23 ديسمبر، 2024 10:21 ص

منذ فترة وانا اتابع ماتنشره النُخب المثقفة, واقصد بها المتصدية للشأن العام, رأياً وتحليلاً, في الصحف, ومواقع التواصل, وحتى الإعلام, واستطيع تدوين بعض الملاحظات:

– من السهولة معرفة الطائفة التي ينتمي لها الكاتب, بقياس سكوته عن جرائم بعض ابناء طائفته, وتَرَصده لما يقوم به بعض مجرمي الطائفة الأخرى.

-متخندقين خلف طوائفهم, يحاولون تقديم انفسهم كمدافعين شرسين عن حقوق الطائفة, والأخرى تنعم بمثقفين وصوليّن, همّهم ايصال صوتهم للنخبة الحاكمة, للحصول على مكاسب من نوع ما.

-كِلاهما يَكتُب بهدف ايصال صوته لنُخَّبه التي في السلطة, وليس للشارع الذي ينتمي له طائفياً.

-كثيرة هي مساجلاتهم وردودهم الشخصية, بعضهم على بعض, لأثبات احقية ما, او بث مظلومية هَضَمَها الطرف الآخر, يستخدمون فيها العبارات الرنانة والمصطلحات الثقافية المُدعمة بنظريات وحكايات تاريخية في استعراض ضيق للعضلات المعرفية؛ يُبرهن على ماتتمتع به هذه النخب من عُقد ونرجسية.

– ترتفع اصواتهم بمناسبة جريمة تمس طائفتهم,  يتمتعون بخيال واسع في إختلاق القصص التي تُدين الطائفة الأخرى وتنسِب الجريمة لها, صماً بكماً عُمياً, حين تتعرض الطائفة الأخرى لجريمة من نوع مُماثِل, هذا إذا لم -وكثيراً مايحصل- يبرروا للجريمة بنوازع شتى, الى الدرجة التي تجعلهم يتمتعون -على حد تعبير القانون- بالقصد الجُرمي!.

-يشتركون -والحق يقال- الى حدّ ما في إدانة الفساد.

-على مدى احد عشر عاماً, لم يتفقو ولم يبلورو مبادرة وطنية تُدين الطائفية بصورة شاملة, مما يجعلهم خارج دائرة التأثير والأصلاح المجتمعي, او كجزء من مُبادرة للسلم الأهلي. هذا الدور اضطلع به الناشطين المدنيين, رغم كل العراقيل الحكومية التي واجهتهم.

-نخب كهذه جزء من المشكلة, ولاتنتمتي لأي حل ايجابي, ينبغي ان توضع على الرف وتطوى صفحتها البائسة.
-بالتأكيد هناك استثناءات, والأستثناء لا يُقاس عليه.

هذه النُخب بِنت واقعها الطائفي, وليس بمقدورها التغريد خارج قواعد اللعبة السياسية المُحاصصاتية, لأنه لن يكون لها اي دور بارز ولن يلتفت لها احد ذا قيمة وجاهية اومادية!.

اعلم جيداً ان البعض سيُفتش عن طائفتي ليُهَمشني. واقول بفخر بأني -ومنذ زمن بعيد- نزعت لباسي الضيق ورميته في تنور من الطين, ثم اكتشفت كم هو جميل ان تكون بِلا لباس دائماً !.