تقول الأفعى الكثير من بني البشر يسبوني , لكني أفضل من الكثير منهم , لأنني عندما الدغ أحدا , لم ابتسم له يوما من الأيام !.نحن في العراق بحاجة إلى إحياء مفهوم وتعريف جديد لمفهوم الشرف, يبتعد كثيرا عن المفهوم الحالي للشرف , خصوصا أن أغلب من اقسموا بشرفهم من الساسة لم يوفوا بالتزاماتهم .اقسم ساسة وبرلمانيون ووزراء بشرفهم , وضعوا يدهم على القران وقالوا: “إنهم سيتفانون في خدمة العراق” , لكن بعضهم تفانوا وتفننوا في إشاعة الفساد ونهب المال العام والرشوة والسرقة وقتل العراقيين.لو سرنا مع المقولة المعروفة (الوطنية عقيدة والسياسة حرفة) فان لكل حرفة في العراق أعرافها وأخلاقها , لذلك نطالب الساسة باستمرار باعتبارهم حرفيون ان يلتزموا بآداب حرفتهم وأخلاقها .للعشائر وللعسكرية في العراق أعراف حتى ان العسكر يقسمون بشرفهم العسكري , للطب أخلاقيات , للصحافة ضوابط وأخلاقيات .كنا نسمع عن قصابي العراق القدامى وهم يرمون (عدة الشغل) , السواطير والسكاكين حينما تحدث مشاجرة معهم , لأن شرف المهنة يمنعهم من العراك بعدة شغلهم . لقد تحولت الوظائف العامة (الدسمة) إلى امتيازات ومنح تحاصصية توافقية , تمنح لطبقات من النبلاء الجدد بعيدا عن الكفاءة .يتلاقفوها ويوزعوها بينهم , الغريب أنهم مازالوا يلومون من تلاقفها بالأمس!!!. لقد حوّل ساستنا التنافس السياسي الشريف إلى خصومة لكنهم نسوا ان للخصومة وحتى للحرب أعراف , لقد قال الكاتب الاسباني (اليخاندرو كاسونا ) ذات يوم قبل أكثر من ستين سنة بلسان احد أبطال مسرحياته: (أنت خصمي ابرز لي ولنتقاتل بشرف , دع عنك أسلوب الدسائس والتشنيع الرخيص) , لو ان الخصوم السياسيين في الساحة العراقية يتبارزون بشرف بدل تنافسهم الحالي لكان الشعب والوطن بمعزل عن الأذى , ولظل الأذى من نصيب المتخاصمين فقط. مصيبة المنافسة والصراع والقتال والخصومة المستعرة بين ساستنا, أول ضحاياها الوطن والمواطن.في صيف العام الماضي في بغداد قبضوا على مجموعة تابعة لمكون سياسي مهم , تجبر أصحاب المولدات الأهلية على عدم تشغيل مولداتهم , كي يحترق العراقيون بنار الصيف ويصبوا لعناتهم وغضبهم على الحكومة. هناك من عمل جاهدا لعرقلة صرف الأموال المخصصة للكهرباء كي لا تصب في مصلحة الحكومة , بعضهم عمل على تعطيل إقرار الميزانية أو تأخيرها , منهم من عطل التعيينات قبل الانتخابات السابقة بانتظار تشكيل مجلس خدمة اتحادية لم يشكل للان , منهم من يستعمل المأجورين والمجرمين ليحققوا إرادتهم عبر التفجيرات والمسدس الكاتم , منهم من يستعمل الإسقاط السياسي والتهم الكيدية !. تأليب الجمهور والتهديد أصبح لغة سائدة في خطاب الساسة , يتباهي به البعض ولا يخجلون منه !!. تعمد البعض الإثارة الصحفية وتسريب الأخبار المغلوطة عن قصد. حرب الاتهامات والسجال الدائر ألان حول مسؤولية بعض الساسة والمحيطين بهم عن الجرائم الكبرى , التي هزت وجدان العراقيين كجريمة التاجي لا تزال جارية ولم يؤشرعلى المخطط الحقيقي .لنا في هذا المجال سجل يحوي الكثير من الجرائم , عندما فجر مبنى البرلمان العراقي لم يكن احد يشك و يتهم النائب محمد الدايني , الذي كان بطل القتل والتهجير وبطل الشحن الطائفي على الفضائيات بلا منازع , لم نعرف عن المتسبب في اغلب جرائم القتل الطائفي في اللطيفية إلا بعد هروب النائب ناصر الجنابي , لم نعرف من قتل أولاد مثال الالوسي إلا بعد صدور قرار إدانة من المحكمة ضد وزير الثقافة السابق اسعد الهاشمي لم نعرف من المسؤول عن جرائم حي العدل إلا بعد ان القي القبض على أولاد عدنان هزّه الدليمي ومرافقيه .ما زلنا لا نعرف للان من كان رأس الرمح في جريمة بنك الزوية بعدما تم تهرب رئيس العصابة .لا نعرف للان المخطط والمساهم والمنفذ لمحاولة هروب قيادات القاعدة في سجن الرصافة , واستشهاد مدير التحقيقات العميد النزيه مؤيد الصالح , الذي رفض قبل استشهاده بأيام قبول رشوه قيمتها مليون دولار من تنظيم القاعدة, وهولا يملك دائر سكن تأوي أطفاله ,لا نعرف للان من المتسبب الحقيقي بهروب قيادات القاعدة من القصور الرئاسية في البصرة !.كم عدد جرائم القتل والسرقات , التي ستكشف مستقبلا ويكون أبطالها نوابا , أو وزراء , أو ساسة متنفذون ؟.بعدما يتمكنوا من الهرب .هل لهؤلاء شرف ؟ .
تركض الأمم إلى الأمام , تتسابق للفوز بناصية العلم ومنجزات التكنولوجيا , يزحف بعض العرب للخلف , محاولين ارتداء ثياب التاريخ البائدة بكل ما فيها من شر !.
(الساسة يملكون أنوفا طويلة لا يرون ابعد منها).ان امتلك ساستنا أنوفا طويلة , فإنهم يملكون حتما أذانا سمعوا من خلالها هتافات المتظاهرين في ساحة التحرير , التي لا تبعد كثيرا عن المنطقة الخضراء!.في الظروف الاستثنائية يولد القادة الاستثنائيون , قادة يضمدون جراح الوطن, تكون قراراتهم استثنائية تصب في مصلحة الأكثرية , لأنهم يعرفون الأكثرية هي صاحبة السلطة الحقيقية , وهي من منحت المحاكم الشرعية.الأكثرية دقت أجراس الإنذار للحكومة ,على الحكومة اتخاذ قرارات صعبة تزعج المقربين منها , المنتفعين كثيرا من الرواتب والمخصصات والمقاولات والصفقات, وتريح بقرارات جريئة عموم العراقيين .مجلس النواب مطالب بإثبات مصداقيته أمام العراقيين.
(دع أعمالك تتحدث عنك),لو عرف كل المسؤولين هذه الحكمة لاختصروا ما يريدون قوله.مرت على العراقيين تجربة مريرة مع الخطابة والخطب , استمر صدام يخطب فينا لأكثر من 30 سنة , ولم يتسع صدره أو أذنه يوما واحدا لسماعنا . لقد صبر العراقيون كثيرا,على من أطلقوا الوعود ان يضعوا سقفا زمنيا لتنفيذها .
قال الجنرال ديغول:(إذا اكتفيت بإطعام الشعب شعارات ووعود فلن يستمع إليك طويلا).
ينتشر مرض الكرسى فى البلاد العربية والأفريقية وكثير من بلاد أمريكا اللاتينية، لوحظ أن المرض ينتشر فى الأنظمة الديكتاتورية ويقل فى البلاد الديمقراطية، حيث يصل إلى أقل معدلاته فى السويد والدنمارك، بينما يعتبر معدل انتشار مرض الكرسى فى مصر هو الأكبر فى العالم، حيث أثبتت الإحصائيات أن واحدا من كل ثلاثة مصريين مصاب بمرض الكرسى، وقد أجريت دراسة أثبتت أن نحو 60 فى المائة من ضيوف البرامج التليفزيونية فى مصر مصابون بمرض الكرسى، بينما تنتشر الإصابة بالمرض بين الوزراء المصريين لتصل إلى 95 فى المائة. ويذكر أنه منذ عام 1952 حتى الآن من بين آلاف الوزراء الذين تولوا السلطة فى مصر فإن عدد الوزراء الذين استقالوا لا يزيد على عدد أصابع اليدين، ما يؤكد انتشار مرض الكرسى بشكل وبائى بين المسؤولين المصريين على مر الأجيال، وقد لاحظت بعض الدراسات أن الاستقالة فى مصر تحمل مفهوما غريبا، إذ إنها لا تعكس دائما رغبة الوزير الصادقة فى ترك المنصب، فى الدول الديمقراطية يقدم الوزير استقالته وينصرف إلى بيته بهدوء، أما الوزير المصرى فهو لا يجرؤ على تقديم الاستقالة، وإنما يضعها على مكتب الرئيس، فإذا رفضها ينتاب الوزير فرح غامر لأنه يتأكد أنه لايزال مرغوبا من سيادة الرئيس وعندئذ يسحب استقالته ويستأنف عمله وكأن شيئا لم يكن.
لم يثبت تأثير الجينات على المرض، ولكن لوحظ الارتباط بين الاستبداد وانتشار مرض الكرسى، فالمريض غالبا شخص يتمتع بالذكاء ومستوى جيد من التعليم يجعل من حقه فعلا أن يتبوأ منصبا رفيعا فى أى دولة ديمقراطية، لكنه يعلم يقينا أن الترقى فى ظل الاستبداد لا علاقة له بالكفاءة وإنما بالولاء، وهو متأكد أنه مهما بلغت مواهبه لن يصعد سياسيا إن لم يستطع إرضاء الرئيس وإثبات ولائه المطلق له. وقد أكد علماء عديدون أن انتشار الفساد والظلم واليأس من تحقق العدالة والإحساس بالتميز والطموح تكون بمثابة عوامل تساعد دائما على الإصابة بمرض الكرسى.
ينقسم مرض الكرسى إلى نمطين: النمط الأول يصيب الإنسان قبل توليه السلطة، والنمط الثانى يصيبه بعد توليها. تؤكد الأبحاث أن من يصاب بالنمط الأول لابد أن يصاب بالنمط الثانى. فالذى ينافق الرئيس حتى يحصل على منصب سيستمر فى النفاق من أجل الاحتفاظ بمنصبه. العكس غير صحيح، فكثيرون من الناس يعيشون بشكل طبيعى ومحترم لكنهم ما إن يتولوا الوزارة حتى تظهر عليهم أعراض مرض الكرسى، فيتحولون إلى ماكينات تبرير لكل ما يفعله أو يقوله أو حتى يفكر فيه الرئيس. أعراض النمط الأول من مرض الكرسى تظهر على الإنسان عندما يسعى بجميع الطرق إلى الوصول إلى صانع القرار وتملقه ولفت انتباهه إلى مواهبه، والمريض فى هذه الحالة يظهر قدرة غير عادية على معرفة توجهات الرئيس، ويستطيع دائما أن يواكبها، من أشهر حالات النمط الأول لمرض الكرسى ما حدث بعد ثورة تونس عام 2011، فقد أصيب نظام مبارك آنذاك بالفزع من انتقال الثورة إلى مصر، عندئذ ظهر فى وسائل الإعلام المصرية عدد من الخبراء الاستراتيجيين (كلهم مصابون بمرض الكرسى)، وراحوا يؤكدون أن مصر مختلفة تماما عن تونس، وأن الثورة التونسية لن تنتقل لمصر أبدا، واستعانوا بدراسات ورسوم بيانية ملفقة ليؤكدوا أن طبيعة المجتمع المصرى المختلفة عن المجتمع التونسى تجعل من المستحيل علميا حدوث أى ثورة فى مصر، فلما قامت الثورة فى مصر تحول هؤلاء الخبراء الاستراتيجيون فجأة إلى النقيض من موقفهم الأول، وراحوا يشيدون بالثورة المصرية ويؤكدون أنهم تنبأوا بحدوثها لأنها كانت ضرورة لا مفر منها.. يتم الآن إجراء دراسة ميدانية (لم تنشر بعد) عن تفشى مرض الكرسى فيمن يطالبون الفريق السيسى بالترشح لرئاسة الجمهورية، القائمون بهذه الدراسة يعلمون أن السيسى يتمتع بشعبية حقيقية، لكنهم يرصدون المبالغات التى يطلقها المنافقون (وكلهم مصابون بمرض الكرسى من النمط الأول)، فقد قال أحدهم إن الفريق السيسى منحة من السماء لا تجود بها على مصر إلا مرة كل مائة عام، بينما أكدت مذيعة فى التليفزيون أن ما أنجزه الفريق السيسى أهم بكثير مما أنجزه الزعيم عبدالناصر، وقد أعلن صحفى معروف أن الفريق السيسى لا يريد ولا يحتاج لرئاسة الدولة، لكن الشعب يرجو سيادته أن يتنازل ويقبل أن يكون رئيسا لمصر. النمط الثانى من مرض الكرسى يمكن ملاحظته فى سلوك وزراء كثيرين يسيطر على الواحد منهم خوف مرضى من فقدانه لمنصبه، فيبرر كل قرارات يتخذها الرئيس حتى ولو كانت ضد قناعاته وتاريخه، فالوزير الذى كان اشتراكيا أصبح يدافع بحرارة عن اقتصاد السوق، والوزير الذى قضى حياته مدافعا عن حقوق الإنسان صار يبرر الاعتقالات باعتبارها ضرورات حتى يتجاوز البلد عنق الزجاجة..
مضاعفات مرض الكرسى خطيرة، حيث يستمر تدهور المريض فيتحول من النفاق إلى تبرير الجرائم، ثم التواطؤ مع إجرام السلطة حتى ينتهى إلى ارتكاب الجرائم بنفسه. الثابت أن مضاعفات مرض الكرسى تتعدى الفرد إلى المجتمع بأسره، لأن المحيطين بالحاكم يصيبهم مرض الكرسى فيهللون ويطبلون ويزمرون لكل قراراته، الأمر الذى يحرم الرئيس من الرأى الناصح الأمين، فتكون النتيجة تورطه فى قرارات منفردة تؤدى ببلاده إلى كوارث. ومن أشهر الأمثلة على مضاعفات مرض الكرسى هزيمة 1967 فى مصر وغزو العراق للكويت عام 1990.. ففى الحالتين أحاط الحاكم نفسه بمجموعة وزراء مصابين بمرض الكرسى، فلم يجرؤ أحد فيهم على تنبيهه لخطورة القرارات التى يتخذها ما أدى ببلاده إلى كارثة.
مرض الكرسى غالبا غير قابل للشفاء، وقد حاول علماء عديدون تطبيق طرق مختلف للعلاج، سواء بالأدوية أو بالعلاج النفسى، لكنها لم تحقق حتى الآن نجاحا يعتد به، وتؤكد الدراسات أن حالات قليلة من النمط الثانى من المرض قد تستجيب للعلاج بطريقة «إحداث الصدمة» التى تتلخص فى أن يذهب أحد معارف الوزير إليه ويواجهه بما ينحدر إليه من نفاق وتبرير لجرائم السلطة، ثم يذكره بتاريخه المشرف ومبادئه التى خانها، أفادت هذه الطريقة فى علاج حالات قليلة، لكنها أدت، فى معظم الأحوال، إلى سقوط الوزير المريض فى حالة من إنكار الواقع، ثم قيامه بالدفاع عن تصرفاته المتناقضة مع مبادئه بطريقة عدوانية، حيث يؤكد أنه لايزال مخلصا لمبادئه، بينما يتهم منتقديه بأنهم مراهقون ثوريون أو مرتزقة أو أغبياء وجهلة لم يقرأوا صفحة من التاريخ إلى آخر هذه الشتائم التى يحجب بها صورته القبيحة عن نفسه.. هنا نتذكر ما كتبه الزعيم الاشتراكى لينين:«المثقفون أكثر من يخون الثورة لأنهم الأقدر دائما على تبرير الخيانة».لا يمكن الوقاية من مرض الكرسى باحتياطات طبية، لأن المرض مرتبط بطبيعة النظام السياسى، وبالتالى فإن المرض سيزداد طالما ظلت الدولة واقعة فى براثن الاستبداد، وقد لوحظ أن العلاقة بين السلطة المستبدة ومرضى الكرسى منفعة متبادلة، حيث إن مريض الكرسى يسعى لتولى السلطة بأى طريقة، كما أن الحاكم المستبد يفضل الاستعانة بمرضى الكرسى لأنهم سيعملون فى خدمته وسيبررون كل قراراته ولن يظهر بينهم من ينافس الحاكم فى الأضواء أو الزعامة، وبالتالى فإن القضاء على مرض الكرسى يستلزم أولا القضاء على الاستبداد وإقامة ديمقراطية حقيقية.اختبارات كشف المرض (مقياس بايرنباخ):
أجريت أبحاث عديدة من أجل التوصل إلى وسيلة علمية لتشخيص مرض الكرسى مبكرا حتى توصل العلامة الألمانى بايرنباخ، أستاذ الاجتماع، إلى مقياس يكشف درجة الإصابة بمرض الكرسى. وقد أوصى بايرنباخ بتطبيق المقياس على الوزراء وكبار المسؤولين مرة فى العام على الأقل. مقياس بايرنباخ يتكون من جزءين: الجزء الأول يسجل فيه الطبيب التاريخ الشخصى والسياسى للوزير، وفى الجزء الثانى يطلب إليه الإجابة عن الأسئلة التالية:1- هل تشعر بالسعادة لمجرد أن رئيس الدولة نظر إليك وابتسم….؟! 2- إذا داعبك رئيس الدولة ووجه إليك شتائم بذيئة أمام زملائك الوزراء، هل تحس بفرح وزهو لأن سيادة الرئيس شرفك برفع الكلفة بينكما..؟!3- هل تعتبر من واجبك أن تعلن إعجابك وتأييدك لأى قرار يصدره الرئيس، حتى لو كان ضد قناعاتك الشخصية..؟4- أثناء اجتماع مجلس الوزراء، إذا طلب منك الرئيس إحضار منفضة السجائر التى أمامك بدلا من أن يطلب ذلك من العامل المختص، هل تبادر بإحضار المنفضة للرئيس وهل يسعدك ذلك..؟5- إذا قابلك الرئيس بوجه عابس هل تحس بخوف ويقلقك أن يكون أحد زملائك قد قام بدسيسة ضدك، وهل تجتهد فى إرضاء الرئيس ومديحه حتى يسترد ابتسامته الغائبة..؟6- إذا كان الرئيس يتحدث فى مجال تخصصك وقال شيئا تعتبره خطأ من الناحية العلمية، هل تلوذ بالصمت لأنه من غير اللائق أن تعلن أن الرئيس أخطأ..؟7- هل تعتبر إقالتك من الوزارة أسوأ ما يمكن أن يحدث لك..؟8- هل يسعدك أن يناديك الناس بلقب معالى الوزير أكثر من لقبك العلمى..؟9- هل تعتبر كل من يعارضون سياسات الرئيس مرتزقة ممولين من الخارج أو خلايا إرهابية نائمة أو طابورا خامسا أو جهلة ومراهقين وأغبياء..؟10- إذا أدت قرارات الرئيس إلى اعتقال أو قتل مواطنين أبرياء أو أى انتهاك لحقوق الإنسان، هل تعتبر ما حدث تجاوزات فردية لا يجوز الاعتراض عليها فى الظروف الدقيقة التى تمر بها البلاد، وهل تستطيع الكذب حتى تغطى على جرائم الرئيس..؟!إذا أجاب الوزير بنعم أقل من ثلاث مرات فهو سليم لم يصبه المرض، وإذا أجاب الوزير بنعم بين ثلاث وخمس مرات فهو على وشك الإصابة بالمرض، أما إذا أجاب بنعم ما بين ست وعشر مرات فهو وزير مصاب بمرض الكرسى، الأمر الذى يحيله من مسؤول محترم إلى مجرد تابع ذليل لرئيس الدولة، ويفقده الإحساس بالشرف والكرامة..الديمقراطية هى الحل وهنا الكارثة في العراق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
انقشع غبار تظاهرات 25 شباط , لابد لجميع من يهمهم أمر العراق بحق من وقفة حساب , لابد للمسؤول من سماع مطالب الشعب.هنا أتوجه بالخطاب للسيد رئيس الوزراء بشكل مباشر وأقول: العراق أحوج ما يكون الآن لحوار غير مؤسساتي , حوار يتخطى الوجوه المعتادة , التي تعودت سماعهم من مستشارين وسياسيين وبرلمانيين وصحفيين اعتادوا مدحك.حوار يشمل ساسة وكتاب ومثقفين وعلماء وتكنوقراط , يؤمنون بالمسار الديمقراطي ولديهم أفكار ومشاريع و ملاحظات نقدية كلها تصب في مصلحة العراق .
من العوامل التي أججت مشاعر العداء على صدام هي منهجه في إدارة الدولة , اعتمد صدام على حلقات من مناطق معينة , اختصرت المناطق بعشائرية , واختصرت العشائرية وضاقت وأصبحت عائلية , واختصرت العائلة بصدام .. بعدها تحول العراق من حكم منطقة وعشيرة وعائلة , إلى حكم عشائر وأسر , ضاع المال العراقي المسروق بين هذه القبائل والأسر. تعيين المسؤولين لأولادهم وإخوتهم ومقربيهم في وظائف كبيرة , هي واحدة من الأمور , التي تزعج العراقيين لأنها تذكرهم بصدام , وهي تجسيد حي لحكم الأسرة والعشيرة .من حق كل الساسة الاستعانة بأقاربهم ومعارفهم للعمل في فرق الحمايات لضمان أمنهم الشخصي , أما مكاتب الحكومة ووظائفها فهي ملك المؤهلين وأصحاب الاختصاص من أبناء الشعب . نتمنى ان يسمعنا من يعنيهم الأمر وهم كثر. خفضت رواتب الرئاسات الثلاث بحدود 50% , حسبما صرح الناطق الرسمي للحكومة , مع ذلك فان ما يتقاضوه من رواتب مازال كثيرا , ظل الفارق كبيرا بين ما يتقاضوه وبين ما يحصل عليه المواطن , مع كل ذلك لم نسمع عن تخفيض في ميزانيات الرئاسات , وهي المطلب المهم , أو تخفيض لرواتب البرلمانيين وتقاعدهم .
بعد 10ايام فقط على نجاح الثورة المصرية , أوقف 6 مسؤولين بارزين , هم 5 وزراء بينهم وزير الداخلية وأمين تنظيم الحزب الحاكم بتهم فساد مالي , وأحيل 4 منهم إلى المحاكمة , عرضتهم الفضائيات والقيود بأيدي بعضهم , والبعض الآخر شاهدناه داخل أقفاص الاتهام.بعد 8سنوات الفرهود على أشده في العراق , لم نر مسؤول عراقي كبير محبوس , الكل يسرق ويهرب , أو يسكت عنه .فقط وزير التجارة السابق اتهم وبراءته المحكمة !!!!.متى نشاهد مسؤولين عراقيين سرقوا المال العام والكلبجات بأيديهم ؟.
حينها نشعر بالاطمئنان ونعرف ان حملة جدية لمكافحة الفساد بدأت.
اقدر للقضاء العراقي وللقضاة الظروف الصعبة التي يمرون فيها, والتهديدات والاغتيالات المستمرة لرجال القضاء , لكني لا اعرف للان سر قرار محكمة الكرخ , حين حكمت بالسجن المؤبد على وزير إعلام دولة العراق الإسلامية, مع إقرار الناطق الرسمي باسم القضاء بارتكاب (السيد الوزير)! لكثير من الجرائم الإرهابية , ولو ان الحكم خاضع للتمييز وغير نهائي , لكن صدور مثل هذا الحكم يعطي إشارة طمأنة لمن ما زالوا مستمرون بقتلنا .هل يعقل ان يحكم بالإعدام من يقتل شخص واحد ويحكم بالمؤبد من ارتكب جرائم إرهابية؟.
اكتشفت مؤشرين على الشرف ارجو أن تساعداني على معرفة درجة الانصهار منهما—- دراسة ماضي الشخص..فقابلية الانصهار موجودة في الضمير وتتجلى في مظاهر صغيرة يكتشفها العقل الفاحص في تاريخ حياة الشخصيات، فحينما تجد في التاريخ الجهادي لمجاهد عظيم أنه كان يرسل مع كل “بعثة جهادية” ملحقا تجاريا، أو تجد أديبا تخرجه الاحقاد الشخصية عن أدبه، أو تجد أعلى مسؤول عن مكافحة الفساد يزوّر بنفسه شهادة لصديقه ثم يقدمه للبرلمان باعتباره أمينا على تربية ابناء الوطن، أو تجد من يهدد من يختلفون معه بكشف ملفاتهم، فاذا لانوا معه كفَّ عن التهديد، هذه المعالم تدلك على درجة الانصهار—هل عُرضت على الشخص دنيا مغرية فرفضها؟ هل كان بامكانه الحصول على المال الحرام او المنصب الحرام فأعرض عنه؟ حين فكرت بهذين المؤشرين وجدت تطبيقات ساعدتني على تقييم كثير من الاشخاص اما عن طريق تاريخهم، واما عن طريق رفضهم الولوغ في مستنقع المصالح ففي التاريخ القريب تشكلت الجلسة الاولى للبرلمان والتي أقرت رواتب النواب وامتيازاتهم وتقاعدهم مبالغ خيالية لا يتمتع بها أي برلماني في العالم، هذه الجلسة دليل على مدى أمانة جميع النواب للشعب الذي ائتمنهم على امواله فاذا بهم يخضمونها خضم الابل نبتة الربيع فيكشفون عن جوعهم ويفضحون حقيقة وطنيتهم ومستوى تدينهم، ولم تسجل الجلسة اسم معترض واحد على هذه السرقة المفضوحة من مال الشعب ومن ناحية أخرى وجدت كثيرين ممن يتهمهم المسؤولون الحاليون بأنهم “حاسدون حاقدون” لأنهم ينتقدونهم لا لشرف بل لأنهم حُرموا من المناصب التي يطمعون فيها فلا يجدون تنفيسا لعقدتهم الا في انتقاد المسؤولين حسداً وبغياً!! لقد وضعت بعض هؤلاء الناقدين ” المغضوب عليهم من قبل الفاسدين” فوجدت ان هؤلاء الناقدين اتيحت لهم فرص التسلق الى المناصب والحصول على الامتيازات، لكنهم رفضوها لعدم نظافتها او عدم نظافة الجهة التي عرضتها عليهم، والأهم من ذلك انهم لازالوا قادرين على تحصيل المكاسب بالتنازل عن القيم التي يؤمنون بها، فالعجلة السياسية لازالت تجري والجهات السياسية الداخلية والخارجية لازالت تبحث عن اتباع خصوصا من اصحاب الكفاءات واصحاب الماضي، وبامكان كل “حاسد” للمسؤولين الفعليين ان يغتنم الفرصة للتسلق والوصول خصوصا والانتخابات القادمة على الابواب، فما الذي يمنعهم غير الشرف الذي لا ينصهر؟
ان مقاييس الشرف تعبر عن مفاهيم متغيرة من بيئة لأخرى بمعنى انها نسبية وقابلة للتغير، فالشرف في قديم الازل كان هو غشاء البكارة فقط والى الان في بعض الدول النامية لا اقصد الاسلامية فقط، لكن عند مجيء الاديان في وسط الشعوب واضاف للشرف الاخلاق والتعامل والدين معاملة وليس عبادة فقط، فنجد في الغرب يختلف نظرة الشرف عن الشرق، فنلاحظ ان لكل جيل من الحضارتين تولد مفاهيم جديدة نحو الشرف والاخلاق والتعامل، فبالقديم كان الشرف موحد هو البكارة فقط لكن بالتطور والفارق الزمني بين الحضارتين في العصر الحالي تولدت المفاهيم الجديدة والمقاييس الجديدة، ان الاعتقاد الخاطئ او اختلاف المقياس بين الاباء والابناء وتطور التكنلوجي والعمل ومشاغل الحياة الكبيرة ولد فارق جدا كبير بين الاباء والابناء وفي كلاهما للحضارتين الغربية المنفتحة ويوجد ايضا بها معاناة والشرقية المنغلقة والتي تعاني ايضا,الشرف من يعمل ويساعد الاخرين المحتاجين الشرف من يسدد فواتير لكن يجب ان يرى ان هناك شوارع ومتنزهات ومجاري وماء ويرى ان منطقته وباب منزله نظيف , الشرف ان تفكر بالوطن لتبنيه بالتزامك بقوانينه المجتمعية والفكرية والهادفة للعيش بحرية ورفاهة يا صديقي اختلاف الاديان والحضارات والاجواء تؤثر ايضا فانهم باردين بأجوائهم وكل مشاعرهم واحاسيسهم لكننا حارين كجونا فنحب ان نتكلم بحرارة وانفعال بضحكنا ببكائنا حتى بمأكولاتنا نحبها حارة في عز الصيف نشرب الشاي الحار، بالإضافة لا يملكون برلمان كبرلماننا ولا حكومة كحومتنا فنحن افضل منهم بكثير.