23 ديسمبر، 2024 11:57 ص

ملاحظة غير مطروحة عن ترامب .!!

ملاحظة غير مطروحة عن ترامب .!!

يبدو أنّ المعركة او شبه المعركة الدائرة بين الرئيس ترامب وبين وسائل الإعلام الأمريكية وسواها ايضا , والذي جعلها تكثّف من تغطية اخباره وطروحاته وتفاصيله الحياتية ” رغماً عنها ! ” , حتى غدت اية حركة او موقفٍ عابر من الرئيس او عائلته وكأنها حديث الساعة المتواصل . ولعلّ هذا الإنهماك والإنشغال العاجل في هذه التغطية قد جعل العديد من وسائل الإعلام الأمريكية تغفل عن أمورٍ وشؤونٍ اخرى حتى وإنْ كانت من باب التحليل او التساؤلات التي تحظى بأهتمامات القرّاء والمشاهدين .
   إنَّ اوّل ما استوقفني في هذا الشأن هو : – لماذا لمْ يرشّح الرئيس ترامب نفسه للرئاسة قبل هذا الوقت .! وهو الآن في السبعين من عمره ! , ثمّ أنّ ثروته المالية ليست بحديثةِ عهد وذلك ما يؤهّله لتغطية نفقات اية حملة انتخابية سابقة .! , ثمّ هل يمكن الأفتراض أنّ جماعات الضغط  اواللوبي وبعض الكارتلات قد لعبت دوراً خفياً ما في الصعود المفاجئ للرئيس ترامب بغية إحداث تغييرات سياسية وجيوبوليتيكية في العديد من مناطق العالم .! ولعلّ ذلك افتراضٌ مشروع .
من الواضح أنّ الرئيس الجديد يمتلك في ذهنه ما يشكّل تراكمات من الإلمام والأهتمامات الخاصة وبمعلوماتٍ مفصلة عمّا يجري في العديد من دول العالم , وهذا ما ظهر منه منذ بداية هذه السنة ولغاية اليوم , وإذ ذلك هو حقيقةٌ واقعة وملموسة , لكنّ التساؤل هو لماذا لم يقم السيد ترامب في التعبير عن طروحاته وطموحاته عبر وسائل الإعلام الأمريكية سواءً عبر مقالاتٍ في ” الواشنطن بوست او نيويورك تايمز ” وحتى سواها , او لماذا لم يحاول عرضها وإشراك الرأي العام الأمريكي في مناقشتها والترويج لها عبر ال CNN او FOX NEWS على الأقل .!

   على الرغمِ منْ استحالةِ ايّ عرضٍ او تصوّرٍ متكاملين عن الربط بين انعدام الخلفية السياسية والإعلامية لترامب طوال حياته ولغاية الربع الأخير من عام 2016 او أقلّ من ذلك , وبين ” الطلّه ” المفاجئه له مؤخراً , وخصوصاً في عجالة اتخاذه لقراراتٍ داخلية وخارجية في غضونِ اسبوعٍ واحد من تسنّمه للرئاسة , وهنالك ربما شهورٌ وشهور للمس ما ستفرزه سياسة ترامب اذا ما استطاعت ايجاد تنسيقٍ وايقاعٍ متقارب بينه وبين البنتاغون والخارجية وال CIA , لكنه من الزاويةِ التحليلية – السيكولوجية , فأنّ ترامب ومع بلوغه السبعين ” وبأخذه بنظر الإعتبار فارق السنّ بينه وبين زوجته الثالثة ” ميلانيا ” من مواليد سنة 1970 , وما يرافق ذلك ” بالتوازي ” من أنّ ثروته الهائلة قد حققت له كلّ طموحاته الأجتماعية والشخصية ” عدا رئاسة امريكا ” , ومع ايضاً بأن المرء بعد بلوغه السبعين من العمر تخالجه الأفكار بالشروع في العدّ العكسي للبقاء على قيد الحياة , فلربما ايضاً ” من هذه الزاوية السيكولوجية ” فأنه قرّرَ خوض غمار آخر طموحاته بولوج عالم السياسة والرئاسة من اوسع ابوابها او اقتحام ابوابها , وبتفاعلٍ ساخن مع يختزن في ذهنه من افكارٍ ورؤى وأبعادها .!

حديثنا هنا من زاويةٍ واحدةٍ فقط من مجموعِ زواياً كثار , لكنه يصعبُ إغفالها ..!