الإنسان يمر بحالة من الأرق، والقلق، والتعب الجسدي والنفسي، والسبب وراء ذلك كثرة المشاكل؛ والانفعالات المفتعلة، لبعض الأناس المتخلفين، المحسوبين على المجتمع، الذي يرتبط بنا ارتباط وثيق.
مجتمعنا العراقي له طبيعة مختلفة عن باقي المجتمعات العربية لما يملكه من كرم وجود ومودة وترابط مجتمعي يشهد له الداني والقاصي على مدى التاريخ.
هنالك أسباب كثيرة غيرت بعضاَ من عادتنا المجتمعية خاصة، بعد أن فقدنا الراحة, والتأمل, والهدوء تماماً، مما جعل أوضاع الناس وحياتهم ونفسياتهم تتغير الى الأسوأ، فهم لا يستطيعون السيطرة في بعض الأحيان على أعصابهم، فنجد حالتهم وانفعالاتهم غريبة وجنونية، وغير إرادية، ووراء ذلك لأنهم يعيشون ضغوط نفسية، وهذا نتاج ما يعانونه من صعوبة الوضع ألمعاشي، والاقتصادي، بهذه الفترة الحرجة للدولة.
إن ما يمر علينا في هذه الفترة، هو أشبه بحرب الأعصاب بين الحكومة والمواطن، التي جعلت من نفسية الفرد العراقي غير مستقرة، بعد فقدان الثقة والمصداقية فما بينهم، مما خلق شعب لا يبالي، ولا يتفهم في أغلب الحالات والمشاكل التي تمر علينا، وهذا يتطلب من الحكومة إعادة الثقة بينها وبين المواطن.
العراق يعد بلداً غنياً بالعالم بما يحتويه من موارد طبيعية، مما تجعله ضمن البلدان المتقدمة اقتصادياً، لكي يرتقي بشعبه الى الأفق العالي لا يمكن أن يكون وضعه الاقتصادي سبب في تعاسة وتهميش أبنائه.
بقي أن يفهم بعض الساسة أن الطائفية والمحاصصة لا يشكلان دولة، أو نظاماً، مستقراً، متطوراً، ويفقد المجتمع حصانته بل إن الوحدة،والحوار، والانفتاح،وتقبل الآخر، هو من يبني الوطن فمن أراد لقضية العراق الموت نقول له: مكانك مزابل التأريخ، فهي الموضع الذي يليق بك.
الإنتخابات على الأبواب، والتغيير كلمة يقولها المواطن: (إذا الشعب يوماً أراد الحياة، فلا بد إن يستجيب القدر) الإنتصار في النهاية للشعوب، لأنها باقية والطغاة تذهب الى الجحيم، خاصة من تفنن في إيذاء وتهميش وقتل الناس، فكل فرداً منا هو مسؤول عن حملة التغيير، التي سوف تنطلق ضد الفاسدين في معركة الانتخابات البنفسجية.
إذا ما أردنا أن ننتصر في هذه المعركة، من أجل عراق حر، وموحد، علينا أن نختار الصفوة من شبابنا، لكي يترشح للانتخابات، إمام هذه الوجوه القديمة التي مللناها، والتي لم تقدم للمواطن غير التعاسة، وعدم الثقة فيما بينهم، لذا لابد من اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب، دون مجاملة على حساب الوطن.