تصدّرت الأخبارُ اخباراً متفرقة وفي امكنةٍ متفرقة من مدن وبلدات سورية , عن اعمال وأحداث عنف شملت حرق وقتل واعتقالات , انّما ليس الأبرز فيها اعتقال رموز ومسؤولين عسكريين وسياسيين من النظام السابق , انّما شملت اعمالا انتقامية من بعضِ رموزٍ وشخصياتٍ بارزة من الطائفة العلويّة وحتى بعض المراقد والأضرحة الدينية ذات العلاقة المذهبية بالعلويين ” المقرّبين من النظام السابق ” ونظام بشّار وأبيه وعموم العائلة الحاكمة هم من العلويين , الذين يشكّلون الأقليّة في المجتمع السوري .
وعلى الرغم من التصريحات التي ادلت بها ” ادارة العمليات العسكرية ” بأنها تضمن حقوق الأقليات الدينية والعرقية , وسواءً كان ذلك دقيقاً او للإستهلاك المحلي والإعلامي , فتقتضي الإشارة اولاً : أنّ التنظيمات والتشكيلات العسكرية – السياسية التي استولت على السلطة في دمشق , فإنّ غالبيتهم إن لم يكن جميعهم , هم من المتطرفين والمُعبّئين فكرياً وسيكولوجيا بفلسفة التطرّف الديني او المذهبي , ويُلاحظ أنّ الغالبية العظمى منهم لا يتمتّعون بمستوىً اكاديمي او جامعي , كما بالرغم من ارتباطهم بقيادة هيئة تحرير الشام او ” بالشرع – الجولاني ” , إلاّ أنّ توزّعهم وتوزيعهم في مختلف المدن والمناطق الجغرافية السورية ” وبمختلف تشكيلاتهم المتنوعة والمتباينة ” , جعل الأمر يفتقد الى القيادة المركزية المتحكّمة في تفاصيل وجزئيات الحكم , بالرغم من انشغال وانهماك قيادة رئيسهم ” الجولاني ” ومَن بمعيّته في الجانب المتعلق بالسياسة الخارجية واستقبال وزراء وممثلي دول اجنبية وعربية , واجراء مقابلات مكثّفة مع وسائل الإعلام المتعددة المصادر .
إنّ من اولويّات أيّ ثورةٍ او سلطةٍ جديدةٍ تتولى مقاليد ومفاتيح .! الحُكم , فهو ما يتطلّب محاولة كسب عموم شرائح الجمهور و < دغدغة ومداعبة > مشاعرهم وعواطفهم الإجتماعية والسيكولوجية في اوّل الأمر .! او في بداية الفترة الأولى من الإستيلاء على السلطة , لكنّ ذلك لم يحدث , وسرعان ما أدّى الى اندلاع تظاهراتٍ متضادة وحتى بعض الإشتباكات المسلحة مع قوى او قوات السلطة الجديدة وتسرّب ذلك الى الإعلام , بالرغم من التغطية المتضادة لمعظم وسائل الإعلام الغربية والعربية لذلك .
الى الآن وبالرغم من مرورٍ اسابيعٍ قلائل على إسقاط نظام الحكم السابق وولادة وإنجاب السلطة الجديدة ” قبل موعدها الطبّي او الصحي المفترض ” , فما برحت وما انفكّت الأوضاع في بلاد الشام غير مستقرّة وقابلة للإهتزاز غير المتدرّج .! , حيث اولاً انّ المجتمع السوري هو علماني بطبيعته ويتقاطع مع القوى الظلامية الشديدة التطرّف ” والتي تحاكي الحركة الطالبانية بسلوكياتها ” والتي عبّرت عنها قيادة ” احمد الشرع – الجولاني ” في اكثر من زاوية ستراتيجية – اجتماعية ” وتعمّدَ عموم الإعلام العربي والغربي في التغطية عنها وستر مفاتنها المقيتة على مستوى الشارع او الجمهور السوري , كما والى ذلك , فبالرغم من أنّ عموم الرأي العام العربي يلتقي مع التوجّهات المذهبية للسلطة الجديدة ” من الناحية الفنية – الدينية ” التصادفية كتحصيلٍ حاصلٍ وغير اختياريّ , لكنّ هذا الرأي العام او حتى عمومه في حالة تقاطع حادّ وجادّ ممّا يجري في الداخل السوري , وهو حالةٌ مبكّرة وسابقة لأوانها عبر التطرق والتحدث لمديات ديمومتها المفترضة , فضلاً عن ردودٍ افعالٍ ” قيد الإنتاج ” من جهاتٍ اقليميةٍ معروفة , تستغل وتستثمر الوضع الداخلي المتناقض , وبدت بداياتها في الورقة الكردية , وابراز احدى فصائل الكرد الى الواجهة عبر الدعم الإعلامي والمالي والتسليحي المكثّف … المضاعفات المحتملة القائمة والمتضادة مع الوضع الآني السوري , قابلة للتضخم والتعاظم بشكلٍ او بآخر ” وسيما بتبلور الموقف العمومي او الجماهيري للشعب السوري ” , ولا نزعم أنّ ادارة ترامب الجديدة في مطلع السنة الجديدة سيكون لها دوراً ستراتيجياً في قلب المعادلة القائمة او في بعضها .! , وسيّما ظهور التقاطع بين تركيا , وبين كل من ” قسد ” والقوى الكردية الأخرى وما بين هيئة تحرر الشام الحاكمة .!