قبل ثلاثين سنة تقريبا ً عرض تلفزيون العراق مسلسلا ً برازيليا ً مدبلجا ً. و كانت بعض أحداث مشاهده تدور في أحد تقاطعات شوارع البرازيل حيث تقف السيارات بإنتظار الإشارة الخضراء. فينتشر المكادي البرازيليين الصغار بين السيارات و كل واحد منهم يحمل بيد عبوة رشاش لسائل تنظيف و ماسحة زجاج باليد الأخرى. و يبدأ كل واحد منهم بتنظيف زجاج إحدى السيارات لينال ما يجود به سائق السيارة. و الآن بعد مرور هذه السنين الطويلة نرى هذا المشهد يحدث في تقاطعات شوارع العراق و بكثافة أكبر مما كان يحدث في تقاطعات شوارع البرازيل.
و خلال هذه السنين تراجع العراق إلى حالة مزرية رغم واردات نفطه العالية بحيث أصبح يعج بالمكادي على النمط البرازيلي التي لا تملك مما يمتلكه العراق من الموارد النفطية الذي أصبح في أسفل الدول في جميع قوائم النزاهة و الإقتصاد و الرفاهية و الأعلى في قوائم الفساد. أما البرازيل ففي خلال هذه السنين فإنها تطورت بقوة لتصبح ثامن أقوى إقتصاد عالمي.
الرئيس البرازيلي السابق على الرغم من بداية حياته كصباغ قنادر جعل مكادي البرازيل يذهبون إلى المدارس بإعطاء راتب شهري لكل من يواظب بالحضور إلى المدرسة. و هكذا أصبح الشعب البرازيلي متعلما ً و واعيا ً و منتجا ً. بينما في العراق أصبحت الضائقة المالية بسبب سوء إدارة الحكام المتأسلمين لعائدات النفط الهائلة سببا ً لهروب الأطفال من المدرسة للكدية في تقاطعات شوارع العراق على الطريقة البرازيلية.