18 ديسمبر، 2024 9:16 م

ملاحظات على مقالة السيد علي المؤمن – تحولات في حزب الدعوة

ملاحظات على مقالة السيد علي المؤمن – تحولات في حزب الدعوة

تعقيبا على مقالة السيد علي المؤمن حول التحولات في حزب الدعوة الاسلامية التي ارى انها افتقرت الى الجرأة والصراحة على عكس ما هو معهود بالسيد علي المؤمن من وضوح الرؤيا وهو من الدعاة الاوائل الذين يفترض بالدعوة ان تستنير برايهم والوثوق بتحليلاتهم .
ما تطرق اليه السيد المؤمن من موروث تاريخي لحزب الدعوة صحيح ولا غبار عليه وهو ما جعله يكتسب وفي مرحلة قصيرة هذا الجذب الهائل لالاف الشباب المؤمن الذي كان يرى نفسه ضائعا بين النعرات القومية والاحزاب الاممية .
اما عند استعراضه لمرحلة استلام الحزب للسلطة فقد كان خجولا في طرحه واوعز لاسباب بسيطة غياب الوعي المفروض في الاشخاص الذين تولوا السلطة ومسكوا بزمام الحزب والدولة .
ان الاسباب الحقيقية هو انحراف من استلموا السلطة عن مبادئ الدعوة وقيمها وتنكرهم للنخبة من الدعاة وابعادهم قدر الامكان عن الساحة السياسية ثم بدا التصنيف بابعاد النزيهين والاكفاء من الدعوة تدريجيا حتى بقي فقط الذين لاقيم لديهم سوى جمع المال وترك الناس في بؤس وشقاء دون الاهتمام بهم . واعتقد ان ماتعرض له السيد المؤمن من الذي جعل نفسه قياديا في حزب الدعوة علي الاديب خير دليل على تنكر من استلم السلطة في غفلة من الزمن على هذا الاستعلاء الذي يتنافى مع المبادئ البسيطة لحزب الدعوة عندما قال الاديب قولوا لعلي المؤمن ان يتصل بي ؟؟؟ ولم يكلف نفسه بان يتصل بالسيد المؤمن وهو يعرف منزلة علي المؤمن بين الدعاة لان الان اصبح له شان في الحكم الجديد !!! .
كنت اود من السيد علي المؤمن ان يشخص الظاهرة الاستعلائية التي انفرد بها المتسلقين على حزب الدعوة والتي انذرت الى اخطاء وهفوات متعاقبة وهذا ماحصل فعلا بحيث من يقول انه من حزب الدعوة او مؤيدا له يصبح مشبوها ويتهم بالسرقة واكل السحت الحرام .
ان التقييم واعادة التقييم تتطلب سرد الحقائق والوقائع كما هي لا ان نوعز الفشل الى حركات اعلامية مناهضة او هفوات بسيطة .
لازال شهداء الدعوة الاوائل ابتداء من السيد الصدر الى عارف البصري الى قبضة الهدى الى العلماء الاعلام وشباب الدعوة الذين لم يتهاونوا مع النظام البائد لازالوا يذكروا بالخير ويدعو الناس لهم بالرحمة . واذا كنا نقول بانهم لم يستلموا السلطة فهناك من هو ليس من حزب الدعوة او اي حزب اسلامي يعتبر خالدا في ذهن الشعب وحتى المتدينين منهم وهو الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم .وبعد مرور خمسون عاما لازالت ترفع صوره الاجيال التي لم تعش زمنه.
ان الهفوات الجسيمة التي وقع بها الحزب عند استلامه للسطة ليست هفوات يمكن اصلاحها وانما باستئصالها فهل في ادبيات حزب الدعوة ان ينعم ابن امينها العام واصهاره وانسابه بمليارات الدولارات والشعب يبحث في القمامة لياكل؟ ! وهل من القيم ان يعتلي الامين العام وهو رئيس الوزراء ليقول ( بعد ما ننطيها ) وهو يدعو الى الديمقراطية و استلام السطة بالانتخابات النزيهة! .
كان على السيد المؤمن ان يصارح الدعاة بالفساد المالي والاداري والسياسي والاخلاقي الذي انتهجته هذه الشرذمة الذين حسبوا ظلما وبهتانا على اشرف حزب تاسس على يد اشرف الناس .
اخي علي المؤمن ارجو ان يكون صدرك رحب وتاخذ ما ذكرته بموضوعية وان يكون قلمك سيف على المفسدين فحزب الدعوة لايستحق هؤلاء التوافه الذين سرقوا البلاد والعباد وشوهوا صورة الحزب التي بحاجة الى اكثر من عقدين من الان لاظهار صورته الحقيقية كما اراد لها الشهداء الاوائل وابراز وجوه جديدة تقوم برفض هذه الوجوه العفنة .