18 ديسمبر، 2024 5:11 م

ملاحظاتٌ خاصّة عن مؤتمر دول الجوار

ملاحظاتٌ خاصّة عن مؤتمر دول الجوار

الملاحظة رقم 1 التي تتصدّر رفيقاتها من الملاحظات الأخريات , هي أنّ سوريا غير مدعوّة لحضور هذا المؤتمر , بالرغم من انها دولة مجاورة وملاصقة ” وبخصوصية نوعيّة ” , عدا أنّ فصائل عراقية مسلّحة تقاتل في سوريا الى جانب الحكومة السورية , وبالضد من ارادة الرئاسة العراقية الحاليّة .

لا ريب أنّ حكومة الكاظمي في تهيئتها وإعدادها لمتطلّبات المؤتمر , قد حسبتها جيداً في أخذها بنظر الإعتبار لعدم قبول معظم رؤساء الدول المشاركة في المؤتمر في الجلوس مع رئيس الوفد السوري سواءً كان السيد بشار الأسد او مَن يمثّله , جرّاء العلاقات الدبلوماسية والسياسية المقطوعة مع دمشق وما يثيره ذلك من حسّاسية مفرطة , قد تؤدي الى عدم انعقاد المؤتمر او عدم مشاركة القادة والزعماء العرب بصورةٍ او بأخرى .!

إتّصال الرئيس الفرنسي ماكرون هاتفياً بالسيد الكاظمي طالباً المشاركة وحضور المؤتمر , فذلك يمثّل دعم فرنسا ” نيابةً غير مباشرة عن دول الإتحاد الأوربي ” لرئيس الوزراء العراقي في احتمال تجديد ولايته , حيثُ يبدو أنّ توقيت عقد المؤتمر قُبيلَ فترةٍ قصيرةٍ من موعد الإنتخابات له علاقة بذلك , ايضاً فإنّ الإستجابة السريعة لمعظم قادة الدول لحضور المؤتمر , فإنّها تصبُّ في ” خانة ” الدعم للكاظمي اكثر منها من اهداف انعقاد هذا المؤتمر في جوانبه الأمنيّة والسياسية والإقتصادية .

في ملاحظةٍ اخرى وملفتة للأنظار وتكاد تغدو بشكلٍ مجسّم ! فكانَ ومافتئَ من الخطأ البروتوكولي الذي يصعب ان يُغتفَر ! هو تسمية المؤتمر ” بمؤتمر دول الجوار ” حيث من المفترض ان تشارك مصر والإمارات وقَطر في هذه القمة , وايّاً منها لا تمتلك حدوداً مشتركة مع العراق , ولا حتى قريبة جغرافياً .! ولعلّه كان من الأنسب تسميته ” بمؤتمر دعم العراق ” او سواه من التسميات الأخرى , وما اكثرها في القاموس السياسي العربي .

الظروف مؤاتية جداً في المشاركة العربية مع العراق وتوجّهات حكومته للعودة العجلى لمحيطه العربي وذلك في ظِلّ : –

· ارتفاع حدّة التوتر في الخليج العربي وعلى كلتا ضفتيه !

· قيام طهران بقطع امدادات الكهرباء عن العراق مؤخراً ” ممّا يسبب احراجاً وارباكاً لحكومة الكاظمي ” , بجانب ما يسببه ذلك من اضرارٍ جمّة للشعب العراقي , وقد قطعت ايران ” في الآونة الأخيرة ” مياه عدد من الأنهار التي تصب في العراق , وما يرتّبه ذلك على العراقيين وخصوصاً في المناطق الجنوبية من العراق .

لوحظَ كذلك اهتمام وتركيز وزارة التخطيط العراقية في إعداد آليّات المؤتمر , اكثر ممّا مفترض ان تقوم به وزارة الخارجية , بالرغم من المتطلبات الفنية والإدارية ذات العلاقة بالمؤتمر والوفود المشاركة .

ولعلَّ الملحوظة غير الملحوظة كليّاً , هي عدم تعليق او ترحيب الأحزاب الدينية ” المهيمنة على مفاصل السلطة ” على انعقاد المؤتمر وقدوم العرب الى بغداد . وهنا تحديداً لا ينبغي الإستشهاد بمقولة < السكوت علامة الرضا > بل قد يمثّل عدم الإرتياح , وعدم القدرة على البوح برفض هذا الحضور العربي الى العراق , وذلك صعبٌ للغايةِ او اكثر .!