق الى الخدمة من رتبة عقيد فما دون.” وقال الفريق وفيق السامرائي / مستشار رئيس الجمهورية في فضائية الحرة – عراق بتأريخ 6/1/2006 (بمناسبة يوم الجيش) ما يلي:
جميع الضباط السابقين اليوم يعملون في وزارة الدفاع والباب مفتوح لجميع الضباط من ذوي الرتب الصغيرة الاشتراك في الجيش.
وقال الخبير الأمني علي الحيدري بأن الحكومة وثقت بالضباط السابقين بضمنهم البعثيون وأعادتهم للخدمة على إفتراض توفر الحس الوطني لديهم، وإذا بهم يخونون الأمانة.
(5): كان الجنرال مارتن ديمبسي قائد هيئة الأركان الأمريكية، أول من أبدى انزعاجه من الحشد الشعبي وذلك في مؤتمر صحفي بمعية وزير الدفاع تشاك هيغل. كان هذا بمثابة الضوء الأخضر للطغمويين ولـ”حلفاء” أمريكا في المنطقة للإنطلاق لمهاجمة الحشد الشعبي لفاعليته حيث أدرجت الامارات العربية فصائل الحشد الشعبي ضمن المنظمات الارهابية.
والغريب أن تشترك منظمات عالمية متخصصة بالدفاع عن حقوق الانسان كـ (آمنستي انترناشنال) و (هيومان رايتس ووج) بهذه الحملة الظالمة التي تتهم الحشد الشعبي بالانتهاكات لحقوق الانسان وذلك باستخدام الاسلوب التقليدي عندما تقصدان التمويه وتمرير أفكار هي اقرب الى الدعاية السياسية مما هي الى حقائق موثقة ودامغة إذ تستندان الى اقوال وادعاءات غير موثقة هنا وهناك يراد منها التشويه لأغراض سياسية. وبات واضحاً وجود غرف عمليات طغموية متعددة ومتخصصة بالفبركات والتشويه لتنشر في كل الاتجاهات ويحملونها
الى تلك المنظمات الانسانية التي تدعي الحياد، كما يحملها عنهم البعض المستثقف الى الداخل العراقي.
(6): خطة العبادي بتحرير الموصل في بداية ربيع عام 2015 يعارضها الأمريكيون حسب صحيفة النيويورك تايمز بتأريخ 8/12/2014 بحجة أن ذلك سيدفع داعش الى العودة الى قواعدها في سوريا. وهذا كلام غامض من جانب الكاتب (أريك سميث)؛ لكن الجنرال (جيمس تيري)، قائد القوات الأمريكية لمحاربة داعش، أوضح المقصود من وراء الإعتراض. إذ نقلت فضائية الحرة العالمية (وليست الحرة -عراق وذلك لتضليل الجمهور العراقي بتقديري) عنه قوله في مؤتمر صحفي في البنتاغون بتأريخ 18/12/2014 بأن العراق يحتاج الى ثلاثة سنوات لتحرير الموصل وذلك لتتمكن أمريكا في هذه الأثناء من تدريب قوات المعارضة المعتدلة في سوريا، حسب مفاد قوله، علماً أنه قد اعترف وأشاد بالإنجازات التي حققتها القوات العراقية والحشد الشعبي.
(7): في 16/6/2014 قال أحد شيوخ عشائر نينوى الشيخ عادل الفتيان في تصريح للمركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي (IMN) ، إن أهالي المحافظة سيرفعون دعوى قضائية ضد أثيل النجيفي، لأنه “أبلغنا قبل أسبوع من الغزو الإرهابي بأن داعش ستحكم المحافظة”.
كما إن عملية تسليم الموصل الى داعش “بشّر” بها محافظ نينوى أثيل النجيفي أعضاءَ مجلس المحافظة إذ أعلمهم بقرب وصول “المجاهدين” حسب تصريحات الشيخ فواز الجربة الذي تحدث في فضائية (الحرة – عراق) بتأريخ 17/12/2014 وأعلن أن أحد أعضاء مجلس المحافظة أعلمه بذلك وأن ذلك العضو سيقدم شهادته الى اللجنة البرلمانية الخاصة بالتحقيق في سقوط الموصل.
(8): كشف المخطط السعودي حيال العراق بوقت مبكر السيد نواف عبيد المستشار الأمني لسفير السعودية في واشنطن الأمير تركي بن عبد العزيز الذي كان، بدوره، يشغل منصب مدير المخابرات السعودية قبل أن يصبح سفيراً. نشر السيد نواف عبيد مقالاً في صحيفة الواشنطن بوست بتأريخ 29/11/2006 أوضح فيه خلاصة تلك الخطة إذ كتب بالحرف الواحد: “السعودية ستتدخل في العراق لصالح السنة بالمال والسلاح وغيرهما في حال انسحب الأمريكيون منه”. وبرر المستشار موقف بلاده هذا بضرورة كبح التداعيات بعد الإنسحاب التي وصفها ب”التداعيات التي هي اسوء بكثير من التداعيات المترتبة على عدم تحرك السعودية”.
(9): صرح السيد مسعود البرزاني بأن شركة أكسون موبيل تعادل عشرة فرق عسكرية وأنها إذا دخلت بلداً فلا تغادره!!!!
للحق تحقق بعض هذا التهديد المبطن للبرزاني إذ تم الالتفاف على نتائج الانتخابات البرلمانية في 30/4/2014 وأُبعد الفائز الأول فيها الرئيس نوري المالكي؛ ونشأ صراع خفي بين أمريكا وبين رئيس الوزراء الجديد الدكتور حيدر العبادي الملتزم لحد الآن بثوابت إئتلاف دولة القانون وسلفه بالنسبة للسيادة والاستقلال والمحافظة على الثروات النفطية الوطنية.
السؤال: هل سيستطيع الأمريكيون العودة الحقيقية من الشباك بعد أن أُخرجوا من الباب لفرض هيمنتهم وتنصيب الطغمويين وعلى رأسهم البعثيون في سدة الحكم بصورة أو أخرى؟