مقررات القمة الإسلامية في قطر عام 2025 … الفاظ ودلالات سياسية طبخت بقدر فارغ

مقررات القمة الإسلامية في قطر عام 2025 … الفاظ ودلالات سياسية طبخت بقدر فارغ

القمة العربية الإسلامية التي عقدت في قطر برئاسة اميرها الشيخ  تميم بن حمد آل ثاني في يوم الأثنين 15 ايلول 2025 على اثر واقعة الهجوم بالصواريخ التي نفذها الكيان المحتل , كانت مجردقمة مواقف شجب وإدانات فحسب  ,خالية من أي آليات  وجهود تنفيذية  لتكون بمثابة  أمثلة للفقرات التي خرجت بها القمة , أيكانت اشبه بجعجعة سياسية في قدر فارغ من أي اجراءات عمليةسواء كانت علنية او سرية . وبهذا اصطفت القمة بلا دعم للتحولات والمتغيرات الجارية  في المنطقة العربية   ,  

كحال سابقاتها بصف واحد لصالح عدوانية الكيان المحتل كإنسياق مستمر وراء عدم الإنجرار الى نزاع بين اعضاء القمة وبين امريكا والكيان المحتل , وكأن القمة على مدى عهود طويلة كانت لاتجيد سوى هذا الفن في طبخ المواقف السياسة  , ويبدو ان السبب الأولفي اصدار مثل هذا البيان الختامي كسابقيه  هو موالاة البعض  من الأنظمة للكيان وامريكا على حد سواء , فعمدت  بالبيان الى الحفاظ  على مصالحها بإتفاق غريزي مسبق والإبتعاد عن إثارة حنق امريكا عندما يكون البيان خلا فآ  لماورد  في البيان الحالي  وتستقرأه امريكا على انه  يكنّ  العداء لها وللكيان الصهيوني ,

ومن جرائه ربما  تتخذ امريكا موقفآ ثابتآ , وهو شيطنة اعضاء المؤتمر ليعقبه احتمالات فرض قرارات استبدادية خاصة بعقوبات اقتصادية وسياسية  لايستطيعون على درءها او مجابهتها , اما السبب الثاني  وهو ان الأعضاء ليس  لديهم برامج سياسية كالتي يمتلكها كاستروا او جيفارا او مادورو او القادة السوفيت السابقين ,والسبب الثالث ربما خوف البعض من الأعضاء من ان تنكشف موالاتهم وصلاتهم بالصهاينة على الملأ عندما يكون البيان مخالفآ فيلجأ الكيان المحتل الى كشف  موالاتهم وصلاتهم على الملأ ,  

لتخرج عليهم شعوبهم بالهتافات ودعوات الرحيل عن مناصبهم ,مثلما خرجت جموع الشعب الأمريكي في مختلف المدن الكبرى احتجاجآ على تبعية وخضوع رئيسهم للكيان الصهيوني وخاصة في تواطئه على تنفيذ الإبادة ضد الشعب الفلسطسني في غزة والتي كشفها الناشط الأمريكي اليميني تشارلي كيرك قبل اغتياله امام مؤيديه . لذلك الى الآن وبعد مضي خمسة ايام على انتهاء القمة , لم تقرر حتى الدول المرموقة ذات المكانة السياسية والعسكرية والإقتصادية المشاركة بمؤتمر القمة ,  

ان تكشف عن اي اجراءات سرية او خطوات علنية  تتحدث  عن بداية  سيناريوهات  سياسية  موجهة  بالضد من السياسة التي يتبعها الكيان المحتل , بل يبدو انهم اكتفوا بمقررات البيان الختامي التي لم تدوس على اي لغم امريكي او تعثر بأي سلك عثرة صهيوني في ميدان المصالح السياسية الخاص بأمريكا والكيان من اجل حفظ امن واستقرار دولهم من خلاف ذلك , بل وحافظ كاتب البيان الختامي على طرازه الشخصي الأول ومهنيتة العالية جدآ في صياغته للبيان متجنبآ لأي التزام ثوري او فعالية ,  

تنطوي على الجدية أو تكلف الميزانية المالية للدول عبئآ ماليآ , من خلال مهارة الصياغة لهذا النوع من البيانات الختامية, إلا انه أثار بالبيان فحسب انزعاج الشعب الفلسطيني من جزئية بقيت غامضة وتركت بلا خطوات عملية وخاصة في موضوعة فرض العقوبات الإقتصادية على الكيان المحتل وتكليف دول اعضاء المؤتمر بمتابعة القاء القبض على مجرمي الحرب الصهاينة , واخيرآ قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني وطرد السفراء , إذ لاينبغي للبيان الختامي  ان يكتفي بالإدانة والإستنكار ,

وهناك ثمة امور اخرى استرعت انتباه الشعوب العربية بشكل عامكموقف دول الأعضاء من النظرة المستقبلية التي تراها امريكا ودولة الكيان لغزة   , من ناحية ان هذه النظرة تهدد الوجود الفلسطيني , وهناك ثمة إلتزامات تجاه غزة على سبيل المثال لم تكن حاضرة على طاولة الحوار لتبقى معلقة بينما لايمكن تجاوزها  كالحصار الطويل  الذي يطوقها  من ناحية , وحقها في الدفاع عن النفس لما له من مؤيدين بمختلف  المستويات في العالم الحر ,  

وله اثر في نظرة الشعوب العربية الى  بناء قوة عسكرية او تحالف  عسكري يتبنى  مواقف  الدفاع عنها  , فضلآ عن الإنسان العربيضد التطرف اليميني والعنصري المعاصر بقيادة  الكيان الصهيوني وامريكا في منطقة الشرق الأوسط  , وهذه صورة مرآوية  لم يعبر عنها بجرأة سياسية في القمم السابقة من ناحية اخرى .  

ختامآ , من الدلالات المحسوسة للبيان الختامي نستشف انه لايختلف عن البيانات الخاصة بالقمم السابقة , في الالفاظ المجردة من الصرامة والثبات والسعي الى اجراءات رادعة , بل  تجاوزت  في اختلافه بمنهجه مع البيانات السابقة وخاصة في مسألة الخوف الظاهر والواضح فيه  والموالاة للكيان الصهيوني , وابتعادها  عن بيئة التهديدات التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط والتي تتطلب وقفة استثنائية بالضد من المشاريع الأمريكية والصهيونية واهمها قضية تهجير الفلسطينيين وإقصاء المقاومة المسلحة في هذاالوقت بالذات ,  

الذي يتعارض فيه الغرب مع الكيان المحتل ومع مخططات امريكا في مواقفه السياسية  وخاصة من قبل بريطانيا وإيرلندا والنرويج وإسبانيا , إذ بدأ بشكل واضح  توزيعآ جديدآ لخارطة المواقفالدولية ما جعل الكيان الصهيوني يدفع امريكا لتقوم بدور فاعل في تأليب الحكومة البريطانية على تغيير مواقفها إزاء الكيان من خلال زيارة رئيسها ترامب اليها قبل ايام . ان دول مؤتمر القمة العربي الإسلامي مازالت تجابه قدرها بمقررات البيان الختامي الخجول وليس في إعادة تحديث الخطاب السياسي الموجه الى امريكا والكيان ,

وليس كما تفعل الدول الأوربية في بحثها عن مواقف بديلة لأنها ترى مثلما ترى العرب ان اي تبرير للواقع الذي تصنعه دولة الكيان في فلسطين هو واقع غير قانوني , ويخالف قوانين الشرعية الدولية , بل وتعتبره غير مقبول .  فأي فرق بين الموقف الغربي المستند على اجراءات عملية محددة وجريئة وبين الموقف العربي المستند على الفاظ ودلالات سياسية  طبخت في قدر ( = بيان ختامي  ) فارغ كالمعتاد ؟!  

أحدث المقالات

أحدث المقالات