23 ديسمبر، 2024 5:18 ص

ملاعب العراق والأهداف السياسية!

ملاعب العراق والأهداف السياسية!

ربما كانت الرياضة الطريق المشوّق لتبادل الثقافات بين الشعوب، ولا شك فأنّ سحرها النفسي يتشابك في تأثيراته ليطرق أبواب السياسة كزائر مصلح بين الخصوم.. كرة القدم؛ اللعبة الأكثر شعبية بين الشعوب، تستثمر لتغيير قناعات الشعوب تجاه القضايا الخلافية، لاسيّما في وقتٍ باتت به الجماهير عنصر الحسم في تحديد سياسيات الدول..

يبدو أنّ قطر حسمت موقفها تجاه العراق عندما أرسلت سفراء رياضتها للعب في البصرة ضمن بطولة الصداقة التي تضمّ منتخبات: سورية، قطر، إضافة إلى العرق. من المفرح أن تُسمع أصوات الجماهير العربية وترفع أعلام دولهم في سماء العراق بعد فراق دام ثلاثة عقود ونصف. ورغم خسارة المنتخب العراقي أمام القطري في مباراة الافتتاح، غير أن العراق ربح جمع خصمين سياسيين على طاولة رياضية قد تفضي نتائجها إلى إجتماعات سياسية تبرّد لهيب العلاقة بين سوريا وقطر..

قد يكون تزامن الوجود القطري-السوري في العراق محظور سياسياً، لكنه تحقق رياضاً، وما تحقق الكرة من أهداف قابل للتحول إلى أهداف سياسية، بل هي رسالة واضحة لإمكانية التواصل السياسي طالما تحقق التواصل الرياضي..

ربما كان الوجود القطري في العراق، ردة فعل على مباراة سابقة خاضها المنتخب السعودي وكانت أبعادها السياسية الايجابية واضحة، غير أن ردة الفعل تلك جائت لمصلحة العراق لعدة أسباب منها: أن الدولة العراقية وصلت لمرحلة الجذب الاقليمي والتنافس على إقامة علاقات مصالح متبادلة. وعلى رغم كون الانجاز لم تحققه وزارة الخارجية؛ إنما ملف الشباب والرياضة، إلا أن خروج العراق من كونه متأثراً إلى كونه مؤثراً بات جلياً مع الاعتراف بوجود تحديات قد تطرأ بين حين وإخر.

التحدي الأخطر الذي يمكن أن تواجهه الرياضة العراقية هو إعادة ظاهرة الفرز الطائفي بعد إنتخابات الثاني عشر من آيار المقبل، فصعود قوى التشدد سيقوّض الانجاز ويعيد فتح الساحة العراقية كمسرح للصراع بين الأجندات الاقليمية والدولية، بينما صعود قوى الإعتدال والانفتاح يمكن أن يجمع الدول الاكثر عداوة كإيران والسعودية على ملاعب العراق كمقدمة لإفتتاح المصالحات السياسية التي تنطلق من بغداد، أي أن يتحول العراق إلى دولة باعثة للسلام وليست بؤرة للصراع والموت.