خذوني سريعا إلى أمي
موتي الآن
لا يطيق ثوب الحداد
ودمعها
أغلى من تاريخ العرب
والأشياء الصديقة خانتني
خانت صراخي
في ساحة العرب
حسبتها صوتا من بعدي
وحدي
وقبلة أمي
على جبيني المعلق
فوق فراركم
لا خرس يعنيني ولا هرب
****
لكم الفخامة
لكم الحضارة عريا
ألم ينتهي الدهر بكم
أسفل الجسد
وزمن الذل المتفق عليه
أقنة والوجه المستعار
الحر هنا ليس كذلك
والشكل نقص داخلي
لكم ما تشاؤون إذا
لكم حتى لكم
لكم من كل عار طرب
لكم خيبة تشبهكم
وسجن العربي حيث ذهب
***
أغفو على ألم
وأصحو على تعب
ليتني كنت قبل هذا أغنية
لعبة في يد طفل صغير
أو سفينة تخفي حزن الموانئ
ليتني كنت رحيلا بلا رجوع
أو ثدي أم في فم رضيع
لم أكن فيكم قاتلا
كي أبايع الرصاص
” ها قد دخلنا القرى فاتحين ”
وهل من فتح للبغاة
يا لصوص النهار من ندى زهرة
وبقايا ارث
عن حمالة الحطب
****
أرى الحجاج بن يوسف الثقفي
يطيل سيفه بيننا
هو كظلنا القديم
يعرف أيامنا المؤجلة كلها
يعرف مواعدنا الخالية من الوقت
متى ننام ساهرين
متى لا نصحو من الخوف
ومتى نموت سرا قبل موتنا،
أراه في زي رسمي
له بلاغة في المحافل الدولية
يخبر العالم عنا
أن لنا من كل حياة ما تشتهي
المأوى جسد،
النعل حصى
والسقف كل الفصول
والجوع أخ كريم وبيعتنا،
الحجاج في المؤتمرات
له أسوة في شعراء الأعتاب
ينحني،
يهتم بربطة عنقه،
ويصالح قتلانا بكل أدب
لكنه خرج من ديوان الحماسة
كي نلعن الخطب
****
ونحن الآن في مرحلة ما قبل الولادة
والبحر مخاض الراحلين
لا بحارة هنا ليسعفوا الميناء
وساعة ريح تدق
وتعلن عن مولد الغزاة الجدد
والعقرب لاتجاه الغرب ينحني
والموج من وقت المبعدين عسير،
أسأنا إليك يا برنا
حين خرجنا
وتركنا السور خلفنا عاريا
إلا من سيرة الشهيد،
وأغلقنا بعدك الذاكرة
أسأنا إليك
قد مات أخر الحرس
والجنازة مومسات لليالي النبيذ
***
هل أحمل عنهم هذا الليل يا أبي ؟
لا عليك يا بني
كل ما حملته عنك
على جرحي نشيد،
فكن جديرا بثقل الرمادي
واصعد إلى حزنك
خاليا من مساء الشعارات
لا لك ولا عليك
ودع رؤاك للسماء ينجلي الليل
ولا تعد إن عادوا
ولا تقل كلامك للسراب
فالصحراء هنا كل هنا
غطت الأمس والآتي
والظمأ نال من الجياد
وصدى الفرسان وحيد
وإن أبصرت مدينة لا تدخل
وألق سلامك من بعيد
****
لا عيلك،
قل شكرا للتي علمتك القسوة
لمن أجلت فراشاتك للخريف
من قالت نعم
حين قلت لا
و” لا ” أخر الأحصنة
فامتطيها وارفض
واسخر من خيبتك
على حين صدفة افتعلوها
وقف على سطح صمتك
غيمة، أو معنى
لك الخيالي أرضا
إلى أن تدرك من يحبك
المجاز سلاحك يا بني
لا شأن لك بلغات البدو
قد كذبوا حين قالوا
إن مرايانا أجمل النساء،
وإن خير الطعام التريد
لك الوعد يا بني
وعلى من استباحنا الوعيد
مقطع من القصيدة الديوان / ديوان أبي