في هذا اليوم اكتب الرا بع عشر من شباط وهو كما يعرف الجميع يوم مميز انه يوم (الفالنتين) وأسأل نفسي هل كان مكسيم غوركي يحتفل بهذا اليوم وهل تضمنت كتاباته وصفا لهذه المشاعر مشاعر الحب الذي يكون الفرد مستعدا للتضحية بكل غال ونفيس من اجل اسعاد الذين تتوهج ازاءهم عواطفه ويفيض عليهم حنانه…؟
مما لاريب فيه ان مكسيم غوركي تحدث عن هذه المشاعر من خلال ابطال رواياته وما تحدثوا به من احاديث وما قاموا به من اعمال اما جواب هذا السؤال وهل احتفل به او لم يحتفل فلست اعرف اجابة عنه.
ثانيا- طفولتي
من كتب مكسيم غوركي الذي تحدث فيه عن الخطوات الاولى في حياة شخص اسمه معروف في عالم الادب وبين فيه كيف بدأ هذا الكاتب مشروعه الادبي قبل ثورة اكتوبر في روسيا وكيف امضى طفولته.
اختار (دونسكوي) هذه الرواية وجعلها فلما وفي الحقيقة جعلها ثلاثة افلام فالرواية لا تقتصر على جزء واحد بل هي ثلاثة اجزاء تتناول سيرة ذاتية للأديب خلال فترة الطفولة والصبا والشباب وتم ذلك في عهد ستالين وسياسته التي هيمنت على السياسة والمجتمع والفن والثقافة وكان الشعار السائد هو (رؤية واقعية للحياة)وقد انتهجت السينما ذلك النهج ولم تشذ عنه ولهذا كان عليها ان تتبنى تلك الرؤية من خلال مزج بعض الشاعرية والواقعية فقد نجح السينمائي (مارك دونسكو) في تقديم واحدا من أكثر أعماله نجاحا وقوة من دون ان يكون على تناقض مع رؤى السلطات الحزبية لوظيفة الفن اذ استند الى ادب رسمي ومعترف به ,والى موضوع يلقى اقبالا لينطلق منه في تحقيق هذا العمل حين اختار ادب مكسيم غوركي الذي يعتبر بمثابة الاب الروحي للفكر الثوري انذاك ومثال يحتذى به في عالم الكتابة الأدبية على الرغم من ظروف موته الغامضة والتي تعددت بشأنها مختلف الرؤى واشارات الاتهام.
ثالثا- ساقطون
وتضم ثلاث قصص طويلة جمعها غوركي في كتاب واحد وتحدث فيها عن الفترة التي عانى فيها الشعب الروسي من الفقر والبؤس والظلم ,فترة سوداء غطت روسيا بأكملها ويظهر فيه مدى الكآبة والحزن الذي عاشه الناس.
رابعا- مسرحية الحضيض
مثل مكسيم غوركي في هذه المسرحية الحضيض الذي كان يعيشه اغلب الشعب الروسي في تلك الحقبة الزمنية السوداء وفيها يحكي قصة عشرة اشخاص من طبقة المنبوذين او الحثالة يعيشون في قبو تحت الارض .ويبقى الحزن والكآبة والموت يخيم عليهم حتى النهاية ,وهي الواقع الذي عاشه الكاتب.
خامسا- رواية الاشرار
تناول مكسيم غوركي في هذه الرواية الواقع الروسي الذي عاشه الناس في تلك الفترة متأثرا بما فيه من بؤس وظلم واضطهاد.
اعتراف اين الله
احدى اشهر روايات مكسيم غوركي ,عبر فيها عن المرحلة التي تلت فشل ثورة (1905) في روسيا وما جرى بعد ذلك من تشديد القبضة الحديدية من نظام القيصر على النظام الاجتماعي والثقافي والسياسي.
اضافة الى كتب اخرى منها مخلوقات كانت رجال,جامعياتي,اعتراف ابن الشعب,,المشردون, الاصدقاء الثلاثة,فيامريكا ومدينة الشيطان الاصغر,حادث فوق العادة.
……………………………………..
كلمات اخرى عن مكسيم غوركي
*تعرف الى فلاديمير لينين قبل الثورة فاستعجله في نشر رواية الام.
*عندما تسلم البلاشفة السلطة طلب اليهم غوركي معاملة الاندينجيسا الروسية برفق فأشاروا عليه بمغادرة البلاد والعودة الى ايطاليا للعلاج .
*بعد ذلك طيب خاطره استالين واستقدمه سنة 1928 لتأسيس الواقعية الاشتراكية لكنه استاء من فضاضة يوسف ورفاقه حتى مات بعد ذلك قهرا او سما بثمان سنوات.
هكذا مات مكسيم غوركي…؟
في يوم 10/3/1936اعلن رسميا عن وفاة الاديب والكاتب الكبير مكسيم غوركي.
امر ستالين ان يتم حضوره البروليتاري بالبرونز وفي الحقيقة كان غوركي يكره التماثيل وكما يقال امعن ستالين بتحنيطه بلا هوادة.
ظل غوركي وفيا لمدينته منذ اول مؤلفاته الى آخر رواية كتبها والتي لم يتمها قبل وفاته .
نفاه القيصروحاربه الكثير ممن كان بيدهم الحاق الاذى به من خلال سلطاتهم السياسية او الاجتماعية لكنه فرض نفسه على السلطة بالأدب وكانت له علاقات بكبار الادباء كتولستوي وتشيخوف لكنه في النهاية اختار طريقه الخاص طريق عصامي يعمل القلب والنية الحسنة وسرعان ما يثور على الافكار الجاهزة حين يكتشف انها غير مرضية فهوذو عقل نير ونفس كبيرة تأبى التقوقع في افكار جامدة او اعتقادات حين يؤمن بها الفرد لايقبل نقاشا قد يوضح الخطأ ويبين الصواب مكسيم غوركي يناقش الافكار والمعتقدات ويصدح بالرأي الصواب اذا ما وجد لذلك سبيل ولهذا فقد واجهته الصعوبات لكنه ظل انسانا وفيا للانسانيةومحبا للحياة والحرية.
مات غوركي لكن كتاباته ظلت خالده ومازال تمثاله الذي اقيم في مدينته يطل على النهر ويهمس لتراب تلك الارض ان غوركي لم يزل حيا يعيش احلام وآمال مواطنيه من خلال كتبه وكلماته كأديب خلد من خلال تلك الافكار الرائعة الانسانية التي ارادها وحلم بها وان لم تتحقق في حياته او بعد وفاته .
قد تتمكن السلطة من ايقاع الاذى ولكنها ابدا لا تستطيع ومهما فعلت ان تغير الافكار النيرة لأناس عشقوا الحياة والحرية واحبوا الانسانية لأجل خير الانسان.
…………………
من اقوال مكسيم غوركي
“عندما تعمل في مجال تحبُه تتحول الحياة الى متعة وعندما تعمل في مجال تكرهه ستصبح الحياة عبودية“
حقا سعداء هم الذين يحالفهم الحظ بالعمل في المجال الذي يحبون وهذه تعتبر فرصة جيدة ولكن هل تتوفر مثل هذه الفرص دائما,الحق ليس دائما بل الاغلب يعمل في مجالات اخرى غير التي يحب .
“عندما يكون كل شيء سهلا يصبح الانسان غبيًا“
حقا لأنه يكون معطل الحواس بلا تجربة وبلا اعمال فكر اشبه ما يكون بالدمى .
“الامهات هنَ من يستطعن التفكير بالمستقبل؛ لأنهن من يلدنه“
المجتمعات الراقية هي التي ترتقي بواقع المرأة ويتوقف مستواها بالعلم والعمل والثقافة على مدى وعي المرأة اما كانت او اختا او ابنة او زوجة .
“العديد من الكتاب المعاصرين يشربون اكثر مما يكتبون“
“يمكن للإنسان الجيد ان يكون غبيا لكن الانسان السيء لا بدَ من ان يكون ذكيا“