في الوقت الذي نبارك تسنم السيد محمد سمعان مهام رئاسة الجبهة التركمانية العراقية، نأمل من هذا التغيير انطلاقة جديده في توجه الجبهة التركمانية ورسم افاق جديدهوتكاتفت الجهود متزامنا بايجاد علاج لداء جرثومة اللامبالات التي اصابت كيان الجبهه.
تلمسنا ومن خلال كلمة رئيس الجبهة الجديد السيد محمد سمعان بعضا من الملاحظات ممزوجة بالامنيات وطروحات فضلا عن خطوط حمر اشار اليها والتي توحي بنيته اتباع سياسة جديده في مسيرة الجبهة، وهذا ماشجعنا بالاشارة الى بعض الجوانب الادارية والتنظيمية فضلا عن بعض الملاحظات التي قد تفيد السيد سمعان اغا وهو يبدأ مشواره الجديد يوجب اتباع طرق ملغومة يعرفها جيدا ليس من السهل المرور بها ، بل يتطلب التخلص منها ومعالجة اثارها للوصول الى بر الامان متمثلا بتركات ثقيله وازمات داخلية وخارجية واخفاقات متلاحقة اصابت جسد الجبهة واوصلتها الى مؤسسة مشلولة ترقد في غرفة الانعاش منذ فتره ليست بالقصيره، في الوقت الذي كانت تعد من اقوى المؤسسات التركمانية في الساحة السياسية العراقية.
لكوننا جزء من الشعب التركماني في العراق وممن فقدوا اعز الناس متمثلا بعائلة قوجا ضحوا باغلى مايملكون ارواحهم نتحاور معها بالوفاء والاوفياء، دفاعا عن القضية التي يؤمنون بها وهم جزءا من هذه المؤسسه، وايمانا منا بان الشعب هو مصدر القرار، والقيادي الناجح هو من يستطيع التعامل مع هموم شعبه بمصداقيه ويمتلك القدرة في ترتيب اوراق حسابات ومعادلات سياسته بالصورة التي تنسجم معالمعطيات من اجل الحقوق والمصالح القومية، فالقائد وحسب مقاييس العصر ليس من يحمل ترخيصآ أو لقبآ حزبيآ أو حكوميآ…. القائد هو من يحمل الشرعية الجماهيرية، ويقود شعبه ممثلا رغبة أغلبية ابناء الشعب ولفترة زمنية محددة، ثم يعيد تلك الشرعية التي منحت له الى مصدره الأول (الشعب)، ليعطيه بدوره الى أخرين يكملوا المسيرة.
واود الاشارة هنا بان سرد هذه النقاط والملاحظات ليس انتقاصا من الجبهة او اي شخص له علاقة بها (كما يفهمه البعض من جهلة الفكر) ولكن نصائح نقدمها قد تفيد السيد سمعان في ضبط ساعته ومعه اعضاء المكتب السياسي على ساعة الصفر القادمة على العراق وفيه الشعب التركمانيالمسلب حقوقه وهي:-
1- اعداد دراسة شاملة ذات مصداقية مستندة الى بيانات ودلائل تخص عمل الجبهة سياسيا واجتماعيا وتنظيميا وماليا خلال سنوات الخمسة عشر الماضية، ومؤشرا في الوقت نفسه بالاخفاقات واسبابها ومسببيها ووضع الحلول لها بعد تشخيصها واطلاع الراي العام التركماني عليها ان امكن.
2- فتح افاق الحوار والتعاون والعمل المشترك مع الاحزاب والقيادات التركمانية بدون استثناء والابتعاد من مرض (القيادي الاوحد ) وكما يتصف به بعض الشخصيات التركمانية (المرضى نفسيا) والاتجاه نحو نكران الذات،والعمل على وحدة الكلمة والقرار، اذ كثيرا ما نسمع على لسان القياديين التركمان كلمة الوحدة والعمل الوحدوي الذي لم يرى النور لحد الان, قد يكون نقيضه الفرقة التي تعيشها الكيانات السياسية التركمانية مع بعضها اقوى منها وعليه كان لك سببا رئيسيا في فقدان الصوت التركماني القوي في العراق وخاصة اذا مااخذنا بنظر الاعتبار حساسية واهمية الوحدة في زمن اختلطت فيه الاوراق والموازين.
3- محاولة اخراج الجبهة التركمانية من نظام الحكم التقليدي ( المتوارث) المعمول به واعادة النظر في تشكيلاتها اخذا بنظر الاعتبار المستوى العلمي والاجتماعي والثقافي لادارتها واتباع اسلوب مؤسسي بعيدا عن العشوائية والمحاصصه.
4- وضع معايير وطنية نابعة من اصالة التركمان وتاريخهم المشرف بالتعامل مع عوائل شهداء الجبهة التركمانية من دون تفضيل شهيد على اخر او عائلة على اخرى فالجبهة مؤسسة سياسية اجتماعية ثقافية تخص الشعب التركماني في العراق جميعا وليس ملك قياداتها.
5- الجدية في الحوار مع تركيا دون تردد او خوف ووضع مصلحة التركمان فوق كل الاعتبارات، فالتعامل مع تركيا بحاجة الى مصداقية وجرأة في الطرح من دون مجاملات، تركيا اليوم اصبحت على مسافة واحدة تقريبا مع جميع الاطراف بل طرفا مؤثرا قويا للبعض منها،فاليوم نحن امام منعطف خطير في التاريخ التركمانيأمام تداخلات المصالح الأقليمية في العراق وتغير رياح السياسة الدولية تجاه المنطقة عمومآ، اذ ان الطرف الدولي باتت الفاعل في العراق الجديد يحشد امكانياته للخروج من المأزق العراقي، فالملف التركماني جزء لايتجزأ من هذا التغيير.
6- اعادة النظر في فروع الجبهة التركمانية في المحافظات تنظيميا واداريا، اذ رغم وجود مقرات لمؤسسات متعدده (نسوية، وشبابية، وثقافية…الخ ) تابعة للجبهة فضلا عن رجال امن اوكل اليهم واجب حمايتها، اصبحت مهجورة وخالية من النشاطات والفعاليات التي من الواجب تنظيمها واقامتها شهريا او فصليا.
7- اعادة النظر في المؤسسة الاعلامية للجبهة التركمانية العراقيه، على ان تكون مؤشرا وناطقا للسان حال تركمان العراق ثقافيا رياضيا اجتماعيا فنيا سياسية اخذا بنظر الاعتبار الاستقلالية في الطرح وعدم الانحياز الى جهة لحساب جهة او شخصية لسحاب اخرى.
نقاط نضعها امام القيادة الجديده للجبهة التركمانية العراقية وهم مخيرين في الاخذ بها من عدمه، متمنيا في الوقت نفسهللجميع الموفقية في المرحلة الجديده والتعامل بحرفية وعقلانيه مع وقائعها القادمة املا الاستفادة من اخطاء الحقبة الماضية، وفيها نرى شخصيات بقدر المسؤولية لاداء المهام الموكلة اليهم بأمانة بعيدا عن (الخونه) ومقاولي القضية التركمانية والعمل من اجل مصالحهم الشخصية ، قد يكون لنا راي بعد شهور او سنة .