المنحى الجديد الذي شرع به النظام الايراني من أجل ترميم علاقاته وتقويتها وترسيخها مع بلدان المنطقة، هو منحى من الضروري جدا الانتباه وتسليط الاضواء عليه من قبل هذه البلدان ووضعه تحت النظر والبحث فيه بروية، علما بأن هذا النظام يلتزم هذا النهج بعد أن تقطعت به السبل وصار الى حد ما أمام طريق مسدود.
المنحى الجديد للنظام الايراني، له أکثر من سبب و تعليل غير انه من الممکن حصر أهمها فيما يلي:
ـ تصاعد الرفض الشعبي ضد النظام ولاسيما بعد الانتفاضتين الاخيرتين وماتلته من تأسيس معاقل الانتفاضة وتزايد الاحتجاجات الشعبية ضد النظام وکل ذلك يتزامن مع تزايد عزلة النظام الدولية أکثر من أي وقت مضى.
ـ تصاعد الوعي السياسي في المنطقة وإفتضاح السياسات المشبوهة لهذا النظام والتي تقوم اساسا على نهج ومبدأ التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الاخرى، وهو ماولد حالة من النفور من جانب شعوب ودول المنطقة تجاه هذا النظام وجعله مشکوكا في أمره ولاسيما بعد الاحداث والتطورات التي جرت وتجري في العراق ولبنان واليمن وسوريا.
ـ تصاعد وبروز دور المقاومة الايرانية إقليميا ودوليا ونجاحها في کسب وجمع تعاطف وتإييد لنضال الشعب الايراني من أجل الحرية بهذا الخصوص، مساوي وموازي للتراجع والانتکاس الملفت للنظر للنظام الايراني، والذي يثير قلق وتوجس النظام الايراني أکثر من أي شئ آخر، هو إن مجزرة صيف عام 1988 التي إرتکبها النظام الايراني بحق 30 ألف سجين سياسي باتت بعد الموقف الرسمي الامريکي منها تأخذ طريقها لقوننتها دوليا ضد النظام.
وأمام هذه الاسباب التي تثير قلق وخوف النظام الايراني، فإنه يجب إنتظار وتوقع أن يبادر هذا النظام لسلوك منحى جديد يحاول من خلاله رکوب الموجة أو التناغم والانسجام معها بغية بقائه وإستمراره، ومن الواضح إنه”أي اللنظام الايراني”مستعد لکل شئ من أجل ضمان بقائه وإستمراره وهو يقدم کل أنواع التنازلات بشرط بقائه وهذا ليس بغريب عليه بعد الاتفاقيات الهزيلة والمشبوهة والمخزية التي عقدها مع روسيا والصين من أجل عدم سقوطه.
المطلوب هو ليس مجرد اتخاذ موقف سلبي غير مکترث بهذا المنحى الجديد فقط من جانب دول المنطقة، وانما عليهم أيضا أن يتخذوا موقفا يتفق ويتناسب مع مصالح وطموحات شعوب وبلدان المنطقة، وان المنحى الجديد للنظام الايراني يعتمد من ضمن مايعتمد على إتجاه خاص يعمل من أجل دق اسفين بين هذه الشعوب والدول من جهة، وبين المقاومة الايرانية من جهة ثانية، من أجل وقف تقدمها وتألقها وتحقيقها لإنتصارات سياسية مشهودة لها، ذلك أن تقوية العلاقة بين شعوب وبلدان المنطقة وبين المقاومة الايرانية انما يصب في مصلحة شعوب وبلدان المنطقة والسلام والامن والاستقرار فيها، کما انه يخدم آمال وتطلعات وطموحات الشعب الايراني ويمنحها الامل والتفاؤل بالمستقبل، والذي لابد من التأکيد عليها هنا هو ضرورة أن لاتنسى نلدان المنطقة دورها المنتظر من أجل دعم المبادرة الکندية بشأن إدراج مجزرة عام 1988 في لائحة قرار يدين النظام الايراني وينصف المظلومين والمتضررين، فصدور هکذا قرار يخدم المصالح العليا ليس للشعب الايراني فقط وإنما لشعوب المنطقة والعالم أيضا.