23 ديسمبر، 2024 7:55 ص

ملالي ايران يبددون اطماعهم بالاوهام

ملالي ايران يبددون اطماعهم بالاوهام

بات القاصي والداني يدرك ابعاد مخطط ملالي ايران التوسعي على حساب البلدان العربية , بهدف استعادة الامبراطورية الايرانية القديمة . واعتمادهم على اتباع المذهب الشيعي في هذه البلدان , وخاصة العراق . ومع ذلك فان الملالي يريدون ان يبددوا هذه الحقائق بالاوهام وبالكلام المعسول .

بعد توقيع الاتفاق النووي بين ايران والدول الغربية المعروف باتفاق فينا , ومحاولة الملالي اظهار الاتفاق على انه انتصار لهم بعد رحلة مفاوضات صعبة استمرت 12 سنه , في حين ان الاتفاق لم يكن انتصارا لايران بنظر الكثيرين من المراقبين , بل هو سم جديد يتجرعه خامينئي بعد السم الذي تجرعه خميني من قبل بعد حرب الثمان سنوات 1980 -1988 بين العراق وايران . وما يؤشر ذلك الاختلاف في الاراء بين تيار ما يسمى الاصلاحيين الذي يمثله روحاني- رفسنجاني , والتيار المتشدد الذي يمثله خامينئي والحرس الثوري . فالاول يرى في الاتفاق انتصارا لايران , والثاني يرى انه السم الذي يصعب تجرعه . ومع ذلك فان وزير خارجية الملالي محمد جواد ظريف جاب بعض عواصم دول الخليج العربي في محاولة لتطمين حكومات تلك الدول بان الاتفاق النووي سيسهم في تعزيز الامن في المنطقة , بالمقابل أكد اتباع التيار المتشدد انهم لن يلتزموا بما ورد في الاتفاق , وانهم سيواصلون مخططهم التوسعي في المنطقة العربية بدعوى الانتصار للمستضعفين في هذه الدول , ويعنون بالمستضعفين هم المواطنون الشيعة فيها , رغم انهم مواطنون لهم كل الحقوق وعليهم الواجبات الموكلة على كل المواطنيين , ولكن الملالي من اجل تنفيذ مخططهم التوسعي , يحاولون اظهار الشيعة بأنهم مستضعفون , وانهم لم ينالوا حقوقهم , في حين ان الحكومات المعنية لم تمنح الجميع حقوقهم الحياتية والسياسية .

لقد واجه ظريف خلال جولته الخليجية الكثير من الصعوبات في اقناع المسؤولين في هذه الدول بسلمية نظام الملالي , في ضؤ التصريحات المتشددة التي قالها خامينئي واتباعه من ذات المدرسه , وفي ضؤ التصرفات التي تمارسها قوات الحرس الثوري والمليشيات التابعة للنظام التي تشكلت من جنسيات متعددة ولكنها تؤمن بذات المذهب . ولم يكتف ظريف بارسال رسائل التطمين بل دعى الى تعاون مشترك لمكافحة الارهاب , والمسؤولون يدركون ان نظام الملالي هو الذي يشعل شرارة الارهاب في الاقطار العربية وخاصة في العراق وسوريه واليمن . ودول الخليج العربي لم تتوجس من مخاطر الاتفاق النووي بقدر ما توجست من غياب الضوابط التي كان المفروض ان يتضمنها الاتفاق النووي , بحيث يحد من التمدد الايراني وتجاوز الحدود التي يفترض ان تمارسها دول الاقليم لارساء دعائم الامن الاستقرار .

ومحاولات التطين لم تقتصر على ايران بل سعت الولايات المتحدة الى تطمين دول الخليج العربي , بهدف بقاء العلاقات الثنائية بينها وبين الادارة الامريكية , وهي علاقات مصلحية قائمة على بيع الاسلحة اليها , وضمان تدفق النفط الى الاسواق الغربية . ومع ذلك فان الشرخ اصاب تلك العلاقات الثنائية , وقد تتحول هذه الدول الى علاقات اخرى مع دول كبيرة مثل روسيا والصين والهند والبرازيل وغيرها من الدول الصاعدة , وهو ما تخافه الولايات المتحدة ودول الغرب , ولذلك فان عددا من دول اوروبا حريصة على ابقاء هذه العلاقات مع دول الخليج .

ان التناقض في مواقف التيارات الايرانية الاصلاحية والمتشددة سيدفع بالتيار الذي يمسك زمام الامور الى مزيد من التدخل في الدول المجاورة , بهدف تصدير الازمات الداخلية الى الخارج , وابقاء الشارع الايراني منشغلا فيما يسمى مواجهة الارهاب وقوى الاستكبار العالمي . ولا يعبه هذا التيار الى معاناة المواطنيين الايرانيين والازمات الداخلية من الفقر والتهميش والاستهانة بحقوق الانسان . وللاسف فان منظمات حقوق الانسان الدولية ترى الخروقات لحقوق الانسان في ايران ولا تحرك ساكنا , بل تكتفي باصدار بيانات الشجب والاستنكار , ويسعى نظام الملالي الى التسويف وتزوير الحقائق , متجاهلا قوة وسائل الاعلام في عصر تقنية الاتصالات والمعلومات , ورغم الخرق الواضح لحقوق الانسان المتمثل في الاعدامات الجماعية بحق مواطنين ابرياء , كل ذنبهم انهم معارضون لنظام ولاية الفقيه . فقد تم اعدام 120 الف سياسي وخلال الستة اشهر الماضية تم اعدام 700 شخص , وكل ذلك حصل في ظل حكم الاصلاحيين بزعامة روحاني . وهذه الجرائم بحق الانسان الايراني تتمة الى المجزرة التي ارتكبت عام 1988 وهو العام الذي تجرع فيه خميني السم اثر ايقاف الحرب مع العراق تنفيذا لقرار مجلس الامن الدولي 598 حيث اعدم 30 الف سجين سياسي في صيف ذاك العام .

عندما يدعي اركان نظام الملالي انهم يحاربون الارهاب فهو امر مضحك حقا , لان الوقائع على الارض تثبت ان هذا النظام هو الذي اخترع الارهاب بعينه . ولا ادل على ذلك تلك المليشيات التابعة له في العراق حيث ترتكب المجازر الدموية بدم بارد , وهذا النظام لا يتورع عن  ارتكاب ابشع الجرائم من اجل تنفيذ مخططه التوسعي وايجاد مبررات لتدخله , فهو الذي فجر المرقدين العسكريين في مدينة سامراء بمحافظة صلاح الدين عام 2006 , وقد سجل الحادث ضد مجهول حتى لا تنكشف حقيقة الملالي الارهابية .وما تؤكد ذلك  تصريحات الجنرال (جورج كيسي) رئيس قيادة أركان قوات الاحتلال الأمريكية السابق في العراق فقد كشفت النقاب عن الجاني الحقيقي، والمنفذ لهذه المؤامرة، وقال ان إيران هي المسؤولة عن تفجير المرقدين العسكريين وذلك في كلمة ألقاها خلال مؤتمر عقدته المعارضة الإيرانية في فرنسا، وقد قال فيها: ” إن نظام الملالي في طهران مسؤول مسؤولية مباشرة عن مقتل الآلاف من العراقيين “، مؤكداً أن إيران فجرت المرقدين العسكريين بهدف إشعال الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب العراقي وإضعاف العراق وتخريبه لإنهائه كدولة، وأكد (جورج كيسي) أن نوري المالكي رئيس الحكومة السابقة، أبلغه بأن الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الطائفية التي تتلقى دعماً مباشراً من فيلق القدس الإيراني تقف وراء معظم الأهداف المدنية التي تم تفجيرها في العراق .

اما الاطماع الايرانية في العراق وسوريه واليمن ولبنان لم تعد خافية على احد , بل ان التصريحات الايرانية المتتالية تؤكد نهج التوسع والتمدد على حساب العرب . فقد قالوا ان العراق جزء من نفوذنا الثقافي وهو هويتنا وهو عاصمتنا وهو امر لايمكن التساهل به او الرجوع عنه , وقالوا ان ايران اصبحت سيدة البحار , وان الملاحة الدولية مرهونة باوامر ايران , وقالوا ان اربعة عواصم عربية قرارها السياسي بيدنا . واتباعهم من المليشيات الطائفية في العراق تدعي ان هذا العصر هو عصر التشيع , ولا مكان للسنة بيننا , ولا يتورعون عن سب الصحابة ونساء النبي محمد – صل الله عليه وسلم – . وتحت شعار الانتصار للمذهب والانتصار للمراقد الشيعية في سوريه والعراق والانتصار للمستضعفين في هذه البلدان تشكلت المليشيات على مبدأ الارهاب والانتقام واخذ الثأر للحسين وزينب وغيرهم من أل البيت الكرام .

ان الكلام عن همجية الملالي وارهابهم لن يؤدي الى نتائج ملموسة , فالعمل الايجابي المؤثر هو تشكيل جبهة موحدة من المؤمنين بحقوق الانسان , والرافضين للارهاب , المؤمنين بالتأخي بين الاديان والمذاهب والقوميات ضد الارهاب سواء كان مليشيات اة دول واولها نظام الملالي .