حينما يعتصم الفرد بالعراء للمطالبة بأبسط حقوقه فهذا يعني أن آماله بحكومته وقياداته تقطعت
وأن صبره بلغ أقصاه وان احتياجه بلغ العذر .
إن الحكومات المتعاقبة أهملت أو جهلت مسألة بناء الثقة بينها وبين شعبها وركزت على أمور هي ادنى
من ذلك .
ان كثرة الوعود وإعطاء الآمال العريضه للشعب انما هي تضييق للخناق على صاحب تلك الوعود ، وهذا ما جعل الجماهير لا تثق بكل ما يصدر عن المسؤولين ولو كانوا صادقين . الحقيقة تبقى ثابتة وإن تجاهلتها القيادات وهي أن الحكومة بيد الشعب ، فالشعب هو من يثبّت الحاكم وهو من يُسقط الحاكم ، وهو من يرفع شأن القيادة أو يحط من قدرها سواء أكانت تلك القيادة صالحة أم طالحة .
نعم ليس من السهل اتخاذ قرار في بلدٍ تحكمه المحاصصة وتحركه المصالح الخاصة وتعصف به التأثيرات الإقليمية والدولية ، حيث يصعب على أي حكومة في العراق ان تتخذ قراراً جوهرياً دون أن ترضي كل الأطراف ذات الأهداف المتضاربة ، وأن صدر ذلك القرار فلن يصب بمصلحة الشعب الا بمقدار تحقق تلك الاهداف .
الوضع العراقي معقد الى درجة التعجيز وليس باستطاعة أي قيادة أن ترتبه بأربع سنين بل ولا بعشر سنين ، لكن هذا لا يعفي أحد من القيادات السياسية أو الدينية أو المجتمعية من أن يبذل قصارى جهده لتحقيق ما يقدر على تحقيقه ، وأهمها المطالب الأساسية للشعب والتي لا تتعدى العيش الكريم .
نتمنى على كل القيادات أن تنظر لأفراد هذا الشعب المظلوم بنفس العين التي تنظر بها لأبنائها وعائلتها ، حينما تنقطع الكهرباء عن بيت المسؤول هل يبقى ساكناً؟! قطعاً لا ، اذن يجب أن لا يبقى ساكناً حينما تنقطع الكهرباء عن أي مواطن ، حينذاك سوف يحترم الشعب قيادته ويدافع عنها بأغلى ما يملك.
وأخيراً أقول : يجب على القيادة أن تفهم لغة الشعب ، بل واشاراته.
والله المسدد للصواب
2019/10/30
جمهورية العراق – النجف الأشرف
[email protected]