23 ديسمبر، 2024 6:06 ص

مقصلة الاستكبار العالمي، إبتدروها لتحز رقابنا فبادرتهم لتجزر رؤوسهم

مقصلة الاستكبار العالمي، إبتدروها لتحز رقابنا فبادرتهم لتجزر رؤوسهم

“مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”.
  نقطع باليقين، أن واحدة من البديهيات أو الأساليب التي تعتمدها داعش ومن قبلها القاعدة والتنظيمات الإرهابية المناظرة الاخرى في الوطن العربي والعالم، عندما تقوم بنشر غسيلها وممارسة إرهابها وعدوانها بحق الشعوب، ولنشر كراهيتها وقهرها في المجتمعات الانسانية، هو أسلوب الذبح وتقطيع الاوصال بدافع حب القتل والتنكيل والقهر والانتقام.   

أما التطهير العرقي والابادة الجماعية فهما الزاوية الأبرز من زوايا هويتها، والسمة الأوضح من سمات سلوكها، وتلك هي الثقافة الشاذة والمميزة الخاصة بها، فكثيرا ما تعتمدها التنظيمات الإرهابية في ممارساتها الإرهابية كعمليات إنتقامية تصفوية وكشعارات تعبر عن مدى وحشيتها ورفضها للآخر، مثال ذلك أن عمليات الذبح المبنية على قطع الاوصال يبدو عليها أنها توفر لها حالة التشفي من الضحية عند إرضاخها لأبشع صور الموت والقهر والتعذيب والتنكيل والمثلة، وأن ذبح الضحية من الوريد إلى الوريد على الطريقة الاموية هي الطريقة المثلى عندهم والتي تشفي غلهم وتطفئ نار همجيتهم وحيوانيتهم وتعطيهم الأمل ليتحولوا إلى وحوش كاسرة غادرة مستهترة لا تعرف الرحمة ولا تمت للانسانية بصلة.   يذكر أنه تتم تصفية جميع أفراد المجاميع المغدورة مهما كثر عددهم على هذه الطريقة وبطرق قتل إنتقامية أخرى مبتكرة قاسية تفوق في عدوانيتها وخستها طريقة الذبح، كما هو الحال في تنفيذ جريمة مجزرة سبايكر العراقي التاريخية عندما قاموا بتصفية 1700ضحية على الطرق الشائعة في ناديهم بدون رحمة.  ولكن الأمر يكون مختلفا تماما عندما تكون الضحية بمستوى دولة أو شعب عندئذ سيكون تصرف داعش تصرفا عدوانيا همجيا آخرا جبانا قائما على عمليات التفجير العشوائية، وعلى قطع كل ما من شأنه أن يوصل الضحية لتوخي الحيطة والحذر بانتهاج خطط مكافحة حالات الغدر والاغواء وكشف الحاضنات, كإجراءات أمنية تتخذها الدولة لكي تحمي نفسها ورعاياها من قبضة داعش الارهابية الشرسة الغادرة من تلك الاساليب القذرة, والتي لو أهملت تحقق  حالة الاستفراد بالضحية كما حصل مع سورية والعراق ببديهة الاستيلاء على الأرض أولا، وبطريقة تفجير السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة على عزل الناس في الأسواق وفي الأماكن العامة بدعم لوجستي خارجي ثانيا، وعلى غرار ما انفردت به على سبيل المثال أخيرا بتركيا وفرنسا بتنفيذ عمليات العنف والإرهاب بالعمليات العدوانية الأخيرة التي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.
  هنا العالم الاسلامي يقف متحيرا ومحرجا إزاء تلك الميول الشاذة التي تنفذها داعش الآن بإسم الإسلام والدين وشعارات الله أكبر، والأنكى من ذلك أن هذا الفكر يكفر الجميع، ويكفر المسلم وغير المسلم، والعربي وغير العربي، والمؤمن وغير المؤمن، من جميع مختلف الأديان والمذاهب والمعتقدات، ويعادي أيضا جميع الحضارات والملل والقوميات والحريات والشعوب وذلك بإسم الإسلام أيضا، حتى صار الناس في جميع أنحاء المعمورة تخشى وترقب المسلم والعربي الذي يراود الاختلاط بالمجتمع في الأماكن العامة والخاصة، فيخشونه كما لو أنه يريد أن ينفجر عليهم في أية لحظة سانحة من اللحظات، ويكأنه قنبلة موقوتة متحركة لا يمكن تحاشيها والسيطرة عليها إلا بتقديم تضحية باهظة الثمن.
  أما بعض الدول الغربية ودول الاستكبار العالمي وبقية الدول الممولة للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش لا تستطيع من الناحية الأدبية والمادية، ومن جميع النواحي، أن تنأى بنفسها عن ما يحدث في أماكن الصراع الداعشي المتأجج في سورية والعراق وفي كل مكان في الوطن العربي، إلا إذا فتحت لداعش أنبوبا من المال لا ينقطع عنها ليل نهار، إذ لا أمن لها ولا أمان، ولا بحبوحة لهم في عيش رغيد أو في إستقرار في إقتصاد، ولا جم لهم في سياحة وتمدن وإسترخاء بوجود داعش حتى وإن كانت في كوكب المريخ وليس في سورية والعراق فحسب، ذلك لأن إرهابهم عالمي ولا يقتصر على بلد ما دون بلد آخر مهما بعدت شقة ذلك البلد ومهما علت مكانته.
  ولكن العجب كل العجب في أمر هذه الدول وأعني الدول الكبرى كيف سمحوا لداعش أن تفعل ما فعلت من ممارسات إرهابية وجرائم وتصفيات عرقية وسرقة للثروات وتدميرا للحضارات بعمليات استهتارية قل مثيلها في التاريخ، في كل من سورية والعراق دون أن يتدخلوا لمنعها؟، على غرار ما فعلت أمريكا من خلال قواعدها الموجودة على الأراضي التركية بإجهاض الانقلاب العسكري التركي في ساعاته الأولى وقبل أن يرى نور شمس اليوم التالي!!.
  وهذا الجاني الفرنسي-التونسي الذي أقدم لارتكاب جريمة”نيس”الفرنسية ليعلن للعالم أجمع ويثبت له بالدليل القاطع من خلال تنفيذ جريمة الدهس التي راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى، إذ تم قتلهم بدم بارد مع سبق الاصرار والترصد، وأثبت كذلك أن إرهابهم قد أتخذ طابع العالمية، وليعطي دليلا قاطعا وبرهانا ساطعا بينا بأن الإرهاب لا وطن له ولا عنوان، وأن العراق وسوريا كانا ومازالا يقاتلا الإرهاب بما أوتوا من قوة نيابة عن العالم أجمع، وأثبت الجاني أيضا أن داعش هي: مقصلة الاستكبار العالمي، التي إبتدروها لتحز رقابنا فبادرتهم لتجزر رؤوسهم، تماما كمقصلة الملك الفرنسي لويس السادس عشر الذي طورها لتقطع رؤوس من قطعت، فقطعت راسه عن جسده عندما قامت الثورة الفرنسية!.
“ياأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين”.