نشيرُ اولاً أنّ دولاً عظمى وكذلك دولاً اوربية وايضا العديد من دول العالم الأخرى الأجنبيةُ منها والعربية ” إنْ لم تكن جميعها ” والتي اعلنت عن تأييدها لإفشال الأنقلاب العسكري والقضاء عليه , فلو كان الإنقلاب قد نجح واُطيحَ بحكومة اردوغان , فذاتَ هذه الدول كانت ستبعث ببرقيات التأييد للقادة الإنقلابيين , وهذا هو ” النفاق الدولي – HYPOCRICY ” .خلافاً لما ذكره العديد من المحللين وبعض وكالات الأنباء والمصادر الإخبارية منْ أنَّ المحاولة الإنقلابية جاءت كردِّ فعلٍ على التغيّرات التي طرأت مؤخرا على السياسة الخارجية التركية , وخصوصاً التقارب او إعادة العلاقات مع روسيا واسرائيل والتلميح لتحسين العلاقة مع سوريا , فأنّ اعداد الأنقلابيين وانتشار تنظيمهم في القوة البحرية والجوية وفي مختلف صنوف القوات البريّة بما فيها بعض الأجهزة الأمنيّة , فلا يمكن بتاتاً تأسيس هكذا تنظيم خلال فترة الأسبوعين – ثلاثة اسابيع التي بدأت فيها ملامح تغيرات السياسة الخارجية في الظهور ! ومن الواضح أنّ التنظيم الأنقلابي كان يجري طبخه على نارٍ هادئة ومنذ وقتٍ ليس بقصيرفي العاصمة انقرة واسطنبول وحتى في قواعد القوة البحرية . السبب الستراتيجي لتمكّن قادة الأنقلاب من تنفيذه يعود الى الفشل الذريع لأجهزة المخابرات والأستخبارات العسكرية التركيّة في كشفه مسبقاً , وحتى في زرعِ عملاءٍ داخل التنظيم , وما يلفت النظر بزاويةٍ حادّة هو اعلان الرئاسة التركية عن إقالة الآلاف من السلك القضائي ومن بينهم المئات من القضاة ! وهذا ما يدعو للتساؤل والدهشة اذا ما كان لإنقلابٍ عسكريّ حاجة ما للتغلغل داخل السلك القضائي .! قد تتراءى في الأفق السياسي أنّ حمّى الربيع العربي ” الخريفي ” هي سريعة العدوى والأنتشار ولعلها غدت في حالة الأنتقال الى مرحلة ” الربيع الأقليمي ! ” وهذا لا يشمل تركيا وحدها .! بقدر تعلّق الأمر بالسياسة الخارجية التركية , ففي حالة نجاح المحاولة الأنقلابية وحتى بعد إفشالها فمن المتوقّع حصول متغيراتٍ جديدة على صعيد علاقة تركيا بدول المنطقة وحتى مع الولايات المتحدة ولو بشكلٍ نسبيّ على الرغم من عدم معرفة الفائز او الفائزة في انتخابات الارئاسة الأمريكية المقبلة .