منذ اول امس , وكإنعكاساتٍ فورية للحدث < Feed Back – التغذية المرتدّة ” في علم الإعلام ” > على السِنة ورؤى الجمهور, وبعضها جرت ترجمته التعبيرية عبر السوشيال ميديا اكثر منها في وسائل الإعلام ! ومن زواياً فكرية وسيكولوجية وسواها , فما فتئت تساؤلات تدور وكأنّها تفور! , دونما عثورٍ على إجاباتٍ تشفي غليل او تدنو من حافّات المنطق على الأقل .
واحدةٌ من ابرز تلكُنَّ التساؤلاتِ يتمحور حول ما معلن رسمياً من أنّ الإنتحاريين هم من الدواعش , وإذ سبق للجيش العراقي والشرطة الأتحادية والحشد أنْ لقّنوا التنظيم الداعشي ومقاتليه درساً مدوياً قضى على كيانهم وقوتهم العسكرية , فلماذا لم يفجّرا الإنتحاريان انفسهما على القوات الأمنيّة كعملية انتقام .؟ , ولماذا لم يحدث ذلك من قبل او بعد انتهاء العمليات الحربية في الموصل , علامَ الآن تحديداً , كما إلامَ كلا التفجيرين حدثا في وقتٍ واحدٍ بدلاً من ان يغدوا في ايامٍ منفصلة ومتقاربة بغية إحداث الضجيج والصدى الدعائي والإعلامي .!
ثُمَّ , ودونما تشكيكٍ ببيان او اعلان الأجهزة الأمنية بأنتماء كلا انتحاريين الى داعش , وما عززّ ذلك بأعتراف هذا التنظيم عن مسؤوليته المباشرة واعلان أسماء الشخصين المنفذّين < ابو سيف الأنصاري , محمد عارف المجاهد > , ويترآى أنّ الأسمين غير دقيقين .! , المقصود والمفقود في كلّ ذلك هو عن مدى امكانية ايّ جهةٍ مجهولةٍ ما ! بأصدار بيانٍ في شبكة الأنترنيت ونسبه لداعش في تبنّي القيام بالتفجيرات .!؟ , وهل في مثل هذه الحالة الإفتراضية – الممكنة , أن تزعل داعش .؟ وستنفي مسؤويتها في ذلك ؟ أمْ أنّ مثل ذلك قد يمدها بالغبطة والسرور .!
الى ذلك وما ابعد منه بكثير , نُشير : –
< منذُ اوّل انتحاريٍ من تنظيم القاعدة السابق وما اعقبه من عشرات العمليات المماثلة من هذا التنظيم او مرادفه الآخر داعش , فقد اعتادَ وأدمن الجمهور العراقي على سماع أنّ تلك العمليات التفجيرية تتمّ عبرَ حزامٍ ناسف , وبعض ذلك صحيح , لكنّ ما لايعرفه معظم الجمهور العراقي أنّ وسائلاً اخرى بديلة تتمّ من دون حزام , وبشكلٍ أدقّ فإنّ بعض الذين يتفجّرون او تتفجّر اجسادهم , يجري تفجيرهم عبر ” الريموت كونترول ” ومن مسافةٍ ما , ومن دون ان يعلموا أنهم سيتحوّلون الى كتلةٍ من النار واللهب .! , فالبعض يجري الباسهم بسترةٍ ملغّمة وبشبكة اسلاكٍ خاصة ترتبط الكترونياً بجهاز التفجير عن بُعُد , وبعضٌ آخرٌ يجري بتحميلهم بحقيبة يد ملغمة ويطلبون منه ايصالها الى جهةٍ ما , لكنّ ضغطة زرّ تحوّله الى اشلاء قد لا بقى منها ايّ اثرٍ من اللحم او العظام ! , وذات الأمر يجري ايضا مع السيارات المفخخة التي لا يعلم سائقوها بتلغيمها .! , كما أنّ هنالك وسائلاً اكثر واحدث تقنيّةً في عمليات التفجير , ولمْ نأتِ بجديدٍ هنا , فمثل هذه العمليات ” وعلى نطاقٍ واسع ” جرت في اواسط الحرب الأهلية اللبنانية او في مطلع ثمانينيات القرن الماضي , وقد اضحت من الوسائل التقليدية البدائية قياساً الى التكنولوجيا الحديثة واساليب القتل الجماعي بعد اربعين عاماً من تلك الأحداث في لبنان وربما سواها , وحقّاً فإنّ الشعب العراقي مسكين ولا شأنَ له في مثل هذه الحوادث والأحداث سوى ان يقدم المزيد من الضحايا والدماء , وتحتَ شعاراتٍ تتعلّق بالجنّة والشهادة والإستشهاد .! , بالرغم من أنّ الدواعش فعلوا ما فعلوا بما هو أسوأ واقذر واخطر مما جرى في ساحة الطيران .