23 ديسمبر، 2024 5:39 ص

مكانة الكعبة المشرفة عند الأديان الأخرى

مكانة الكعبة المشرفة عند الأديان الأخرى

(( أن لمكة المكرمة قدسية خاصة عند المسلمين كافة في توجههم للصلاة وقلوبهم مشدودة إلى الكعبة المشرفة وحجرها الأسعد كونها قبلة العالم الإسلامي والغير إسلامي من الديانات اليهودية والنصرانية منذ قديم الزمان وهي قبلة الدين الإبراهيمي المتمثلة بالنبي إبراهيم عليه السلام وهو أول بيت وضع للناس لعبادة الله الواحد الأحد الخالق المتفرد بالعبودية والعبادة وهو مثابة لكل الناس على الوجه المعمورة وهو أول بيت خط على الكرة الأرضية وعلى الرغم من وجود عدة كعبات بمصطلحها الهندسي ككعبة نجران وتهامة ونجد والطائف وفي العراق وغيرها من الكعبات إلا أن الكعبة المشرفة في مكة المكرمة هي المقصودة في التشريف الإلهي وأمره في التوجه إليها لكافة الديانات السابقة والديانة المحمدية أن كل كتب السير والتأريخ التي ذكرت أحوال اليهود والنصارى في التوراة والإنجيل والزبور قبل التحريف المتعمد كانت وجهتهم في الصلاة والتقديس والتشريف والتعظيم والقبلة للتعبد للصلاة هي إليها بالذات قبل تحريفها إلى وجهة البيت المقدس في فلسطين بزعمهم وبطلانهم وتزويرهم للحقائق وكذلك النصارى إلى كعبة نجران وقد ساروا سابقا قبل التحريف على ما سار عليه آبائهم وأجدادهم إبراهيم وإسماعيل
وإسحاق ونوح من قبلهم عليهم السلام لكن اليهود توجهوا بغضا وحقدا وحسدا من أنفسهم من الكعبة المشرفة في مكة المكرمة إلى البيت المقدس حين بقي الأحناف والأميين والمؤمنين منهم مصرين على البقاء في توجههم نحو الكعبة المشرفة وحين تحول الرسول الأعظم محمد بن عبد الله عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة من البيت المقدس إلى الكعبة المشرفة في صلاته بأمر الله تعالى أغاض اليهود والنصارى ولم يرق لهم هذا الأمر والدليل على شمولية الكعبة المشرفة هو وجود الصليب فوقها لمدة طويلة من الزمن وانتشار الصور المزينة بالذهب للسيد المسيح عليه السلام وأمه مريم العذراء على جدران الكعبة .وسكن الكثير من الأحناف واليهود والنصارى في مكة المكرمة ينتظرون الدين الجديد والنبي القادم الخاتم للرسالات وآمن منهم من آمن منهم ( ورقة بن نوفل , وأبي بن كعب , زيد بن نفيل . والقس عداس الراهب . )
أن للكعبة عدة مسميات من أشهرها كما ورد في القرآن الكريم هي ( مكة و بكة ) أما من أسمائها ( النسّاسة . أم رُحْم . الحاطمة . القادس . المقدسة . الباسّة . المُذهب . النادر . القرية القديمة . الدّوّار) وأن من أشهر أسمائها هي بكة فقد وردت في كثير من كتب التأريخ على أنها الوادي في اللغة العربية والآردية قبل التحريف وأن كلمة ( البكا ) جاءت في النسخ العربية المترجمة لأسفار اليهود والنصارى وقد أضيف إليها الهمزة فأصبحت ( البكاء ) المعرفة في النسخ الكاثولوكية والبروتستانت أما بالأنكليزية وقد حُرفت من وادي الحاف إلى وادي أشجار البلسان . وقد ذُكرت الكعبة المشرفة في التوراة في سفر التثنية الإصحاح 33 الفقرة 2 بأسم ( فاران ) أي جبال مكة المكرمة كما جاء في العهد القديم من التوراة ( عند استواء سفينة نوح عليه السلام على وادي الجودي وهو جبل الرحمة في مكة المكرمة والتي سماها النبي داود عليه السلام ب ( بكة ) حيث بنى فيها مذبحا لهم مدة طويلة من الزمن يطلقون عليه بيت الرب وفي سفر النبي حجي 2:69 وهو من أسفار العهد القديم عندما تحدث عن المجد الذي سيصل به البيت الحرام قال ( عند مجيء الموعود الموصوف ب محمد يقول رب الجنود سأزلزل كل الأمم وأبعث مشتهى كل الأمم فأملأ هذا البيت مجدا قال رب الجنود مجد هذا البيت الأخير يكون أعظم من الأول قال رب الجنود وفي هذا المكان أعطي السلام ) .وفي العهد الجديد في المزمور 84( 5-10) أسم وادي بكة لكنه حُرف إلى كلمة بكاء في الترجمة الإنكليزية علما أن الاسم لا يحرف في معناه وكما جاء نصه المترجم ( طُوبى لأناس عزهم بك طرق بيتك في قلوبهم عابرين في وادي (BACA) يصيرونه ينبوعا لأن يوما واحدا في ديارك خيرا من ألف ……… ) وكما جاء في الإصحاح الرابع والثمانين ( فيها ديار الرب وهي أماكن تشتاق بل تتوق إليها النفوس وتهتف فيها القلوب بالإله الحي ويُسبح الله فيها وبها وادي اسمه بكة وهي أماكن جافة قربها خيام ينبع فيها ينبوع واليوم فيها خير ألف يوم …… ) ويُعاد وصف هذا المكان في الكتاب المقدس أشعياء35:(5-10) أشعياء 42(10-11) على أن يسبحوا ويترنموا ويمجدوا الرب في ديار قيدار وهو أبو العرب . وكل هذه الأخبار المتواترة في كتب السيرة والتأريخ القديم يدلل على قدسية ومكانة الكعبة المشرفة لدى اليهود والنصارى والأحناف وقد سار النبي محمدا عليه أفضل الصلاة الذي يعتبر ما جاء برسالته تكملة للنهج القديم والرسالات التي سبقته وأنبياء الفترة القديمة على العكس من اليهود والنصارى الذين أخلفوا وعودهم لربهم وانحرفوا عن الحق وأتبعوا أحبارهم ورهبانهم وأهوائهم الذين زيفوا دينهم الحقيقي لمنفعة أسيادهم سياسيا واقتصاديا وتبقى الكعبة المشرفة هي المكان المقدس لدى كل الأديان وقبلة للمسلمين والمؤمنين في كل بقاع العالم على الرغم من حملة التشوية والتشكيك ضدها )