هذا العنوان هو اسم لبرنامج لوزارة الخارجية الامريكية الذي يعني دفع مبالغ مالية كبيرة و مغرية لمن يقدم معلومات عن اشخاص تابعين الى جماعات ارهابية ، و بالاخص القادة منهم , و تؤدي هذه المعلومات الى القبض او القضاء عليهم , و ان قيمة هذه المبالغ تتأرجح بين الزيادة و النقصان تبعاً لخطورة الشخص المطلوب و منصبه ضمن الجماعة التي تنتمي اليه , و تضطر وزارة الخارجية الى رفع قيمة المبلغ بين حين و آخر .
قبل ايام اعلنت الوزارة عن رفع قيمة المكافأة التي ستقدمها مقابل معلومات تؤدي الى اعتقال زعيم تنظيم القاعدة في اليمن المدعو (قاسم الريمي) من (5) ملايين الى عشرة ملايين دولار ، وكان قبلها مكافأة تصل الى 25 مليون دولار لزعيم تنظيم داعش الارهابي (ابو بكر البغدادي) وغيره .
و من خلال قراءتنا المتواضعة لهذا البرنامج نورد الملاحظات التالية :-
ان هذا البرنامج يظهر بشكل جليّ ضعف اجهزة الاستخبارات الامريكية امام قدرة هذه الجماعات الارهابية و خاصة القادة منهم في اختراقهم و جمع المعلومات اللازمة عنهم بغية اعتقالهم او القضاء عليهم أي انها تدل على ضعف العمل الاستخباري الامريكي و من جانب آخر قوة الجماعات الارهابية في تنظيم هيكلها بشكل يصعب اختراقها و قتل قادتها .
يعد هذا الاسلوب قديماً في تعاطي المواقف و قد ولى عليه الزمن لذا نرى من النادر ان يرى النجاح و خاصة بات الامر لايخرج من منفعة مادية شخصية و من طبيعة الانسان يعمل للمزيد و لايرضى بالقليل فقد دخل الامر صورة المزاد العلني يحصد من يدفع الاكبر و الاكثر .
باتت المعلومات الاستخبارية سلعة كغيرها من السلع يقوم صاحبها او من يملكها او يتعرف عليها ببيعها الى من يدفع اكثر في سوق الاجهزة الاستخباراتية , و تعتمد على خبرة البائع و درجة خطورتها و مصداقيتها.
ان هذا البرنامج او الصرف المالي وجد من اجل امريكا و ليس إلا , فان الاشخاص المطلوبين ضمن هذا البرنامج لم يكونوا كذلك حتى باتوا خطراً على امن امريكا و مصالحها , و الاغرب فيها ان بعضاً منهم كان يتلقى الدعم اللازم لحماية مصالحها في مواجهة الدول الاخرى كأبن لادن عند محاربته للسوفيات .
هذا البرنامج دليل قاطع على نتائج الدراسات و الابحاث المستفيظة التي اجرتها و يجربها الدول الغربية و خاصة امريكا على الانسان الشرق الاوسطي لبيان مكامن القوة و الضعف عنده , و ماهي سر العمل و نجاحه لديه و مدى تأثير المال عليه بل يستعد ان يخون شعبه و وطنه و اقرب شخص منه – مع احترامنا للمخلصين مقابل الحصول على حفنة من الدينار و الدراهم ، ومن صعوبات تطبيق البرنامج الخوف من إعلان إسم الشخص المتعاون مع اجهزتها الامنية خوفاَ من الانتقام والخيانة وكثيراَ ما تبقى طي الكتمان بين الاوراق على الرفوف .
فالمكافة المعلنة ليست لاختراع علمي او ابداع فني او نجاح مؤسسة او شركة عالمية او الفوز ببطولة رياضية و انما لتحقيق العدالة (حسب التعبير الامريكي) بالتخلص من عناصر تشكل خطراً على امنها و مصالحها , و ربما تخفي هذه المكافئة تحت قبعتها المزيد و المزيد من التساؤلات و علامات الاستفهام و التعجب , و لكن الثابت فيه ان البرنامج يبقى معمولاً به و المخ المسكين ينشغل بالبحث عن مايدور في ذهنه من استفهام و تعجب , و هكذا الحياة فهناك من يخطط و يعمل و الاخر يرى و يفكر فيه دون زيادة او نقصان .