يؤشر القص الشبابي الجديد ملامحه عبر مجموعة من الهواجس كي يحاول القاص أن يقاوم وجوده عبر حياته اليومية وعبر شخوصه بين المنتمي واللامنتمي وبين مايرى وما سيتذكر وبالتالي مايريد صنعه وتقديمه كدلالة حيوية لقطع شوطه بالحياة عبر القضايا الحيوية والمهمة التي تواجه بزخم القوى الإنفعالية تارة وتارة بالإستقدام الفلسفي والمعرفي وفق تحريك القوى الفاعلة للإحتفاء بالجهد الغريزي والذي تحركه توقيتات ميسرة ومركزة وذات مكونات بصرية وسمعية إضافة
الى التداخل الموسيقي وتشكيل النص القصي كطبيعة ساحرة ،
أجد في (آمال ) المجموعة الشابة للقاص غسان عباس محسن ذلك البعد والتأسيس المتنوع للإمساك بالضروري ومن ثم الإنفتاح على أوسع مساحة من المشاهد المقننة وتشكيلها الخطابي بما يسعى اليه القاص من توريده كحالة إستبدالية لطبيعة تضادية ضد المألوف والسائد وهو مايجعل النص القصصي متنوعا في خطابة تارة بلسان الرائي وتارة عن طريق البديل المخاطب وهي تجربة جديدة لاتحفل بالإنطباعات بل بالعمق الإختزالي للباطن وبتفاصيل العالمين المزدوجين حيث جعل القاص غسان عباس محسن جعل منهما أن يتنفسا عبر إنبوبة أوكسجين واحدة ،إن مايعمق ملامح الوجود في ( آمال ) إن المديات الزمنية للأفعال لاتؤخذ حسب أهميتها العمرية أي أن تجربة شخوص قصصه لاتقع ضمن
منظور السبق العُمري بل ضمن سبق الفعل الآني أي أن القاص يتكون من لحظته الآنية وليس عبر إمتداها التكويني الذي يجد به القاص مجرد أوهام وخرافات ورسائل لاتصل وأصوات لاتسمع ومن هنا ينشط سحر التركيز وتتبارى النزعات وتوصل المشاهد حاجاتها بعضها للبعض وبذلك تكون كل الأشياء قابلة للتحديث وتمتلك وسائلها الفنية الناضجة ،
إن مفاتيح الإغراء في هذه المجموعة القصصية كثيرة ومتنوعة ومنها مايتصل بالطبيعة وماتورده لنا من رؤى وحكايا وألوان ومقتنيات ذهنية ونفسية ومنها مايتصل بالطرف الوحشي والموحش من الحياة كالعوز والحروب ومنها مايتصل بالوجه القبيح للإنسان وطامته الكبرى في تسيد الخوف كيانه وإزاء التضاد من ذلك فأن ملامح الوطن والعاطفة الجياشة تجاهه وما يتصل من هذا الحب بكل فرعياته يشكل ذروة المرتكز
للإنطلاق نحو عوالم ساحرة وأبدية ليستوطن الهدوء والأمان الكيانات الإنسانية ويكونا محفزاً للإشراق والتيمن بالنعيم ،