23 ديسمبر، 2024 2:51 م

ملاحظات عابرة على لقاء السيد باقر جبر الزبيدي في قناة البغدادية الفضائية

ملاحظات عابرة على لقاء السيد باقر جبر الزبيدي في قناة البغدادية الفضائية

بالرغم من عدم متابعتي لقناة البغدادية الفضائية وبرامجها التي اعتبرها قد خرجت عن المعيار المهني والأخلاقي , إلا أنّ ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن لقاء السيد باقر جبر الزبيدي في برنامج حوار عراقي في 10/5/2014 , قد دفعني لمشاهدة هذا اللقاء , كجزء من اهتمامي في متابعة التطورات السياسية على الساحة العراقية , ومما شدّني في هذا اللقاء , الصراحة التي تحدّث بها السيد باقر الزبيدي , والتي عكست حقيقة خطاب كتلة المواطن بقيادة السيد عمار الحكيم , وبالرغم من حرص السيد باقر الزبيدي على الظهور بمظهر الرجل الوطني الحريص على مستقبل البلد , إلا أنّ هذا الحرص المفتعل لم يستطع أن يخفي حقيقة وجوهر خطاب كتلة المواطن القائم على منع وعدم تمكين رئيس الوزراء نوري المالكي من تشكيل حكومته الثالثة .
فالدعوة التي اطلقها السيد الزبيدي في التوّجه نحو تشكيل التحالف الوطني الجديد , ومن قبله السيد عمار الحكيم , تتمحوّر حول ثلاث نقاط جوهرية رئيسية :
النقطة الأولى : أن ترّشح الأطراف الثلاث الرئيسية , المواطن والأحرار ودولة القانون أكثر من مرّشح لرئاسة الوزراء , وهذه النقطة الجوهرية بالذات تشّكل محور هذا الخطاب , فوجود مرشح ثان لتحالف دولة القانون , يتيح لهم فرصة استبدال نوري المالكي الذي أصبح كابوسا يطاردهم في أحلامهم .
النقطة الثانية : أن يتحوّل هذا التحالف الجديد إلى مؤسسة ومطبخ لصناعة القرارات السياسية الستراتيجية , وتجريد مجلس الوزراء من صلاحياته الدستورية في رسم السياسات العامة للدولة وتحويله فقط إلى أداة لتنفيذ قرارات التحالف الوطني الجديد , وبهذا يصبح رئيس مجلس الوزراء مجرد أداة لتنفيذ رغبات الأطراف التي تشّكل هذا التحالف .
النقطة الثالثة : أن يقوم هذا التحالف على مبدأ ( التفاهمات ) , حيث يلغي هذا المبدأ تماما الثقل الحقيقي لكل طرف وما حققه من نتائج في الانتخابات البرلمانية العامة , وبموجب هذا المبدأ يتساوى الجميع بغض النظر عن عدد المقاعد التي حصل عليها كل طرف في هذه الانتخابات , حتى وإن حصل ائتلاف دولة القانون على ضعف مقاعد المواطن والأحرار مجتمعين .
فهذه النقاط الثلاث هي جوهر الخطاب الجديد لكتلة المواطن , ومن يمعن النظر فيها سيجد أنّها جميعا تلتقي عند هدف واحد لا غير , هو منع نوري المالكي تحديدا من الوصول إلى رئاسة مجلس الوزراء , ولا عبرة لالتفاف الشعب حوله , وبغض النظر عن مشروعية أو عدم مشروعية هذا الخطاب والتوّجه , فإن السيد باقر الزبيدي يعلم جيدا قبل غيره , إنّ هذه الشروط سترفض جملة وتفصيلا من قبل تحالف دولة القانون , بل وحتى أنّ لا أحد سيهتّم بها , لكّنه يسوّقها للرأي العام كتبرير لمشروعهم القادم في إحياء تحالف أربيل المعادي لنوري المالكي , فالاتفاق على إعادة إحياء هذا التحالف قد تمّ عند زيارة عادل عبد المهدي وأحمد الجلبي إلى أربيل خلال شهر آذار الماضي ولقائهم بمسعود البارزاني , وفي هذا اللقاء تمّ الاتفاق على كل شئ ووضعت الخطوط العريضة لهذا التحالف , وكاتب هذه السطور سبق له أن أشار إلى هذا اللقاء قي مقال منشور على بعض المواقع العراقية في 11/3/2014 تحت عنوان (( تآمروا على بعضكم البعض ولكن ليس على حساب الوطن )) , وفي مقال آخر في 8/4/2014 تحت عنوان (( عمار الحكيم ومقتدى الصدر يختارون شركائهم لتشكيل الحكومة القادمة )) .
فالواضح جدا أنّ كتلتي المواطن والأحرار قد عقدتا العزم على السير قدما تحت مظلة تحالف أربيل , وبالرغم من كل المبالغات التي ساقها السيد باقر الزبيدي في حديثه لقناة البغدادية , وخصوصا فيما يتعلق بعدد المقاعد التي يتوقع أن تحصل عليها كتلة المواطن , لكنّه لم يستطع أن يخفي فوز تحالف نوري المالكي الكاسح في بغداد وعموم محافظات الجنوب والفرات الأوسط في هذه الانتخابات , وإن حاول أن يشكك بنزاهتها , والرسالة الوحيدة التي أراد السيد باقر الزبيدي إيصالها من خلال هذا اللقاء هي مايلي ( على تحالف دولة القانون أن يذعن لإرادة كتلتي المواطن والأحرار حتى وإن حصل على ضعف عدد مقاعدهم مجتمعين , وأن يذعن نوري المالكي لإرادة السيدين عمار الحكيم ومقتدى الصدر ) .