23 ديسمبر، 2024 1:07 ص

ملاحظات مهمة عن تطورات الوضع في العراق

ملاحظات مهمة عن تطورات الوضع في العراق

هناك جملة ملاحظات بشأن تطورات ماسيجري  العراق يمكن تسجيلها وفقا للمحاور التالية:·

في ظل الوضع الحالي المعقد للبرلمان وما وصل اليه من انشقاقات وتصريحات ومواقف استفزازية وتلاعب بمقدرات البشر وخروقات للدستور والقانون ، يكون امام رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ان يحفظ بقية هيبة البرلمان وهيبة نفسه ان بقيت له (هيبة) ، بعد ان يسمح له بترؤس جلسة الثلاثاء إن عقدت فعلا ،ان يقدم استقالته الطوعية، لأن بقاءه في ظل وضع مضطرب سيستغله خصومه لصالح خلق حالة من البلبلة والفوضى، مايستوجب ان يحافظ على بقية كرامته ويقدم استقالته من رئاسة المجلس ويبقى عضوا فاعلا فيه أو أن يرأس احدى لجانه المهمة، هذا ان أراد الجبوري أن يحفظ بقية هيبته كما قلت، وعلى اتحاد القوى العراقية ان يبلغه بهذا الموقف ويرشح شخصية قوية هذه المرة، هو يختارها لا ان تفرض عليه من كتل اخرى ، كما جرى فرض الجبوري في ترشيحات رئاسة المجلس السابقة من قبل المالكي الذي هو من بادر لاسقاطه بعد ان اختلف معه ، ان وجد اتحاد القوى ان الامور مسدودة بوجه سليم الجبوري، وان بقاءه يعرقل مسيرتهم للاسباب التي تم الاشارة اليها قبل قليل. ·    

أما التشكيلة الوزارية التي سيقدمها العبادي في مجلس النواب ان انعقد فعلا هذا الاسبوع فستكون على شاكلات سابقاتها ولن تقدم شيئا يذكر للعراق، وفيها ( فرض ارادات ) على الاخرين اكثر من كونها ( وزارة تكنوقراط ) ان لم تكن بعيدة عن هذا الوصف كبعد الارض عن السماء. ·      

العراق في ظل رئاساته الثلاث سيبقى يعيش حالة فشل دائم وتخبط مستمر ولن يتم تحقيق أي (مكسب) للعراقيين في ظل تلك الرئاسات، والقوى الدولية والاقليمية لاتريد إزاحتهم، لأنهم هم من يخدمونها في نهاية المطاف. ·       اللعبة الاخيرة فيلبرلمان انكشفت اهدافها ومراميها وبان خبث الساسة ومكرهم ، ولهذا لن يعلق العراقيون آمالا على أحد منهم لينقذ العراق من حالته المأساوية هذه، ولن يحدث تطور ( مفاجيء ) يستحق الذكر. ·      

مازال التمترس خلف الشارع هو اللغة السائدة في المشهد السياسي العراقي وهي حالة تم استعارتها من لبنان في فترة ماقبل عشر سنوات ، وتم الاستغناء عنها لعدم جدواها في لبنان ، وأدت الى ما ادت من بلاوي وويلات ومعارك تحتدم كل يوم ، وهم من خلال استخدام استعراض الشارع ، فأن الهدف هو ( لي الأذرع ) ومحاولة كل طرف فرض ارادته على الاخرين شاءوا ام ابوا ، وسيشجع اخرين لاستخدام جمهورهم لاستعراضه على الملأ كلما وجد ان الفرصة سانحة له لفرض وجهة نظره على الاخرين، وقد وجدنا ممارسات هذا النوع ظهرت في الشارع السياسي العراقي قبل أيام وما زال ظهورها ممكتا في ايام مقبلة، ولا يدري العراقيون ماذا ستجره عليهم من ويلات ومصائب. ·      

مادام الامريكيون خارج دائرة الملعب ويعتمدون على سياسيين منهم من الدرجة العاشرة للتباحث بشأن ازمات العراق فقل ان هذا البلد سيبقى (رهينة) الصراعات الدولية والاقليمية وان الامريكان قد تخلوا عنه بعد ان انجزوا مهتمهم في تحطيم ركائزه وتفكيك كل معالم ما تبقى من دولة، وبقي العراق مقسما تتآكله التناحرات والصراعات السياسية، حتى ان الاقتتال راح ينشب حتى بين القوى المتحالفة نفسها ( داخل طيفها السياسي وفي خارجها ) فكيف بمن يصطرعون معها على طول الخط، والاشتباكات في طوز خورماتو وغيرها احد اوجه تلك الحالة المزرية في عراق الأحزان واللطم على ماحل بالبلد من مصير مشؤوم لايحسد عليه، راح يستنجد ببنات آوى علها تصلح شأنه، بعد ان تم هدر دم ابنائه بين القبائل. ·       وفي ظل تلك الاوضاع وفي ظل التصارع الرهيب بين المالكي والعبادي وقوى التحالف الوطني وما بين الكتل الاخرى على المغانم لم يدخل العراق مرحلة استقرار،ان لم تسر به الفوضى والاحتراب الى أمد لايعلم الا الله مدى ماتجره من مآس ووبلات وخراب الديار..وكان الله في عون العراقيين على بلواهم من كل مايجري، وان إرادة الله هي الوحيدة التي تعيد (تصحيح) أوضاع البلد لكن ليس قبل عقود من الزمن، على أقل تقدير.