7 أبريل، 2024 2:45 ص
Search
Close this search box.

مقهى الدليمي .. وأصبوحة تراثية

Facebook
Twitter
LinkedIn

لعل الكثير منا لايعرف أين يقع مقهى الدليمي التراثي .. وهي من مقاهي بغداد التراثية الجميلة وتقع في ساحة الميدان من جهة سوق هرج .. ويلتقي فيها الكثير من الفنانين والمثقفين منذ عقود طويلة مضت .. فقد بادر صاحب هذه المقهى باقامة اصبوحة فنية ثقافية امس السبت ..شملت غناء المقام العراقي الاصيل من قبل مجموعة من مطربي المقام ومنهم من الشباب الواعدين في هذا المجال .. وقد صدحوا بأجمل المقامات العراقية بجو تفاعلي بغدادي جميل اشاع روح البهجة والاصالة والوطنية .. وافرز اصالة العراقي وحبه لتراثه وبلده وعاصمته الحبيبة ..

ولعل ماميز هذه الاصبوحة انها كانت باشراف ورعاية الاستاذ الكبير يحيى ادريس .. وكان كعادته متالقا بالتقديم والفصاحة الادبية وعالما وخبيرا في دروب المقام العراقي وخباياه الجميلة .. متميزا بطيب اخلاقه وبساطته وحب العراقيين له .. معلقا وشارحا لكل مقام اداه المطربين .. وعاش رواد المقهى ساعتين كانت من اجمل وارق الاوقات تفاعلا مع الحدث ..

العراقيون محبون للتراث ومحبون لاهله وداعمون له .. ليس من اجل المال او الشهرة كما يفعل مطربوا المقام اليوم حيث تراهم يتجولون بين شارع المتنبي والمقاهي التراثية .. لتقديم مايعشقوه مقابل .. كلمة تشجيعية فقط بقول الله .. الله .. ليفرحوا بفرح الحاضرين .. كذلك اصحاب المقاهي ومنهم (( مقهى الدليمي )) .. فكان حبهم للتراث قبل كل شيء.

هنا يستوقفني شعورا بائسا وامتعاضا كبيرا .. من تجاهل الحكومة العراقية لاهل التراث والفن .. وتجاهل دعم اصحاب المبادرات التراثية .. فوزارة الثقافة العراقية .. التي يمكن وصفها بالنائمة والغافلة والمتجاهلة .. لتراث العراق عموما وتراث العاصمة بغداد العريقة .. فالثقافة هي جزءا كبيرا من السياسة وهي من تدعم السياسة وبلد لايحترم تراثه وماضيه العريق كيف تريد من الاخرين ان يحترموه ؟.. فالعراق عرف من خلال التاريخ المجيد والتراث العظيم وهي الي لها الديمومة والاستمرار .. وليس السياسة التي هي انية وطارئة وتنتهي بانتهاء وقتها ..

هل سألت وزارة الثقافة والحكومة العراقية نفسها .. مالسبب الذي يدفع الاستاذ كبير يحيى ادريس للاشراف والاعداد والحضور رغم كل ظروفه كحال ظروف العراقيين الصعبة .. للقيام بهكذا اصبوحات وامسيات سواءا في المقاهي التراثية او المتحف البغدادي او في غيرها من الاماكن .. فانه لم يتلقى اجرا او ينتظر شكرا .. بل يعمل من اجل حبه وعشقه لاحياء التراث العراقي الاصيل ..

فعلى الحكومة ووزارة الثقافة ان ترعى هؤلاء الرموز العراقية في حياتهم سواءا شخوصا او امكنة .. وان تدعمهم لتوسيع وتطوير هذا المجال ليكون صرحا للوحدة والمحبة وفخرا للعراق وشعبه .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب