18 ديسمبر، 2024 8:46 م

ملابسنا تعكس هويتنا

ملابسنا تعكس هويتنا

في كل مرة نختار الملابس التي نرتديها بعناية ، لكونها تمثل الرسالة التي نريد توصيلها للاخرين . اضافة الى انها تعكس وسامتنا وهويتنا الشخصية.
إن إرسال رسائل ذات مغزى من خلال اللباس هي إحدى الوسائل المهمة لتأكيد شخصيتنا والتي من خلالها ننجز اعمالنا اليومية ، ونتوسم منها النجاح في مسيرة حياتنا وتحقيق اهدافنا .

لقد كانت للملابس وظيفة أساسية ومفيدة تتمثل في تغطية البدن وحمايته من الأنظار ، ومن تأثير قساوة المناخ ، ثم تحولت من الإطار الوظيفي العملي هذا إلى هوية تعبر عن شخصيتنا وتوجهاتنا .

اللباس والهوية
في بداية القرن الماضي ، كتب الفيلسوف والعالم الاجتماعي جورج سيميل أن الموضة لها هدفان: التعبير عن النفس بشكل فردي من خلال الملابس . . والرغبة بالانتماء إلى مجموعة ما ، وهذا هو الجانب
الاجتماعي منها .

اللباس الذي نرتديه يلفت الانتباه من النظرة الأولى، ومن خلاله يمكن معرفة مستوى الشخص الذي يلبسه في أي مكان .

والزي العصري يعكس ثقافة الإنسان وهويته والمحيط الذي يعيش فيه وكذلك نمط حياته . اما الزيَّ التراثي فيمثل انتماءه الاجتماعي والتاريخي والديني .
يرى بعض الشباب والشابات ان الزي التراثي التقليدي قد ولى عصره ، ويبقى استخدامه ضمن قاعات المعارض والعروض الفنية، أو في بعض المناسبات الوطنية والحفلات الثقافية .

ان ما نرتديه من ملابس يتأثر بعمرنا وجنسنا وطبقتنا الاجتماعية والفكرية والمستوى الاقتصادي .
اي ان الملابس تعبر عن ما نحن عليه في الواقع .

وتعد الأزياء على مر الزمان سجلاً يحفظ بين طياته عادات الأمم وتقاليدها . والأزياء أهم وسيلة للكشف عن تراث الشعوب بمختلف الأزمان وإن اختلفت أشكالها وألوانها، وهي بذلك تعبـر عـن مراحـل تاريخية مهمة .

إننا نعلم جيدا ان اختيار الملابس التي نرتديها سيؤثر على إدراك الناس لنا ، وكيف نرى انفسنا من خلالها .

ولكن هل بالامكان الحكم على الناس من خلال ملابسهم ؟ وكيف يرانا الآخرون من خلالها .
ولهذا من المهم أن ننتبه للملابس التي نرتديها لانها اصدق تعبير عن شخصيتنا وذواتنا .

الموضة
ان اغلب دور الازياء والموضة يصممها الرجال ، فهل يصمم الرجال الموضة للنساء على وفق احتياجاتهن لابراز شخصياتهن وانوثتهن . ام ان هناك من يحاول الكشف عن مفاتن النساء تحت مسمى الموضة ،فيتم تصميم الملابس الفاضحة ، المنافية للذوق العام احيانا ؟
وعلى العموم فان مسألة الحشمة او العري تعود الى مدى تقبل الناس لها .
احيانا تجري النساء وراء الموضة بغض النظر عن ارائهن وافكارهن . واحيانا تلبس النساء ملابس مخالفة للموضة العصرية كالنقاب مثلا !
وفي هذه الحالة فان بعض المجتمعات لاترى في النقاب مجرد ملابس شخصية او تراثية كملابس الهنديات او اليابانيات ، وانما ينظر الى ماوراء هذه الملابس ، فهناك رجال وافكار متطرفة تدفع النساء الى ارتداء مثل هذه الملابس . ومن ذلك يرى البعض ان النقاب مظهر عدائي اكثر مما هو زي نسائي .
وبالمقابل فان الملابس الفاضحة تدل على نوع مستهجن من النساء الراغبات في عرض اجسادهن دون مراعاة لنظرة المجتمع او البيئة السائدة . وفي كلتا الحالتين يصبح الزي نشازا ويعطي رسائل متناقضة وغامضة !

وهذا ينطبق على الرجال ايضا من خلال الملابس الذكورية او القريبة من ملابس النساء مع الاكسسوارات واقراط الاذن والاساور والاحذية الغريبة ، والوان القمصان او الاثواب ، وكثير من الناس يرونها معيبة لاتليق بالرجال .
ولذلك فان الموضة او الزي عبارة عن الإدلاء ببيانات عن أنفسنا وهوياتنا وتوجهاتنا الحقيقية .
بعض النساء يرتدين الحجاب لتغطية رؤوسهن وشعرهن .
ويُنظر إلى الحجاب على أنه علامة على التواضع ، ورمزًا للعقيدة الدينية ، ولكن لا يتفق الجميع مع هذا الرأي .
ولم تسلم ملابس السباحة من هذا الجدل حيث نجد في الشواطئ خليطًا متنوّعًا من الملابس، وتختلف مساحات التعرّي من شخص لآخر حسب معتقداته وبيئته ومقدار الحريّة التي يضعها لنفسه أو حتى ما يفرض عليه غصبًا من المجتمع .

نشاهد اليوم دورا للأزياء خاضعة كليا لسيطرة الشركات.. هذه الشركات التي تنتج الموضة تعتبرها صناعة كغيرها من المنتجات الرائجة .

وعلى العموم فأن المظهر العام والشكل المناسب الجميل يعكسان السلوك الحضاري لأي رجل او امرأة فمن يكون انيقاً بين مجموعة من الناس نتوقع منه الاناقة في سلوكه ، وهذا الانسان يكون محط اعجاب وثناء الجميع .
وهكذا نرى ان الملابس تعكس شخصية الانسان وجزء من هويته بشكل كبير .
ادهم ابراهيم