يعتبر كتاب ( الأمير ) للكاتب مكيافيللي, هو الملهم للكثير من الطغاة, فهو منهج متكامل, لمن يريد أن يكون طاغية, حيث وضع الكتاب قواعد لعبة الشر, مؤكدا بين سطوره, أنه لا مكان عند الطغاة للأخلاق والقيم, فكان هتلر يضع هذا الكتاب على مقربة من سريره, فيقرا فيه كل ليلة, قبل أن ينام, وليس غريبا أن يمتدح موسيليني كتاب الأمير, فيقول : (( لقد قرأت كتاب الأمير, وغيره من مؤلفات ذلك الأمين العظيم, قراءة واعية)) (1), حيث يعترف موسيليني بأنه يشتق سلوكه, من قواعد مكيافيللي الخبيثة, التي تحقق النجاح, لمن يطلب التحكم برقاب الناس.
لم يفوت صدام كتاب الأمير, بل هو دستوره في حكم العراق, والدليل تطابق سيرته مع تعليمات وقواعد الكتاب.
من أبشع وصايا مكيافيللي, انه يؤكد, ان الطغاة لكي يحتفظوا بالسلطة, عليهم اقتراف الإساءات المتكررة, بحق الشعب, أما المنافع الصادرة منهم للشعب, فيجب أن تمنح قطرة فقطرة.
صدام طبق هذه التوصية بحذافيرها, من أول يوم لتسلمه السلطة, فكانت تصدر منه الإساءات, بحق الأصدقاء والأعداء والشعب, مما مكنه أن يسيطر على الحكم, نتيجة إشاعة الخوف بكل محيطه, حيث تحول صدام لمركز للشر الدائم, يرهب منه الكل, فلا قيم ولا قانون يحكم حركته الشريرة, أما منافعه باعتباره رأس الحكم, فكانت بالقطارة, مما جعل الشعب يفرح بالقليل, الصادر من الطاغية صدام, كرفع الرواتب بضعة دنانير, يجعل الناس مستبشرة فرحة, مع رهبة كبيرة للطاغية, وهذا هدفه الأكبر,أن تكون الناس مذعورة منه, ومستسلمة له.
وصية آخر لمكيافيللي خطرة جدا وهي : (( على الحاكم الذكي, أن لا يحافظ على وعوده, عندما يرى أن هذه المحافظة, تؤدي إلى الأضرار بمصالحه)) (2).
صدام بما يحمل من ارث قذر, نتيجة عيشه مع صعاليك تكريت, ثم انتقاله للعيش مع عصابة منحرفة في بغداد, وتأثره الكبير بخاله المنحرف, كلها جعلته تركيبة منزوعة الأخلاق والقيم, فوجد صدام في مكيافيللي وكتابه تناغم كبير, مما جعله يسير على سطور كتاب الأمير, نحو حكم العراق, وصفة عدم الوفاء بالعهود, هي ميزة مهمة لصدام, وبرزت في فترة حكمه, مثل اتفاقه عام 1975 مع الشاه, ثم نقضه عام 1980, ثم العود إليه عام 1990, بحسب الظروف, ووعوده للشعب بالحرية والعدالة, ونقضه لكل وعد يعده, بعد أن يسيطر, أو تتولد ظروف جديدة, مما جعل لقب الكذاب الأقرب لصدام, على المستوى العالمي والمحلي, وهذه الصفة جعلت يكسب الكثير, على حساب الناس والتاريخ.
هذه وصيتين فقط , ووصايا مكيافيللي كثيرة, مثل: الخيانة, والكذب, وادعاء التدين, والانتهازية, والتلون, وكلها عمل بها صدام, طوال عهده المظلم.
ترى لو لم يكتب مكيافيللي كتابه المشئوم, هل كان صدام أدرك السبيل لغايته, في حكم البلاد بالحديد والنار, بل كيف يمكن أن نتصور عالم, من دون شر هتلر وموسيليني, بالتأكيد سيكون القرن الماضي مختلفا, لأن كتاب الأمير, الهم الطغاة لسبيل الشر الأكبر, فما فعله هتلر وموسيليني بأوربا, وما فعله صدام بالعراقيين والإيرانيين والكويتيين, كانت جرائم مخيفة, سجلها التاريخ بأنه الأبشع في الحقبة الأخيرة, وهي متطابقة تماما مع أفكار كتاب الأمير, حيث تحول لأول مرة الكتاب, من عنصر نافع, إلى عنصر مخيف, لمساهمته في دمار البلدان.
اعتقد أن على الأمم المتحدة, والمنظمات العالمية والحقوقية بالخصوص, أن تأخذ الموعظة من هذا الكتاب, فتمنع كل منشور يدعم العنف, أو أي وسيلة إعلامية, تدعم ظلم الطغاة, ويمنع من تحقق العدل, وان يتم محاسبة المساهمين في نشر أفكار, تسهم بولادة طغاة وجبابرة.
أن المساهمة في نشر الشر في العالم, جريمة يجب أن تمنع, ويعاقب الساعي أليها.
(1) و (2) كتاب ما بعد الاستعباد, للكاتب حامد الزيادي
يعتبر كتاب ( الأمير ) للكاتب مكيافيللي, هو الملهم للكثير من الطغاة, فهو منهج متكامل, لمن يريد أن يكون طاغية, حيث وضع الكتاب قواعد لعبة الشر, مؤكدا بين سطوره, أنه لا مكان عند الطغاة للأخلاق والقيم, فكان هتلر يضع هذا الكتاب على مقربة من سريره, فيقرا فيه كل ليلة, قبل أن ينام, وليس غريبا أن يمتدح موسيليني كتاب الأمير, فيقول : (( لقد قرأت كتاب الأمير, وغيره من مؤلفات ذلك الأمين العظيم, قراءة واعية)) (1), حيث يعترف موسيليني بأنه يشتق سلوكه, من قواعد مكيافيللي الخبيثة, التي تحقق النجاح, لمن يطلب التحكم برقاب الناس.
لم يفوت صدام كتاب الأمير, بل هو دستوره في حكم العراق, والدليل تطابق سيرته مع تعليمات وقواعد الكتاب.
من أبشع وصايا مكيافيللي, انه يؤكد, ان الطغاة لكي يحتفظوا بالسلطة, عليهم اقتراف الإساءات المتكررة, بحق الشعب, أما المنافع الصادرة منهم للشعب, فيجب أن تمنح قطرة فقطرة.
صدام طبق هذه التوصية بحذافيرها, من أول يوم لتسلمه السلطة, فكانت تصدر منه الإساءات, بحق الأصدقاء والأعداء والشعب, مما مكنه أن يسيطر على الحكم, نتيجة إشاعة الخوف بكل محيطه, حيث تحول صدام لمركز للشر الدائم, يرهب منه الكل, فلا قيم ولا قانون يحكم حركته الشريرة, أما منافعه باعتباره رأس الحكم, فكانت بالقطارة, مما جعل الشعب يفرح بالقليل, الصادر من الطاغية صدام, كرفع الرواتب بضعة دنانير, يجعل الناس مستبشرة فرحة, مع رهبة كبيرة للطاغية, وهذا هدفه الأكبر,أن تكون الناس مذعورة منه, ومستسلمة له.
وصية آخر لمكيافيللي خطرة جدا وهي : (( على الحاكم الذكي, أن لا يحافظ على وعوده, عندما يرى أن هذه المحافظة, تؤدي إلى الأضرار بمصالحه)) (2).
صدام بما يحمل من ارث قذر, نتيجة عيشه مع صعاليك تكريت, ثم انتقاله للعيش مع عصابة منحرفة في بغداد, وتأثره الكبير بخاله المنحرف, كلها جعلته تركيبة منزوعة الأخلاق والقيم, فوجد صدام في مكيافيللي وكتابه تناغم كبير, مما جعله يسير على سطور كتاب الأمير, نحو حكم العراق, وصفة عدم الوفاء بالعهود, هي ميزة مهمة لصدام, وبرزت في فترة حكمه, مثل اتفاقه عام 1975 مع الشاه, ثم نقضه عام 1980, ثم العود إليه عام 1990, بحسب الظروف, ووعوده للشعب بالحرية والعدالة, ونقضه لكل وعد يعده, بعد أن يسيطر, أو تتولد ظروف جديدة, مما جعل لقب الكذاب الأقرب لصدام, على المستوى العالمي والمحلي, وهذه الصفة جعلت يكسب الكثير, على حساب الناس والتاريخ.
هذه وصيتين فقط , ووصايا مكيافيللي كثيرة, مثل: الخيانة, والكذب, وادعاء التدين, والانتهازية, والتلون, وكلها عمل بها صدام, طوال عهده المظلم.
ترى لو لم يكتب مكيافيللي كتابه المشئوم, هل كان صدام أدرك السبيل لغايته, في حكم البلاد بالحديد والنار, بل كيف يمكن أن نتصور عالم, من دون شر هتلر وموسيليني, بالتأكيد سيكون القرن الماضي مختلفا, لأن كتاب الأمير, الهم الطغاة لسبيل الشر الأكبر, فما فعله هتلر وموسيليني بأوربا, وما فعله صدام بالعراقيين والإيرانيين والكويتيين, كانت جرائم مخيفة, سجلها التاريخ بأنه الأبشع في الحقبة الأخيرة, وهي متطابقة تماما مع أفكار كتاب الأمير, حيث تحول لأول مرة الكتاب, من عنصر نافع, إلى عنصر مخيف, لمساهمته في دمار البلدان.
اعتقد أن على الأمم المتحدة, والمنظمات العالمية والحقوقية بالخصوص, أن تأخذ الموعظة من هذا الكتاب, فتمنع كل منشور يدعم العنف, أو أي وسيلة إعلامية, تدعم ظلم الطغاة, ويمنع من تحقق العدل, وان يتم محاسبة المساهمين في نشر أفكار, تسهم بولادة طغاة وجبابرة.
أن المساهمة في نشر الشر في العالم, جريمة يجب أن تمنع, ويعاقب الساعي أليها.
(1) و (2) كتاب ما بعد الاستعباد, للكاتب حامد الزيادي