19 ديسمبر، 2024 12:26 ص

ان المرحلة التي تمر بها بعض من الدول العربية هي من اسوء المراحل في تاريخ الامم حيث الفراغ السياسي والتدهور الامني وظهور الطائفية والعنصرية وحالات التمزق والتفرقة ومحاولة تقسيم هذا الدول الى اقاليم على اساس طائقي وعرقي تحت غطاء الفيدرالية والديمقراطية الجديدة وان قوى الشر الكبرى في العالم تدعي بان الحريات والحقوق لا يمكن صيانتها الا بتقسيم تلك الدول الى ولايات شتى وحسب الطوائف متجاهلة ان الوحدة الوطنية هي سمة المجتمعات السياسية الحديثة وتكالب الاعداء من الخارج والعملاء من الداخل لنهب وسرقة ثروات البلدان العربية والاسلامية وتدمير المتتلكات واستشراء الفساد الاداري في اجهزة الدول المعنية فالامر خطير جدا يتطلب حهد وطني يستند الى رؤيا صائبة تتعامل مع الواقع العربي والاسلامي بكل تاريخة وحاضرة وبكل ثوابتة وخصوصياتة كوحدة واحدة متكاملة دوما دول تميز وافضلية لواحدة على الاخرى وعلى ذلك فان الدول العربية اذا تفرقت تقودهم العنز الجرباء , وانتم تعرفون يا معشر العرب والمسلمين ما اقصد ومن منا اليوم لم يسمع وير يوماً بعد يوم وفي كل لحظة ما يحدث في بلدي العراق وفي فلسطين ولبنان والسودان من ممارسات لا تصل الي الإنسانية بشيء تقوم بها قوات الاحتلال تجاه هذا الشعب وأي فعل تقوم به قوات الاحتلال يومياً في قصف التجمعات المدنية التي تضم الاطفال والنساء والشيوخ سواء اكانت تلك التجمعات لحضور حفلة عرس أم تجمع أناس في سوق شعبية , والأدهي من ذلك هو اصرار هذه القوات علي قصف البيوت التي يرتاب بوجود مسلحين فيها .. وشملت ذلك آلاف البيوت الآمنة، وشملت تلك التجاوزات قصف البساتين وتجريف الأراضي الزراعية والمحال التجارية واستهداف البني التحتية وتشريد العوائل من مساكنهم لذات السبب أعلاه ولم يرعو الامريكان لتلك الجرائم التي فاقت التصور البشري.. وبما قاموا به من انتهاك لحرمة المساجد والبيوت والسجون والمعتقلات تجاه مواطنين ومواطنات اعتقلوا لأسباب غير معروفة بلغت تلك الاعداد بالآلاف منذ دخول القوات الامريكية الي العراق تلك الوسائل التدميرية طالت الجنوب والوسط والشمال ولم تقتصر تلك الاعتداءات علي حقوق الانسان العراقي بل تعدت ذلك الي قصف بيوت الله وآخر ما يحدث وباستمرار من قصف عشوائي علي جميع مدن العراق واستهداف المدنيين مجرد الشك علي عمل يقومون به ولا أدري كيف تفسر هذه القوات هذة الاعمال وان ديننا الاسلامي يدعو إلي الوحدة والاخوة والمحبة وينهي عن التفرق والتنافي والاختلاف والتناحر. وقتل النفس، حيث قال سبحانه وتعالي (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) انه امرنا بالوحدة. لأن الوحدة قوة ولان في الوحدة عزة وكرامة. فما احلي التصافي والتصادق بين افراد الشعب. لان افراد الشعب هم جزء من هذه الامة فكلما وجدت هذه الوحدة بين افراد الشعب صارت قوية ومعززة ومكرمة , قلنا اننا خرجنا من حرب بشعة شرسة دخلت فيها كل فنون التفرق والتناحر والفتن، واكلت المئات والالاف من خيرة شبابنا. وكانت في وقتها وسائل الود والوحدة والتلاحم والتعاطف في ما بيننا مفقودة كأننا نعيش في عصر الجاهلية ، نأكل الحرام ونأتي الفواحش ويقتل بعضنا الاخر ونقطع الارحام وننسي الجوار ويأكل القوي منا الضعيف ونخون الامانة ونقذف المحصنات ونقول الزور كل هذه الحلقات كانت مفقودة حتي أصبحنا علي هذا الوضع السييء الذي لا يسر عدوا ولا صديقا. فلو تمسكنا بديننا قليلاً لكان الوضع اكثر اماناً واستقراراً. فالعقيدة اساس الوحدة التي تجمع الشعب ، تحت رحمة الباري عز وجل والايمان بالتوحيد، فرب واحد وكتاب واحد ودين واحد ونبي واحد وقران واحد وقبلة واحدة واسلام واحد، فلا عنصرية ولا تفضيل الكبير علي الصغير ولا الغني علي الفقير ولا الابيض علي الاسود ولا طائفة علي اخري ولا مذهب ولا عرقية علي حساب الاخري ( ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) فيجب ان نكون سواء كنا أفرادا أم جماعات عند حسن الظن وان نتمسك بالخلق الكريم. ونحب بعضنا الاخر. وأينما وجدت المحبة وجدت الوحدة. ان الوحدة في الاسلام عزيزة عند الله وعند الرسول الكريم , ويجب علي من بأيديهم امور هذه الامة ان يحافظوا عليها ويمنعوها من التفرق والتنافر لأن أعداء الاسلام كثيرون ولا تعجبهم وحدتنا. بل اضطربت نفوسهم وتحركت مؤسساتهم وبدأوا يتآمرون ويسعون بكل الوسائل لاحباط تلك المساعي الرامية الي وحدة الشعب. وفي هذة الايام المباركة شهر رمضان المبارك ندعو افراد الجيش الامريكي الموجودين في العراق الي الصيام والتوبة لكي يعودا الي رشدهم الصحيح لان الاعمال الوحشية التي قامت بها قوات الجيش الامريكي والقوات الغازية التي تحالفت مع هذا الجيش دمرت كل البني التحتية والانسانية في ارض العباد بلاد الرافدين فهذه الدعوة موجهة لهم في هذا الشهر الفضيل والعودة والدخول الي الاسلام فأعداء الاسلام بصورة عامة يملكون من الوسائل ما لا يملكها أحد فهم أصحاب وكالات وقنوات فضائية واذاعات مسموعة ومرئية كثيرة اضافة الي الصحف والمجلات الفاضحة ويحرضون بعضنا علي الكلام ويشيعون اشاعات كاذبة ومغريات حياتية كثيرة تسيء الي ديننا الحنيف , والاتقاء من شر هذه الشائعات هو الابقاء علي وحدة صفنا وكلمتنا فانها خير سلاح بوجه هذه التحديات. وكذلك اصلاح ذات البين والتعاون والبر والتقوي والايفاء بالعهد واللين والتسامح وتجنب كل الأسباب التي تؤدي الي تفرقة الشعب والتكبر وتحقير الناس وايذائهم والسخرية منهم واجتناب سوء الظن والتجسس لصالح الكفر والالحاد. فاننا حتماً سننتصر باذن الله مادمنا نتمسك بالدين الاسلامي العظيم ونعالج الامور بالحكمة والموعظة الحسنة لكن القضية الاساسية التي يجب التركيز إليها هي أن تكون الوحدة الوطنية العراقية بمستوي طموح جميع العراقيين ولجميع الاطياف لأنها تعكس أيضاً التعاون بين الجميع من أجل الحفاظ علي أمن وسلامة العراق لأن العراقي الآن غارق في المآسي منذ نصف قرن وهو يخوض حتي أنفه وحل الحروب والخوف والدمار والقلق وعدم الاستقرار .. وبعد الاحتلال زادت المعاناة وتضاعف الهم. فمن انعدام الامن الي غول البطالة المخيف الي الاعتقالات ودهم المنازل وقتل الاهل والولد الي تدمير البني التحتية للمدن العراقية والمصالح وغلق أبواب الرزق وارتفاع الاسعار وتفشي الامراض.