18 ديسمبر، 2024 11:41 م

مكملات الانتصار عند ولي الانتصار

مكملات الانتصار عند ولي الانتصار

لم يخض العراق في تاريخه حرباً اقدس من حربه ضد داعش ، فهي حرب ينطبق عليه وصف العصور الوسطى حين كانوا يطلقون على الحروب التي لها طابع ديني بأنها حرب مقدسة ، وحربنا كانت حرب دين ووطن وانسانية ، حافظنا وبعثنا رسائل واضحة ان اسلامنا يختلف عن اسلامهم ، وتجسدت الوطنية في سلوكنا قبل حديثنا ، فكانت شعور قبل ان تكون شعار ، لندافع عن الانسانية ونتحمل مسؤولية مواجهة التطرف نيابة عن الانسانية جمعاء ، وهو فخر ما بعده فخر لابناء بلاد الرافدين
الانتصار لا يكتمل مالم تتحقق مكملاته ، ومن مكملات الانتصار ما اشار اليها وكيل المرجعية السيد احمد الصافي في خطبته يوم الجمعة ٢٠١٧/٧/٢١ ، حيث ان فرحة الانتصار لا تكتمل ولا تتوج الا بتحرير كافة أراضي الوطن المحتلة ، فبيان الانتصار كان يعني القضاء على مركز دولة الخرافة ، ولكنه لم يكن يعني انتهاء العمليات العسكرية بشكل نهائي ، وذلك لان الكثير من المناطق لاتزال تحت وطئة وارهاب داعش ، وان الحفاظ على روحية المقاتلين وعدم التهاون يعد من ابرز أدوات تحقيق الانتصار الشامل والنهائي لان فقدان هذه الروحية سيعيدنا اشواطاً الى الوراء وبالتالي الى إعطاء امل للعصابات الاجرامية
المناطق التي لاتزال محتلة ممتلئة بالمواطنين ، الذين اتخذهم العدو دروعاً بشرية ، وان من اولى الاولويات المحافظة على ارواح هؤلاء المحتجزين ، واعتبرت المرجعية ان الحفاظ على ارواحهم يعد أفضل ومقدم على قتل العدو هذا من جانب ، ومن جانب اخر أكدت المرجعية على ضرورة التعامل الحسن مع المعتقلين وعدم الاساءة لهم ، لانها جريمة شرعية وقانونية ، لتجسد أسمى وأبهى صور التعامل الانساني التي يفتقد اليها بشر ما بعد الحداثة المنادي بالانسانية لذاتها ، فالإنسانية ببعدها الديني تكون أعمق وتتضح في اكثر الظروف الحرجة لانها تكون واجباً على المكلف وليس دافعاً ذاتياً كما يريدها البعض ، ليأخذ القانون مجراه بعد ذلك ، لنكون قد حققنا مرضاة الله اولاً ، وطبقنا القانون ثانياً لكي لا يكون لأحدً علينا حجة بعد ذلك !
الحفاظ على الدماء التي سالت وتسيل ، إنما هو من ابرز واهم الواجبات التي تقع على عاتق الشعب وحكومته ، والحفاظ عليها يتجسد في الاهتمام بعوائل الشهداء لاستيفاء حقوقهم ، واعطائهم التسهيلات القانونية والإدارية في معاملاتهم في دوائر الدولة ، سواء من خلال الأوامر الحكومية التي تحث على التساهل معهم ، او السلوكيات العفوية التي يقوم بها الموظفون كتعبير عن التقدير المجتمعي لهذه الدماء الطاهرة ، ولا سيما المعاقين نتيجة هذه الحرب المقدسة ، من الذين قطعت أطرافهم او اصيبوا بأصابات بالغة أعاقتهم عن ممارستهم لحياتهم الطبيعية ، اذ ان معاملتهم بخصوصية واعطائهم التسهيلات والخدمات الخاصة التي تميزهم عن غيرهم ، تشعرهم بان حجم تضحياتهم وبطولاتهم لأجل وطنهم لم تضع سدا ، وأنها مقدرة ومحترمة ، لان عدم تقدير تضحياتهم سيكون دليلا ً دامغاً بان هذا الوطن ومن يسكنه لا يستحق التضحية ! .