في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي , حين كنتُ طالباً في الجامعة في انكلترا , تصادف أنْ كانت عطلة ” عيد الفصح – EASTER DAY ويسمى ايضاً بعيد القيامة , ذهبتُ حينها للتجولّ مع زميلتين لي في ساحة ” البيكاديللي ” وسط وسنتر لندن والتي تعتبر قِبلة السواح من مختلف دول العالم , تجوّلنا في ارجاء ” البيكاديللي ” وما يحيطها من شوارعٍ وفروعٍ متفرّعة وفيها – ما فيها – مّما يخطر ولا يخطر على البال اطلاقاً ايضاً .!اثناءَ وخلال مسيرنا او مسيرتنا على الأقدام في تلك المنطقة المكتظّه ” نوعياً وكميا ! ” , لا أدري كيفَ سقَطَتْ او وَقَعتْ رؤايَ على مفردةٍ او كلمةٍ مكتوبةٍ على واجهةٍ زجاجيّةٍ طويلة – FRONTAGE لمكانٍ بدا وكأنه صالة من حيث الحجم والمساحة , الكلمةُ هذه والتي هي تعريفية لإسم المكانِ او المحل كانت : < MECCA >
وكان واضحاً أنها ” مكّه ” .! , أثارَ ذلك فضولي الصحفي واستغرابي , تقدّمتُ قليلاً بأتجاهِ بوابة المحل الواسعة للتعرّفِ على طبيعة وماهيّة هذا المكان , فوجدتُ انها لممارسة الألعاب الألكترونية البريئة التي كانت تسمى آنذاك بِ ” فليبرز ” , سألتُ إحدى الطالبتين اللتين برفقتي عن المغزى والمعنى لكلمة ” MECCA ” فقالت : < إنها بلا شكٍّ إسمُ عَلَمْ , واظنها دخيلة على اللغة الأنكليزية الى حدٍّ ما > , فسألتُ زميلتي الثانية عن ذلك , فردَّتْ : < كيف تسألني عن مدينتكم المقدّسة وانت مسلم , هل تختبر معلوماتي التأريخية يا رائد .!؟ > , تركتُ الأمر على عواهنه ونسيته نسياناً مبينا .ومرّتْ السنوات , سنينٌ تتلو سنينا , وذات مرّه كنتُ اتصفّح قاموساً < انكليزي – انكليزي > لعدم ثقتي المطلقة وغير المطلقة بكافة قواميس ” انكليزي – عربي ” , وكان القاموس الذي بين يديّ امريكي الجنسية وقديم ويعود الى بدايات القرن العشرين , لكنه ثريّ للغاية في سرد تفاصيل المعاني والأمثلة , إسم القاموس HERITAGE ويعني ” التراث ” , وخلال بحثي عن إحدى المصطلحات القليلة التداول , وقع نظري على كلمة MECCA , تفاجأتُ بغرابة الكلمة اولاً , ثم عادت ذاكرتي وبسرعتي الضوء والصوت الى أسم الصالة في منطقة ” البيكاديللي ” ,
وكان الشرح والمعنى لِ mecca هو : < مركز نشاطات تجارية واقتصادية > , ثُمّ بتمعّنٍ لم يتجاوز ثانيةً ونيف ! , ادركتُ كيف كانت القبائل العربية قبل وبعد ظهور الأسلام تلتقي عند مركز الكعبة وسطَ مدينة مكّه المكرّمة لتمارس عمليات البيع والتجارة والمقايضه عند قدومها في مواسمٍ معيّنه من اليمن وبلاد الشام وسواها , والى ذلك وبعيداً ايضاً عن ذلك , فأنّ كلّ امرءٍ أدّى مراسم العمرة او الحج ” وانا منهم ” قد رأى كيف تعجُّ وتضجّ مكّه المكرّمة بحركة تجاريةٍ مكثّفة على مدى الساعة .والى ذلك ايضاً فَ < ليتَ و لعلَّ و عسى > أنْ تغدو هذه المعلومة , مفيدة لذوي الإهتمام . © 2016 Microsoft الشروط الخصوصية وملفات تعريف الارتباط المطوِّرون العربية