18 ديسمبر، 2024 9:03 م

ملاحظتان وتعقيب على تقرير الحرة عن دور الوقف السني والعتبتين الحسينية والعباسية

ملاحظتان وتعقيب على تقرير الحرة عن دور الوقف السني والعتبتين الحسينية والعباسية

1- هذا درس بأقوى وابلغ ما يكون الدرس لمن يريد أن يقف على التل ويمسك العصا من الوسط في معركة مقاومة امريكا ومشروعها لتدمير خصوصية وثقافة الشعوب، لانه ساذج جدا وانه اول من سوف تدوسه امريكا بنعالها. سياسة ممالئة امريكا سياسة غبية بامتيازولن تنجي احداً من مقصلتها بل ان سياسة اسرائيل بوجهها الامريكي ترمب هي احتقار الضعفاء وليس مجاملتهم كما كانوا يفعلون من قبل.
2- التقرير ينتقد استخدام الدين وتدخله في العمل التجاري والسياسي وينتقد الصميدعي السني لانه اعتقل بتهمة الارهاب وطبعا هذا الارهاب صفة امريكية اطلقت على من قاومها واعتقلته. اسخف ما في التقرير أن المتحدثين الرئيسين هما
ا- انتفاض قنبرالذي جاء واقعا بالفعل وليس من باب التسامح والمجاز على دبابة امريكية وضمن جيش انشأته ودربته وسلحته امريكا وشكل مع زعيمه الجلبي اول تشكيل سياسي علماني طائفي اسمه البيت الشيعي وتحالف مع كل الاحزاب الدينية وادخل الدين في السياسة ليس من باب الحزب الديني بل من ابعد الابواب عن الدين عبر حزب علماني وأسس للانقسام الطائفي في العراق وظل لسنوات يضع قصيدة كتبت على ضريح الامام الحسين على انها النشيد الرسمي لحزب المؤتمر وهو النشيد المفضل لان يكون نشيداً وطنيا ولم يتخل عن هذه السياسة الطائفية لا حزبه المؤتمر ولا هو الا بعد ان التحق بآلة ترامب الدعائية.
ب- غيث التميمي وهو مقاتل في جيش المهدي يعرفه سكان شرق بغداد بنشاطه المسلح واستيلائه على املاك خاصة وعامة. كان يقاتل في أول فصيل مسلح اسس على قاعدة مذهبية طائفية وكان لهذا الفصيل الدور الرئيسي بل الوحيد لسنوات في الصراع الطائفي وتنسب اليه الكثير من الممارسات ولا يوجد متهم حينها سواه. غيث التميمي الذي كان شيخا دينيا حتى وقت قريب اعتقل من قبل امريكا بتهمة الارهاب نفس التهمة التي يعير بها الصميدعي السني. الفرق الوحيد بين الاثنين ان غيث التميمي تحول من شيخ دين طائفي يفعل ما يفعل على الهوية والانتماء الى داعية مدني يستسخف حتى فكرة وجود صانع لهذا الكون ويحتقر القران والاسلام.
امريكا تستعين باكثر اثنين عرفا بطائفتيهما الشيعية وزج المذهبية والدين في الصراع السياسي وبشكل عنيف كما فعل التميمي للهجوم على دور الدين في العراق.
امريكا ليست ضد زج الدين في السياسة ابداً، بل هي من روجت له وعملت على انشائهمنذ زمن الجهاد الافغاني وبتقسيمات الحاكم بريمر في مجلس الحكم الطائفية التي جعلت من الاحزاب العراقية كلها طائفية وصاربها حتى الحزب الشيوعي شيعيا والباججي سنيا وكليهما لا يؤمن لا بدين ولا مذهب بل هما ارقى مثالين للتجرد من الانتماء العرقي.
امريكا ليست ضد الدين بل تريد الدين الذي يعجبها ويواليها ويقدم لها فروض الطاعة اما الدين الذي يقاومها فهو عدو ارهابي
لا شيء احقر من السياسة الامريكية ولا يوجد اكثر منها من يكيل بمكيالين
ولا اغبى من يستعين بامريكا للخلاص مما تفعله امريكا