23 ديسمبر، 2024 1:31 م

ملاحظات انتخابية..والاختيار الافضل

ملاحظات انتخابية..والاختيار الافضل

ان المراقب للتغيرات التي مرت خلال السنوات العشرة الماضية من التغيير الذي قلب نظام الحكم في العراق من نظام دكتاتوري مستبد الى نظام ديمقراطي متعدد يلاحظ ان التحول الى الحالة الايجابية صار واضحا يوما بعد يوم وانتخابات بعد اخرى وهي بالنسبة للمواطن صارت متميزة بشكل كبير بينما بالنسبة للسياسي صارت مفهومة ولكنها لا تعطى الاولوية في التطبيق لانها في كثير من الاحيان تقيد المصالح والمكاسب التي تجنى.. لذلك صار تفاعل المواطن اقوى واعظم من السياسي في شرب مفهوم الديمقراطية والتعامل بها وعلى ذلك نلاحظ والى الان بعض السياسيين المخضرمين يتعاملون مع الناخب العراقي قي عام 2013 وكانه يتعامل مع الناخب عام 2006  ولم يغير ادواته لانه يعتقد ان المواطن العراقي ما زال هونفسه لا يفهم الا لغة العاطفة الدينية والتوجيه الجمعي والسوق كالقطيع …..كما قال لي احد الصحفيين انه نصح احد كبار المسؤولين قائلا له انك يجب التوقف عن الدفع باتجاه الغاء الحصة التموينية لانها تؤثر على شعبيتك …فاجاب لا يهمك هذا ….فان الشعب العراقي يمكن تغيير افكاره ببضع تصريحات في الايام القليلة قبل الانتخابات …نتائج الانتخابات الاخيرة اثبتت فشل نظريته حيث لم يحصل على ربع الاصوات المتوقعة …وان الشعب لن ينقاد كما كان بتصريحات  كما كان يتوقع او ينقاد بفتاوى بعض المرجعيات السياسية والدينية الا النذر القليل منهم من ذوي المستوى الحضاري البسيط
فلو استعرضنا بعض الملاحظات على الحملة الدعائية الانتخابية لمجالس المحافظات والتي انتهت قبل ايام (باستثناء الانبار ونينوى) يتبين لنا صدق ما ذهبنا اليه لذلك نود ان نبين ان كل ما نذكره هو لا ياتي من باب  التجريح بل ينطلق من النقد البناء لغرض التصحيح والاصلاح والمساهمة في البناء لان بلدنا اليوم بحاجة الى كل الايادي لتساهم كل من موقعها في الدفع باتجاه الامام.((ان اريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله ….))
• فملاحظة جولات بعضى القادة السياسيين في المحافظات وهم يصرحون بتصريحات لا تمس الواقع العملي المعروف عنهم بصلة يدل على انهم لم يرتقوا الى الان لمستوى فهم المواطن البسيط والا ما الذي جعل بعض الحاضرين او المدعوين في احد التجمعات يهتفون بتكذيب من كان يتحدث على المنصة  وهذا دليل على خطا قراءته للواقع الذي ارتقى له مستوى الفهم لدا المواطن العراقي فكان يتحدث لهم ويوعدهم وهم يفهمون ان التنفيذ لا يتجاوز المنصة الواقف عليها
• ثم ياتي بعض الجمهور على الفضائيات ويعلنون اننا حضرنا التجمع الفلاني لانهم وعدونا بان في هذا التجمع هناك لجان للتعيينات فاتينا بفايلات التعيين ولم نحضرلتاييد القائمة ونحن غير مكترثين بها
• وحالة اخرى تلاحظ احدى القنوة الفضائية تذيع اغاني خاصة بالانتخابات لتحشيد جمهورها من كلماتها
اشرد لا يسمعونك ….على كبرك يدلونك
على حدهة ترة مجندين….. تذب روحك يضيعونك
          واضح من كلمات هذه الاغنية نوع الخطاب (المليشياتي)..فلا ندري هل انه يخاطب ابناء بلده ام يخاطب عدو   
          خارج الحدود
• وقنوات فضائية تخلط بين صور للرمز وصور للمرجع الديني السيد علي السستاني دام صله وكانها تقول ان رمزنا هومؤيد من قبل المرجعية 
واذا ما تجاوزنا الفضائيات وانتقلنا الى الشارع لملاحظة الدعاية الانتخابية في الساحات والمناطق العامة فاننا سنلاحظ الكثير جدا من القوائم او المرشحين الذين يسيرون الى الان على اللغة الخطابية التي تجاوزها الناخب .
1. ففي احدى لوحات الدعاية الانتخابية يكتب احد المرشحين بجانب صورته عبارة (انا لا اتقدم على المرجعية ولا اتاخر….) وهذه الاخرى تخاطب البسطاء بقولها المرشحة العلوية ام فلان .. وهذا النوع من الخطاب يدل ضمنيا انه مرشح المرجعية وانه سيمثل مذهب لا شعب 
2. اخر يرتدي ملابس رياضية ((وكرشه قد تقدم على صدره )) ويكتب بجانب صورته ((المنقذ في الربع ساعة الاخيرة من الشوط الثاني )) ولا ادري هو يخاطب من ؟؟؟ واي شوط يتحدث عنه وكيف ينقذنا ؟؟؟
3.  احدى المرشحات للانتخابات تدخل الانتخابات معتمدة على شعبية حماها وليس على ما تريد ان تقدمه للجمهور في المحافظة حيث كتبت المرشحة ام فلان زوجة فلان اخو الشيخ فلان
4. ومرشحة اخرى تكتب بجانب صورتها انها حصلت على شهادتي اعدادية بفرعيها العلمي والادبي(ونحن لا ندري كيف يحصل هذا قانونا…..ثم ما اهمية ان يحصل المرشح على شهادة الاعدادية بفرعيها بالنسبة للجمهور)
5. واخرى عضوة برلمان تطلب من جمهورها انتخاب زوجها واخيها …لا لانهم مهنيون واقوياء في ادائهم لا….. فقط لانها هي معروفة …. (يعني الخاطري انتخبوا زوجي واخي )
6. وقائمة اخرى كانت رسالتها الانتخابية القصيرة (اوصيكم بالعراق) فيبادر لذهن المقابل ان صاحب هذا الشعار قد شد الرحال للمغادرة …او انه اكثر حرصا على العراق من غيره فيوصيهم به
7. بينما يظهر احد الرموز في احدى القوائم وكانه قد لف نفسه بالعلم العراقي ليظهر للجمهور تمسكه بهذا العلم ورمزيته او يظهر للناخبين حسه الوطني العالي ….
8. او مرشحة كتبت ((صوت لمن تريد فصوتك لن يذهب بعيد عنا …)).انا لا اعتقد ان احد من الجمهور فهم هذه الرسالة
نعود لنؤكد بعد هذا العرض السريع لاهم الملاحظات في الحملة الانتخابية الاخيرة ….ان هذا النوع من الخطاب الذي فيه عدم فهم حقيقي لعقلية المتلقي يجب ان تتجاوزه الكتل السياسية وذلك لان الجمهور قد تطورت ذهنيته وازداد الوعي السياسي وانه طالما يقارن بين ما قدمه المرشح له سابقا وما يسعه ان يقدمه اليوم ….. كما قلنا ان التغيرات في الساحة السياسية والتقلبات لها اثرها في عقلية الناخب ربما اكثر من عقلية السياسي ولهذا تقريبا كل الذين رفعوا شعارات في حملتهم الانتخابية الاخيرة تنطلق من نفس الرؤيا والعقلية التي اعتمدت في السنوات الماضية لم يحققوا نتائج جيدة في هذه الانتخابات ….وايضا من ملاحظة النتائج يتبين ان اكثر الفائزين هم من نشطاء المجالس السابقة والذين تميزوا بقوة نشاطهم المهني على مستوى مجالس المحافظات او على مستوى المجالس البلدية ولاحظنا ان هناك من فاز في هذه الانتخابات ولم نلاحظ له حملة دعائية واضحة في الشارع لكنه حصد اصوات كثيرة.
ولذلك نحن من منطلق وضع اليد على ماهو يحتاج الى تصحيح ومن منطلقات عملنا في المساهمة في بناء هذا البلد والمساعدة في تعديل مسارات الديمقراطية في العراق ندعو كل الكتل السياسية والمرشحين في اي انتخابات قادمة ان لا يعودوا للمربع الاول ويستخدموا نفس المنطلقات في مخاطبة الجمهور لان الوعي السياسي اليوم في وضع النمو المتصاعد