تعد الرسالة التي ترجمها (حجي راضي ) في المسلسل العراقي (تحت موس الحلاق)المعروفة ب(آز ديكي نحباني للو) من الرمزية بحيث يتناولها بالذكر كل عراقي لأنها تقترب من المثل(اليقره هندي واليسمعون أهل الجريبات).
حيث يقوم حجي راضي بترجمة تلك الرسالة الى المرأة العراقية ومجتمعها، تعتبر رمزا لتبسيط مدارك المرأة بشكل خاص وتصدير هذه الصورة المشوشة لتعميمها على كل المجتمع الذكوري والأنثوي؛ تعد ترجمة بائسة.
لكون المترجم (حجي راضي) بسلاسة لا شعورية يقوم بإسقاط مكنوناته المتراكمة عبر فترة طويلة من الجهل وهو يبدو يريد تجهيل المتلقي. ان تجهل من واجب المجتمع المتعلم تعليمك لكن تصدر جهالات وترى المواطن جهولا لا ..كيف؟.
رغم زحف الحضارة والثقافة إلا ان دكانته (الحلاقة)دليل النظافة، قديمة وروادها أنفسهم شكلوا صفا لمحو أميتهم ..لكن أصبحت العملية ليس مسحا للقديم وإنما أضافت لهم تجهيلا جديدا مما أصبح الواحد منهم مزدوجا نوعا ما .. يفسر ذلك منولوجهم (جوزي أجوز عليه وأنا لسه ألحنه بأيديه).هي وان كانت بسيطة إلا انها حزمة معايير واختصاصات متناقضة ومتنافرة أحيانا. فالحلاق وبائع الكبة وغيرهم حيث يسود الهرج والمرج في مدرسة المشاغبين هذه، لكن بدون نهاية.
هذه الشرائح المجتزأة لا تستطيع تسويقها الى المجتمع لكي تنهض به وتطوره لأنها أصلا جاهلة غير متجانسة والتركيز يدور حول اقتصادياتها، أين المعايير الأخرى التي تريد رسالة التعليم والتثقيف الوصول إليها..لست هنا بصدد مناقشة المسلسل الرائع، لكن ؟.
تذكرت أغنية شعبية تقول (مكتوب مكتوبين).. شرح فيها المرسل كل ظروفه الاقتصادية والاجتماعية والوجدانية وصلت رسالته الى المتلقي لكنه كان يشك في صدقها، وقد كانت الأغنية متواصلة المكاتيب ثلاثة أربعة خمسة ستة سبعة ثمانية( كافي بعد)، لكن، يريد مغنيها أربعة مكاتيب أخرى، يا للعجب!.
رسالة ستالين هي وصيته، كيف تكون بترجمة حجي راضي الى الشعب السوفيتي..؟.
عندما مات ستالين في مارس 1953 ترك مكتوبين، أوصى بفتحها بعد اشتداد الأمور.
كتب على الأولى( يفتح في حالة وجود متاعب في الدولة) إما الثانية كتب عليه( يفتح إذا ازدادت الأحوال سوءا) .
بعد سنوات، ثارت المتاعب..فتح الزعماء السوفيت الأولى فرأوا فيها: (أنا الملوم في كل ما حدث).
ازدادت المشاكل تعقيدا فأسرعوا بفتح الثانية..كتب فيها ستالين يقول:( ليس أمامكم الآن إلا ان تفعلوا ما كنت أفعله أنا في مثل هذه الظروف).
حجي راضي، رئيس كل شيء في المسلسل، كما في المجتمع العراقي أيام زمان، الحلاق هو طبيب ومترجم مشاعر ومربي أجيال..
باختصاصه لم يكن ناجحا!. المراة لم تقتنع بترجمة حجي راضي، مترددة في قبولها، تقول له مستغربة ومستخفة(على بختك حجي !).
فإلى حجي راضي العصر والليل والصبح والظهر والى الناخب والمنخوب نبعث مكتوب مكتوبين..العراقي فتح باللبن يترجم و(يقره الممحي).
اما سكان المحلة، عندما يودعون عبوسي ويخرج من هذا الوسط
يصيحون بأعلى أصواتهم(الله وياك عبوسي)أي مع السلامة( لسوالفك القدي مات)..
(حلاق العصر، مو زينت روسنه شنگول لعبوسي إذا رجع؟).